محتويات
أحاديث الرسول عن يوم القيامة
ورد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عدّة أحاديث بخصوص اليوم الآخر، وفيما يلي ذكر لبعضها[١]:
- حدثني المقداد بن الأسود، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد، حتى تكون قيد ميل، أو ميلين)
قال سليم: لا أدري أي الميلين أراد؟ أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكحل به العين؟ قال: (فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما). قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى فيه، قال: (يلجمه إلجاما) [المصدر: صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يحشرُ المتَكبِّرونَ يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صورِ النَّاسِ يعلوهم كلُّ شيءٍ من الصَّغارِ ، حتَّى يدخلوا سجنًا في جَهنَّمَ يقالُ لَهُ : بولُسُ تعلوهم نارُ الأنيارِ ويسقونَ من طينةِ الخبالِ عصارةُ أَهلِ النَّارِ) [المصدر: الآداب الشرعية| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
- عن عمران بن حصين: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال وهو في بعضِ أسفارِه، -وقد تَفاوَتَ بيْنَ أصحابِه السَّيرُ- رَفَعَ بهاتَينِ الآيتَينِ صَوتَه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ} [الحج: 1 - 2] حتى بَلَغَ آخِرَ الآيتَينِ، قال: فلمَّا سَمِعَ أصحابُه بذلك حَثُّوا المَطيَّ، وعَرَفوا أنَّه عندَ قَولٍ يقولُه، فلمَّا تَأشَّبوا حَولَه، قال: (أتَدرونَ أيُّ يومٍ ذاك؟ قال: ذاك يومٌ يُنادى آدَمُ؛ فيُناديه ربُّه فيَقولُ: يا آدَمُ، ابعَثْ بَعْثًا إلى النَّارِ، فيَقولُ: يا ربِّ، وما بَعْثُ النَّارِ؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعَ مِئةٍ وتِسعةً وتِسعينَ في النَّارِ، وواحدٌ في الجنَّةِ)، قال: فأبلَسَ أصحابُه حتى ما أَوضَحوا بضاحكةٍ، فلمَّا رأى ذلك قال: (اعمَلوا وأبشِروا، فوالذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه إنَّكم لمع خَليقتَينِ ما كانتَا مع شيءٍ قَطُّ إلَّا كَثَّرَتاه: يأجوجَ ومَأجوجَ، ومَن هَلَكَ مِن بَني آدَمَ وبَني إبليسَ، قال: فأُسريَ عنهم، ثُمَّ قال: اعمَلوا وأبشِروا، فوالذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالشَّامةِ في جَنبِ البَعيرِ-أو: الرَّقْمةِ في ذِراعِ الدَّابَّةِ)[المصدر: تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
حكم الإيمان بيوم القيامة
جعل الله سبحانه الإيمان بوجود اليوم الآخر ركنًا من أركان الإيمان وجزءًا من عقيدة المسلمين، إذ تعتمد صحة إيمان العبد على التصديق بيوم القيامة، وقد قرن الله سبحانه وتعالى في آيات عديدة بين الإيمان به والإيمان بتحقق هذا اليوم قال تعالى: {... ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ...} [البقرة: 232]، وقد جٌعِل الإيمان بهذا اليوم من صفات المؤمنين في آيات وأحاديث أخرى، ومن ذلك يُعلم أنّ الإيمان باليوم الآخر واجب على كل مسلم، إذ سيحاسب الناس فيه على أعمالهم سواءً عُلمت تفاصيل هذا اليوم أم لم تُعلم[٢].
ثمرات الإيمان بيوم القيامة
يُحيي الإيمان بيوم القيامة في قلب المسلم معاني الرضا والصبر والاحتساب، فهو يعلم أن هذه الدّنيا دار بلاء ولم تُجعل للجزاء والحساب، فيصبر على ما يصيبه ويرضى بأقدار الله ما يشعره بالثبات والطمأنينة بأن الله سيثيبه خيرًا، وفي الصورة المقابلة ترى أهل الدنيا يجزعون ويتخبطون إذا أصيبو ببلاء، كما إنّ الإيمان باليوم الآخر يغرسُ معاني العفو البذل والإنفاق في قلب المؤمن ما يمنعه من التعلّق بالدنيا، ليقينه التامّ بأن الآخرة خير وأبقى، فيزهد في متاعها، ويُرزق السكينة والاستقرار النفسي وراحة البال، لأنه يتطلع إلى ما هو أعلى من ذلك، ويكتسب همةً وقوةً للعبادة والعمل الصالح، كما يساعد الإيمانُ المسلمَ في تحديد هدفه وطريقه بوضوح ألا وهو الفوز بالجنة ورؤية وجه الله الكريم والحشر مع الأنبياء والصالحين والنجاة من النار، بخلاف غير المؤمن إذ لا هدف له، فيجعله ذلك مضطرب الحال متزعزع اليقين، بالإضافة إلى أن الإيمان يطهّر القلوب من الحسد والفرقة والاختلاف ويطمئن قلوب المستضعفين بأن حقوقهم ستردُّ لهم يومًا ما، وأن المجرمين لن يتركوا بلا عقاب، كما يحفِّز أهل الغفلة والعصاة على التّوبة، ومن ذلك يتبيّن أن أساس المصائب والذنوب هو الغفلة عن اليوم الآخر[٣].
من يظلّ الله في ظلّه عند اقتراب الشمس من الأرض يوم القيامة؟
يحدث في يوم القيامة أهوال عظيمة تجعل الناس في شدة وكرب وخوف منها، إذ تدنو الشمس من رؤؤس الخلق بمقدار ميل ويعرق الناس كلٌ حسب عمله، إلا من ينجيه الله من هذه الأهوال، فيختص فئة يظلهم تحت ظله ليقيهم من الشمس والعرق، وذكر الله صفات هذه الفئة في حديث عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٤]:
- الإمام العادل: وهو الحاكم أو كل من ولي أمر من أمور المسلمين، فاتقى الله في الناس وعدل بينهم بوضع كل شيءٍ في موضعه الصحيح، وقدم الإمام العادل على باقي الأصناف لعموم النفع به.
- شاب نشأ في عبادة ربه: وخصّ الشباب بالذكر، لأنها توصف بفترة الشهوة في حياة الإنسان، ويمتلك فيها دافعيه كبيرة لتجربة أشياء كثيرة، فإن ملازمة العبادة في هذا السنّ تدل على غلبة التقوى.
- رجل قلبه معلق في المساجد: أي شديد الحب لها وملازم للجماعة فيها، فلما آثر الطاعة الله وغلب على قلبه حبها صار قلبه متعلقًا بالمساجد.
- رجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه: ويفيد اللفظ تحابّا معنى المشاركة في المحبة وأن كليهما يحب صاحبه في الله لا لمصلحة أو عارض دنيوي، فهذه المحبة تدوم لأن رابطها الاجتماع لطاعة الله.
- رجل طلبته إمراة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله: كنايةً عن التعفف عن الزنا.
- رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله من تنفق يمينه: ويقصد به إخفاء الصدقة.
- رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، علمًا أن هناك أصنافًا يظلهم الله غير المذكورين في الحديث السابق.
المراجع
- ↑ "ذكر الأحاديث والأثار الدالة على أهوال يوم القيامة "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.
- ↑ "وجوب الإيمان باليوم الآخر "، إسلام ويب، 2002-06-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.
- ↑ الشيخ ندا أبو أحمد (2013-05-05)، "فوائد الحديث عن اليوم الآخر"، شبكة الآلوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.
- ↑ "من هم الذين يظلهم في ظله عندما تقترب الشمس من الأرض يوم القيامة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 2000-04-30، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.