حديث الرسول عن علامات الساعة الكبرى

حديث الرسول عن علامات الساعة الكبرى

حديث الرسول عن علامات الساعة الكبرى

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].


علامات الساعة الكبرى بالتفصيل

علامات الساعة الكبرى هي علامات غير مألوفة لبني البشر، لذا فإن لها فزعًا ورعبًا لم يكن لغيرها ذلك أنها قريبة من يوم القيامة، وفيما يأتي بيانها[٢][٣]:


خروج المسيح الدّجال

خروج الدّجال من أعظم الفتن وأكبرها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس، إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم فتنة من الدجال، وإن الله لم يبعث نبيًّا إلا حذر أمته من الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة)[صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]،

وهو رجلٌ أعور ذو شعر أجعد، وقد حذّر النبي -عليه الصلاة والسلام- منه ومن فتنته، كما حذّر منه جميع الأنبياء عليهم السلام، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤُهُ كلُّ مؤْمِنٍ)[صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، يظهر الدجال من قبل بلاد المشرق ثمّ يمكث في الأرض أربعين يومًا، وقد ميّزه الله وأعطاه بعض القُدرات الخاصّة به كأن يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فيؤمنوا الناس به، وفي حال عدم إيمانهم بع يأمر السماء بإمساك مطرها والأرض بالقحط فيُفتن بعض الناس به، ومن فِتَنه أيضًا ادّعاء الألوهية، إذ سيؤمن به كثير من ضعفاء الدّين ويتبعونه.

وقد وصف النبي -عليه الصلاة والسلام- أيّام الدجال فقال: (...أربعون يومًا؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسَنةٍ، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا؛ اقدروا له قدره.قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًا، وأسبغه ضروعًا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فيصبحون ممحلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل...)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


نزول عيسى بن مريم عليه السلام

بعد أن يعيث الدّجال في الأرض فسادًا وتَكبُر فِتنته، يجتمع المهدي ومن معه من المجاهدين لمقاتلة الدجال، فينزل عيسى -عليه السلام- من السّماء على جناحي ملك، ويكون نزوله عند المنارة البيضاء في المسجد الأبيض شرقي دمشق، وتكون قد أُقيمت صلاة الصبح فيصلّي خلف المهدي، ثمّ يتبعه المهدي ويعاونه على قتل المسيح الدّجال فينالون منه عند باب لُدّ، ويحكم عيسى بعد ذلك بشريعة الإسلام والقرآن مدة أربعين عامًا قبل أن يتوفّاه الله، إذ سيكثر الخير والرخاء في زمنه وبعده، وقد ذكر النبي -عليه الصّلاة والسّلام- بعضًا من صفاته؛ منها أنّه متوسط القامة أي ليس طويلًا ولا قصيرًا، لونه بين الحُمرة والبياض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس بيني وبين عيسى نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل)[ صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


خروج يأجوج ومأجوج

يخرج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام، ويبعث الله يأجوج ومأجوج فينتشرون في الأرض ويشربون مياهها ويأكلون الأخضر واليابس، فيتحصّن الناس منهم ويهربون إلى رؤوس الجبال حيث لا أحد في الأرض غيرهم، وبينما هم لاهون بمغنمهم، يسلّط الله عليهم دودًا اسمه "النغف" في أعناقهم، وهذا الدود هو ذاته الموجود في أنوف الغنم والإبل، فتقتلهم كلهم كقتل نفس واحدة، ويدل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم في حديث النواس بن سمعان أنّه قال: (...ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى، أي: قتلى، كموت نفس واحدة...)[ صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

الدُخان

يُعدّ الدخان من الآيات التي تَدُلّ على قرب قيام الساعة، إذ تمتلأ السماء بدخان يغشى الناس، وذلك في قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الدخان: 10-11]، وقد ذهب الصحابي عبدالله بن مسعود إلى أنّ الدخان وقع وانقضى، وأنّه القحط الذي أصاب قريشًا يوم بدر، ولكن رجّح الكثيرون عدم وقوع آية الدخان وأنّ ستقع مع اقتراب يوم القيامة.


طلوع الشمس من مغربها

وهي أول العلامات المؤذِنة بتغيّر أحوال الأرض، وحدوث اضطراب في الكون بطلوع الشمس من جهة الغرب، وإذا حدثت هذه العلامة يُغلق باب التوبة ولا يُقبل إيمان أحد بعدها، وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا...)[ صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


خروج الدابة

تخرج قريبًا من طُلوع الشمس من جهة الغرب، فتُخاطب الدّابة الناس وتُميّز أهل الإيمان عن غيرهم بوضع علامة على أنوفهم، قال تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ)[النمل: 82].


حدوث الخسوف

أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن وقوع ثلاثة خسوفات كعلامةً من علامات الساعة، خسف بالمشرق وآخر بالمغرب والثالث في الجزيرة العربية، إذ قال: (إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب...)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


النار التي تحشر الناس

وهي نارٌ عظيمة تخرج من اليمن تسوق الناس إلى محشرهم، كما أنّها آخر علامات الساعة ظهورًا، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (يحشر الناس على ثلاث طرائق، راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا)[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


وقت قيام الساعة

إنّ وقت قيام الساعة مما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه، أمّا اليوم الذي تقوم فيه فقد ورد أنّه يوم الجمعة، والساعة فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وروي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُهْبِطَ مِنْ الْجَنَّةِ وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ وَفِيهِ مَاتَ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)[تخريج مشكاة المصابيح| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٤].


الحكمة من إخفاء وقوع الساعة

إنَّ الحكمة تقتضي إخفاء وقت الساعة عن الخلق؛ لما يتعلّق ذلك بإستقامة وصلاح نفوسهم؛ فالمجهول يُساعد البشر في تكوين أنفسهم وحفظ سلامة فطرتهم، إذ يتطلّعون ويترقبون لهذا المجهول بالتأمل والعمل بكل طاقاتهم الأمر الذي يبقيهم في نشاط دائم ويربط قلوبهم بالساعة المجهولة، ويزيد من حذرهم واستعدادهم الدائم لها، كما إنّ التبشير بالجنة والإنذار بالنار لا تتم الفائدة منه إلا بإبهام وقت الساعة، فيكون ذلك باعثًا لهم على العمل الصالح وعلى مراقبة الله تعالى في أعمالهم، فكلّما رأوا علامة من علاماتها قد تحققت ازداد خوفهم من الساعة وأهوالها، فيحملهم هذا الخوف على تقوى الله والالتزام بالحق، واجتناب المحرّمات والمعاصي[٥].


المراجع

  1. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
  2. الشيخ عادل يوسف العزازي (2016-02-22)، "علامات الساعة الكبرى أشراط القيامة الكبرى"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
  3. "علامات الساعة الصغرى والكبرى"، إسلام ويب، 2010-08-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
  4. "وقت قيام الساعة يوم الجمعة"، إسلام ويب، 2011-01-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
  5. الشيخ ندا أبو أحمد (2014-06-05)، "الحكمة من وراء إخفاء وقوع الساعة"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :