فقر الدم عند النساء

فقر الدم عند النساء

ما هو فقر الدم؟

تُعد خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء المكونين الأساسيين في الدم إذ تعمل خلايا الدم الحمراء على نقل الأكسجين في الجسم، أما خلايا الدم البيضاء تعمل على مكافحة العدوى، وفي حال انخفاض مستوى خلايا الدم الحمراء في الجسم يحدُث ما يسمى بفقر الدم، إذ إنّ فقر الدم حالة تحدث عندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء أو في حال انخفاض مستوى الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء عن المستوى الطبيعي، إذ يعد الهيموغلوبين البروتين الذي يستخدم عنصر الحديد لنقل الأكسجين من الرئتين إلى أجزاء الجسم الأُخرى لتتمكن من إنتاج الطاقة التي تحتاجها للقيام بأداء وظائفها، كما أنّ الهيموغلوبين هو المسؤول عن إعطاء اللون الأحمر للدم، وينقسم فقر الدم حسب شدتِهِ إلى خفيف الشدة أو متوسط أو عالي الشدة، وقد يكون لفترة مؤقتة أو طويل الأمد، إذ يمكن أن يتسبب فقر الدم طويل الأمد أو عالي الشدة بتلف في الدماغ والقلب والأعضاء الأُخرى وقد يؤدي إلى الوفاة نتيجةً لنُقصان كمية الأكسجين في الدم[١][٢].


متى تكون المرأة أكثر عرضةً للإصابة بفقر الدم؟

يُعد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد من أكثر أنواع فقر الدم شيوعًا لدى الأفراد في جميع أنحاء العالم لا سيما لدى النساء، إذ تفقد النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 12 و49 عامًا الدم مرة واحدة تقريبًا في الشهر أثناء فترة الدورة الشهرية مما يجعلهنّ أكثر عُرضة للإصابة بفقر الدم في هذه المرحلة العُمرية، ويكون خطر الإصابة أكثر بين النساء اللواتي لديهنّ فترة الدورة الشهرية طويلة أو تتضمن نزيفًا شديدًا، كما أنّ النساء اللواتي يعانينّ من تليف الرحم وهو عبارة عن زوائد غير سرطانية في الرحم تتتسبب بحدوث نزيف بطيئ أكثر عُرضة للإصابة بفقر الدم، وكذلك النساء اللواتي يستخدمن بعض الأجهزة داخل الرحم لتنظيم النسل، ومن الأسباب الأُخرى التي تجعل المرأة مُعرضة للإصابة بفقر الدم هي الحمل والولادة، إذ تفقد المرأة الدم أثناء الولادة لذلك فإنهُ من الضروري للمرأة الحامل أو التي تُخطط لحدوث حمل أن تقوم بعمل الفحوصات اللازمة وإخبار مقدمي الرعاية الصحية عن أي أعراض لفقر الدم، وعادةً ما تحتاج النساء الحوامل إلى 50% من الحديد أكثر من المعتاد من أجل النمو السليم لأطفالهنّ[١].


أعراض تدل على إصابة المرأة بفقر الدم

تختلف أعراض فقر الدم وفقًا لنوع فقر الدم والسبب وراء حدوثه وشدته وأي مشاكل صحية كالنزيف والقرحة أو مشاكل في الدورة الشهرية أو السرطان، ويمكن عدم مُلاحظة أي أعراض له في حال كان من الدرجة الخفيفة أو تطور على مدى فترة زمنية طويلة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهُ توجد مجموعة من الأعراض الشائعة لأنواع عديدة من فقر الدم، من أهمها ما يلي[٣]:

  • التعب وفقدان الطاقة.
  • زيادة في سُرعة ضربات القلب بشكلٍ غير عادي لا سيما عند ممارسة الرياضة.
  • حدوث ضيق في التنفس لا سيما عند ممارسة الرياضة.
  • صُداع ودوران في الرأس.
  • شحوب في لون البشرة.
  • تشنجات في الساق.
  • الشعور بالأرق.
  • صعوبة في التركيز.

ومن الأعراض الخاصة والمُرتبطة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، الانحناء التصاعدي للأظافر، والوجع في الفم مع تشققات في الزوايا، والرغبة بتناول مواد غريبة كالورق أو الثلج أو الأوساخ، أما فقر الدم الناجم عن تدمير خلايا الدم الحمراء المزمن فقد تتضمن أعراضه اليرقان، والتغير في لون البول إلى اللون البني أو الأحمر، وحدوث تقرحات في الساق، وفشل في النمو، وفي حال كان سبب الإصابة به هو نفص فيتامين ب12 فيمكن أن تظهر على الشخص الأعراض التالية: الإحساس بالوخز في اليدين أو القدمين، وفقدان حاسة اللمس، وتصلب الذراعين والساقين، وصعوبة في المشي، فإن ظهرت أي من الأعراض السابقة يجب مراجعة الطبيب لتجنب حدوث مضاعفات وآثار جانبية.


