بحث عن شروط لا إله الا الله

بحث عن شروط لا إله الا الله

شروط لا إله إلا الله

إنَّ لا إله إلا الله أفضل الكلام عند الله، ولها 7 شروط نذكرها على النحو الآتي[١][٢][٣]:

الشرط الأول: العلم

وهو معرفة معنى لا إله إلا الله، وما المقصود بنفيها وإثباتها، ليدركالقلب ويعقِل ما ينطق به اللسان، فإذا علم المؤمن أنَّه لا إله ولا معبود بحق سوى الله، وأنَّ الإيمان بغيره باطل، وكانت أعماله على هذا الأصل، فقد فَهِم وعَلِم معنى لا إله إلا الله، وخلاف العلم الجهل، وهو الذي أوقع الناس في الضلال، فقد جهل الناس معنى لا إله إلا الله، فأشركوا معه غيره سواءً باعتقاد أو فعل أو قول، فيقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ)[٤].

وإنَّ هذا الشرط بالغ الأهميَّة لأنَّه توحيد لله يسبق العمل فلا يمكن العمل بالتوحيد إلا إذا علم العبد معناه، إذ إنّ العلم يتقدَّم كل شيء، والعلم بلا إله إله إلا الله سبب لدخول الجنَّة، فيقول عليه الصلاة والسلام: (من مات وهو يعلم أنَّه لا إله إلا الله دخل الجنة)[٥]، فإذا علم العبد ربه وعرفه بأسمائه وصفاته استطاع أن يقوم بحقه وتوحيده وطاعته وحده سبحانه.

الشرط الثاني: اليقين

وهو كمال العلم بلا إله إلا الله، أي أن ينطق المؤمن الشهادة مستيقنًا بها بلا شكٍ ولا ريب، بل مطمئنًا قلبه لها، فلا تتسلّل إليه الشكوك التي يفتعلها شياطين الإنس والجن، فينبغي على من قالها أن يكون معتقدًا صحة ما قال، مِن أنَّ الله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للألوهيَّة، وكل ما سواه باطل، ولا يجوز له أن يعتقد أنَّ هناك إلهًا آخر ولا معبودًا آخر، فإن فعل كان قوله للشهادة باطلًا، ولم تنفعه في الآخرة، فيقول عز وجل في محكم كتابه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)[٦].

فإنَّ لا إله إلا الله لا يكفي قولها باللسان، فلا بُدَّ من يقين في القلب حتى لا يرتاب بعد الإيمان، ويقول عليه الصلاة والسلام مبشِّرًا أصحابه: (أشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكٍ فيهما إلا دخل الجنة)[٧]، فالشرط في الحديث زوال الشك، فإذا كان في القلب شك فلا يُبشَّر بالجنة.

الشرط الثالث: القبول

ويعني أن يقبل الإنسان ما اقتضته الشهادة بقلبه ولسانه، فلا يكون في قلبه كِبَر، فيقول سبحانه وتعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ)[٨]، فاستكبارهم وتكذيبهم لوحدانيَّة الله كان سببًا لهلاكهم وتعذيهم من الله عز وجل، فيقول سبحانه: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[٩]، وفي مقابل هذا جعل الله لمن قبل بشهادة لا إله إلا الله الثواب الكبير.

الشرط الرابع: الانقياد

هوالتسليم المخالف للترك، فينقاد العبد لما دلّت عليه شهادة لا إله إلا الله دون تقصير أو عصيان، فعلى المؤمن أن يطيع ربه فيما أمره ونهاه، فيقول سبحانه وتعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)[١٠]، ويقول سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ)[١١]، أن يسلم العبد وجهه لله أي ينقاد لأوامر الله، وهو محسن أي وهو يشهد بالوحدانيَّة لله، ومن لم يوحِّد الله وينقاد له فإنَّه لم يتمسك بالعقيدة وبشهادة لا إله إلا الله، لقوله تعالى: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)[١٢]، وهذا غاية التسليم والانقياد.

الشرط الخامس: الصدق

الصدق هو المخالف للكذب، ويعني أن يقول المؤمن شهادة لا إله إلا الله صادقًا من قلبه، ولا بُدَّ أن يكون صدقه مانعًا من النفاق، فمن قالها بلسانه فقط، وأنكر في قلبه ما دلّت عليه الشهادة، فلا تنفعه هذه الشهادة، بل قد تكون وبالًا عليه وتجعله من المنافقين، فيقول سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ)[١٣]، لذلك كان الصدق سببًا لدخول الجنان، فيقول صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، صدقًا من قلبه، إلا حرَّمه الله على النَّار)[١٤]، فالإقرار بالشهادة ملازمًا للتصديق لا يفارقه.

الشرط السادس: الإخلاص

الإخلاص مخالف للشرك وللرياء وطلب السُّمعة، أي أن يقوم المؤمن بتصفية أعماله الصالحة التي يقوم بها من جميع ما يكدِّرها من أنواع الشرك، فمن نطق بالشهادة يطلب بها متاعًا من متاع الدنيا، فإنَّ هذه الشهادة لا تنجِّيه يوم القيامة، ويُعدّ من المنافقين، فالإخلاص يكون بألّا تجعل في قلبك أحدًا مع الله عندما تعبده، فلا تطلب المُلك ولا تطلب القُرب من أحد، فيقول سبحانه وتعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[١٥]، ويقول عليه الصلاة والسلام:(فإنَّ الله قد حرَّم على النَّار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)[١٦]، فبذلك من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه وَجِبت له الجنة.

الشرط السابع: المحبة

وتعني أن يُحب المؤمن ما اقتضته شهادة لا إله إلا الله وما دلّت عليه، وأن يحب أهلها وكل من هو عامل بها، والذين يلتزمون بشروطها، وأن يبغض كل من يبغضها ويخالفها، فيقول سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ)[١٧]، وعلامة حب العبد لربِّه أن يحب ما أحبَّه الله حتى وإن كانت خلاف هواه، ويبغض ما أبغضه الله حتى وإن كان يميل إليه، وكذلك أن يوالي من والى الله ورسوله، ويعادي من عادى الله ورسوله، فيقول سبحانه وتعالى: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)[١٨].

وكل عبد يعصي الله فهو بذلك يتبع هواه ويقدِّم نفسه على أوامر الله، ويقول سبحانه في الذين لم يعصوه أنَّهم أشدُّ النَّاس حبًا له لأنَّهم لم يخالفوا ما أمر به، قال عزَّ من قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ)[١٩].


ما المقصود بشروط لا إله إلا الله؟

الشرط هو الالتزام بالشيء، وهو أمارة معيَّنة بين النَّاس لتدل على أمر معين، وشروط لا إله إلا الله هي علامة بين النَّاس تدل على أنَّ من توافرت فيه هذه الشروط فهو صادقٌ في توحيده وفي نطقه للشهادة وإسلامه صحيح، فهذه الشروط السبعة مجتمعة تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وهذه الشروط في الحقيقة تكون عند كل مسلم نقي الفطرة، آمن بالله عز وجل وآمن بالرسول عليه الصلاة والسلام، فهي لا تحتاج إلى تفصيل وبيان وشرح، ولكن إذا فسدت الفطرة وتغيّر مفهوم الشهادة بين الناس، كان لا بُدَّ من توضيح هذه الشروط، وذكر ضوابطها من القرآن والسنَّة، حتى لا يكدِّر نقاء شهادة لا إله إلا الله أي شيء، وتبقى كما كانت في عهد الصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعًا[٣].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

هل يكفي التلفظ بلا إله إلا الله دون فهم معناها؟

إنَّ نطق الإنسان بالشهادة كافٍ للدخول في الإسلام، حتى وإن لم يفهم معناها والمراد منها، لكن حتى ينتفع المؤمن من شهادة لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة لا بُدَّ له أن يفهم معناها ويُحقّق شروطها الـ7[٢٠].

ما هي نواقض لا إله إلا الله؟

إنَّ شهادة لا إله إلا الله ينقضها 10 أمور، نذكرها على النحو التالي[٢١]:

  1. الشرك بالله وبعبادته.
  2. إدخال الواسطة بين العبد وبين الله.
  3. عدم تكفير المشركين، أو الشك بكفرهم.
  4. اعتقاد العبد أنَّ هناك هديًا هو أكمل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
  5. بغض الأوامرالتي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام حتى وإن عمله.
  6. الاستهزاء بالدين، ولو لم يكن عن قصد.
  7. السحر.
  8. معاونة المشركين وموالاتهم.
  9. اعتقاد أنَّ بعض الناس لهم حق الخروج عن الشريعة.
  10. عدم تعلّم الدين والاعتراض عنه.


المراجع

  1. "شروط لا إلا إلا الله"، طريق الإسلام، 22/12/2014، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
  2. "شروط لا إله إلا الله"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمود العشري (20/12/2017)، "شروط لا إله إلا الله ( علامات قبولها عند الله)"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2021. بتصرّف.
  4. سورة محمد، آية:19
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:26، صحيح.
  6. سورة الحجرات، آية:15
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1009، صحيح.
  8. سورة الصافات، آية:35
  9. سورة الزخرف، آية:23-26
  10. سورة الزمر، آية:54
  11. سورة النساء، آية:125
  12. سورة لقمان، آية:22
  13. سورة البقرة، آية:8
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:128، صحيح.
  15. سورة البينة، آية:5
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عتبان بن مالك، الصفحة أو الرقم:425، صحيح.
  17. سورة البقرة، آية:165
  18. سورة المجادلة، آية:22
  19. سورة المائدة، آية:54
  20. "هل يكفي لإسلام الشخص النطق بالشهادتين أم لا بد من فهم معناهما؟"، إسلام ويب، 12/7/2017، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2021. بتصرّف.
  21. محمد شعبان (24/10/2016)، "نواقض لا إله إلا الله"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :