محتويات
الوسواس القهري
الوسواس القهري هو نوع من أنواع الأمراض العقلية، يتداخل ويؤثر بنسبة كبيرة على حياة المصابين به، إذ يمكن للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري أن تكون لديهم أفكار مهووسة أو سلوكيات إلزامية متكررة، أو قد يعاني المصاب من الحالتين معًا؛ الوسواس والسلوكيات القهرية التي يعجز الشخص التوقف عنها.
كما يُعرف فإن الوسواس القهري ليس بما يتعلق العادات مثل عض الأظافر أو التفكير الدائم بالأفكار السلبية، لكنه يمكن أن يؤثر على الوظيفة، أو المدرسة، أو العلاقات الاجتماعية، وقد تمنع هذه الحالة المصاب من عيش حياة طبيعية؛ لأن أفكاره وسلوكياته خارجة عن إرادته، وقد تبدأ بعض أعراض هذه الحالة بالظهور مبكرًا لبعض الأشخاص، وغالبًا ما تكون في سن البلوغ، وقد يساعد العلاج في بقاء هذه الحالة تحت السيطرة[١][٢].
أسباب الوسواس القهري
على الرغم من كثرة البحوث التي أُجريت لمعرفة أسباب الوسواس القهري، إلا أنه لم تُحدَّد الأسباب الدقيقة بعد، ويُعتقد أن هذه الحالة لها أساس بيولوجي عصبي، إذ تُظهر دراسات التصوير العصبي أن الدماغ يعمل بطريقة مختلفة عند المصابين باضطراب الوسواس القهري، ويُعتقد أن الصفات غير الطبيعية -أي الشاذة- أو عدم التوازن في الناقلات العصبية مُشاركة بالوسواس القهري. وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب شائع بنسبة متساوية بين الرجال والنساء البالغين، إلا أنه عندما يبدأ في مرحلة الطفولة يكون أكثر شيوعًا بين الذكور من الإناث، وقد تكون أسباب هذا الاضطراب مزيجًا من العوامل الوراثية والعصبية والسلوكية والمعرفية أو الإدراكية والبيئية، كما يأتي:[٣]:
- الأسباب الوراثية: قد يمتد اضطراب الوسواس القهري عبر الأجيال، وقد يكون أقرباء الأشخاص الذين يعانون منه أكثر عرضةً لتطوير المرض، وتبين أن أعراض الوسواس القهري تنتقل بالوراثة بصورة معتدلة، إذ تساهم العوامل الوراثية في نسبة تتراوح بين 27-47%، مع ذلك لم يُحدَّد أي جين واحد باعتباره المسبب للوسواس القهري.
- أسباب المناعة الذاتية: قد تكون بعض حالات الوسواس القهري التي تصيب الأطفال في البداية ناتجةً عن عدوى بكتيريا المكورات العقدية المجموعة A، والتي تسبب الالتهاب والاختلال الوظيفي في العقد القاعدية، وفي الأعوام الأخيرة رُبطت العوامل المُمرِضة الأخرى مثل البكتيريا المسؤولة عن مرض لايم وفيروس إنفلونزا H1N1 المعروف باسم إنفلونزا الخنازير بالظهور السريع للوسواس القهري عند الأطفال.
- الأسباب السلوكية: تشير النظرية السلوكية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يربطون بعض الأشياء أو المواقف بالخوف، فيتعلمون تجنب تلك الأشياء، أو تعلم أداء طقوس معينة للمساعدة في تقليل الخوف، وقد يبدأ هذا الخوف أو طقوس المرض خلال فترة من التوتر الشديد، مثل بدء عمل جديد أو بعد انتهاء علاقة مهمة مباشرة، ثم بمجرد تأسيس العلاقة بين كائن ما والشعور بالخوف يبدأ الأشخاص المصابون بالوسواس القهري تجنب ذلك الكائن وتجنب الخوف الذي يولّده بدلًا من المواجهة أو التغاضي عنه.
- الأسباب المعرفية: تركز النظرية المعرفية على كيفية إساءة فهم الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري لأفكارهم، إذ إن معظم الأشخاص لديهم أفكار غير مرغوبة أو فضولية في أوقات معينة، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري فإن أهمية هذه الأفكار مبالغ بها، فعلى سبيل المثال قد تكون لدى الشخص الذي يهتم برضيع والذي يتعرض لضغط شديد أفكار فضولية وتطفلية في إيذاء الرضيع إما عن عمد أو عن طريق الخطأ، ويمكن لمعظم الأشخاص تجاهل هذه الفكرة، لكن الشخص المصاب بالوسواس القهري قد يبالغ بتقدير أهمية الفكر ويستجيب كما لو أنه يمثل تهديدًا.
- الأسباب العصبية: قد تؤدي الاختلالات في المواد الكيميائية الدماغية السيروتونين والغلوتامات دورًا في الوسواس القهري، فقد سمحت تقنيات تصوير الدماغ للباحثين بدراسة نشاط مناطق معينة من الدماغ، مما أدى إلى اكتشاف أن بعض أجزائه تختلف عند الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري عند مقارنتها بغيرهم، وعلى الرغم من هذا الاستنتاج فإنه لا يُعرف بالضبط كيف ترتبط هذه الاختلافات بتطور الوسواس القهري.
- الأسباب البيئية: قد تكون الضغوطات البيئية حافزًا للإصابة بالوسواس القهري عند الأشخاص الذين لديهم ميل نحو تطوير الحالة، إذ ارتبطت إصابات الدماغ المؤلمة لدى المراهقين والأطفال أيضًا بزيادة خطر ظهورها، ووجدت إحدى الدراسات أن 30% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 سنةً والذين عانوا من مرض السل أصيبوا بأعراض الوسواس القهري في غضون 12 شهرًا من الإصابة، وبصورة عامّة الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري غالبًا ما يكونون قد واجهوا أحداثًا مجهدةً في الحياة وصدمةً قبل بدء المرض.
أعراض الوسواس القهري
غالبًا ما يشمل اضطراب الوسواس القهري كلًّا من الوساوس والسلوكيات القهرية، لكن من الممكن أيضًا أن تكون لدى المُصاب أعراض وساوس وهواجس فقط أو أعراض السلوكيات القهرية فقط، وقد يدرك المصاب أو لا يدرك أنّ وساوسه أو أفعاله القهرية مفرطة وغير معقولة، لكنها ستستهلك قدرًا كبيرًا من الوقت، وستتداخل مع الروتين اليومي الخاصّ، والأداء الاجتماعي أو العمل، وتشمل أعراض الوسواس القهري ما يأتي:[٤]
- أعراض الوسواس: تتمثّل بهواجس الوسواس القهري المتكررة، والأفكار المستمرة وغير المرغوب بها، والحوافز أو الصور التطفلية والتي تسبب الضيق أو القلق، وقد يحاول المصاب تجاهلها أو التخلص منها عن طريق أداء سلوك قهري أو طقس معين، وغالبًا ما تكون للوساوس موضوعات خاصة، مثل:
- الخوف من التلوث أو الأوساخ، كالخوف من التعرض للتلوث عن طريق لمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
- الحاجة إلى أشياء منظمة ومتماثلة، مما يؤدي إلى التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير منظمة أو موضوعةً بطريقة معينة.
- أفكار عدوانية أو مروّعة حول إيذاء النفس أو الآخرين، كتخيُل إيذاء النفس أو أي شخص آخر غير مرغوب به، مما يسبب عدم الراحة.
- الأفكار غير المرغوب بها، بما في ذلك العدوان، أو الموضوعات الجنسية، أو الدينية، كالشعور بالضيق بسبب الصور الجنسية غير السارة والتي تتكرر في الذهن.
- أعراض السلوكيات القهرية: السلوكيات القهرية لاضطراب الوسواس القهري هي سلوكيات متكررة يشعر المصاب بأنه مجبر لأدائها، والانخراط فيها لا يجلب أي متعة، وقد يقدم فقط راحةً مؤقتةً من القلق، وكما هو الحال مع الوساوس عادةً ما تكون للسلوكيات القهرية موضوعات، مثل:
- الغسيل والتنظيف، كغسل اليدين حتى تصبح البشرة حمراء ويصبح الجلد مسلوخًا.
- التحقق والتدقيق، كالتحقق من أن الأبواب مقفلة بصورة متكرّرة.
- العدّ بأنماط معينة.
- الترتيب والمحافظة على النظام، كترتيب السلع المعلبة لتبقى على نفس الوضع.
- اتبّاع روتين صارم، كتكرار صلاة أو كلمة أو جملة بصمت.
علاج الوسواس القهري
يُعالَج الوسواس القهري باستخدام مزيج من الأدوية والعلاج السلوكي، فقد تبين أن العلاج بالكلام -أي العلاج السلوكي المعرفي- فعال في هذا الاضطراب، إذ إنه أثناء العلاج يتعرض الشخص عدة مرات لمواقف تُثير الأفكار الوسواسية ليتعلم التعوّد تدريجيًا على القلق، ويقاوم الرغبة بأداء السلوكيات القهرية، أما الأدوية المستخدمة لعلاج الوسواس القهري فتشمل ما يأتي:[٥]
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- مثبتات الحالة المزاجية.
المراجع
- ↑ Neha Pathak (2018-2-12), "What is OCD?"، webmd, Retrieved 2019-12-16. Edited.
- ↑ "Obsessive compulsive disorder (OCD)", nhs,2019-11-18، Retrieved 2019-12-16. Edited.
- ↑ Hannah Nichols (2018-1-18), "What is obsessive-compulsive disorder?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-16. Edited.
- ↑ "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", mayoclinic, Retrieved 2019-12-16. Edited.
- ↑ "Obsessive-compulsive disorder", medlineplus,2018-3-26، Retrieved 2019-12-16. Edited.