كيف تعالج المرأة المصابة بفقر الدم؟

يعتمد علاج فقر الدم على السبب الذي أدى إلى حدوثه، ففقر الدم الناتج عن نقص الحديد عادةً ما يتضمن علاجه تناول مكملات الحديد والتعديل في النظام الغذائيّ الخاص بالشخص، وإذا كان سبب نقص الحديد هو فقدان الدم فيجب عندئذٍ تحديد مصدر النزيف وإيقافه، أما فقر الدم الناتج عن نقص بالفيتامينات فإنّ علاجه يكون بزيادة العناصر الغذائية من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية ولكن في حال كان السبب وجود خللٍ في عملية امتصاص العناصر الغذائية من الطعام كصعوبة امتصاص فيتامين ب12 فقد يحتاج الشخص إلى حقن الفيتامين مرة كل يومين ثم مرة واحدة شهريًا ويمكن أن يستمر على هذه الحقن مدى الحياة ويعتمد ذلك على الوضع الصحي للشخص، أما فقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة فلا يوجد علاج محدد لهُ إذ يُركز الطبيب على علاج المرض الأساسي وإذا أصبحت الأعراض شديدة فقد يلجأ إلى نقل الدم أو حقن هرمونٍ اصطناعيٍ يُحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء ويخفف التعب، وفي حال كان فقر الدم من النوع المنجلي فقد يتضمن علاجه الأكسجين ومسكنات الألم والسوائل عن طريق الفم والوريد للتخفيف الألم ومنع المضاعفات وقد يوصي الأطباء بالمضادات الحيوية ومكملات حمض الفوليك ونقل الدم، أما في حال الإصابة بالثلاسيميا فيمكن ألا يتطلب ذلك علاجًا في حال كانت من النوع الخفيف أما إذا زادت حدتُها فيُمكن أن يتطلب ذلك نقل لدم أو مكملات حمض الفوليك وإزالة للطحال أو زرع خلايا جذعية لنخاع الدم[٤].


من حياتكِ لكِ

يُعد نظامكِ الغذائي سيدتي جزءًا من خطة علاج فقر الدم، لذا يجب عليكِ إجراء بعض التغييرات على نظامكِ الغذائي ليتضمن الأطعمة الغنية بالحديد والفيتامينات الأُخرى الضرورية لإنتاج الهيموغلوبين وكُريات الدم الحمراء، كالخضراوات الورقية، والمُكسرات، والمأكولات البحرية، واللحوم، والبقوليات، فضلًا عن الأطعمة التي تُساعد جسمكِ على امتصاص الحديد بشكل أفضل، وعليكِ سيدتي عند اتباعك لخطة النظام الغذائي لفقر الدم أن تتبعي الإرشادات التالية[٥]:

  • عدم تناول الأطعمة الغنية بالحديد مع الأطعمة أو المشروبات التي تمنع امتصاص الحديد كالقهوة والشاي والأطعمة الغنية بالكالسيوم.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالحديد مع الأطعمة الغنية بفيتامين ج مثل البرتقال والطماطم والليمون والفراولة لتحسين الامتصاص.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالحديد مع الأطعمة التي تحتوي على البيتا كاروتين كالمشمش والفلفل الأحمر والبنجر.
  • تناولي الأطعمة الغنية بحمض الفوليك وفيتامين ب12 لدعم إنتاج خلايا الدم الحمراء.

ورغم أهمية النظام الغذائي للوقاية وعلاج فقر الدم إلا أنه وحدهُ غير كافٍ؛ إذ يجب عليكِ استشارة طبيبكِ أو تناول مكملات الحديد التي لا تستلزم وصفة طبية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Anemia and Women", thewellproject,2020-5-14، Retrieved 2020-6-10. Edited.
  2. "Iron Deficiency Anemia"، healthline, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  3. "Understanding Anemia -- Symptoms", webmd, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  4. "Anemia", mayoclinic, Retrieved 2020-6-11. Edited.
  5. "Best Diet Plan for Anemia"، healthline, Retrieved 2020-6-11. Edited.

فيديو ذو صلة :