فقر الدم
يتكون الدم في الجسم من جزأين؛ سائل البلازما والجزء الخلوي، والجزء الخلوي يحتوي على عدة أنواع من الخلايا، ومن أهمها خلايا الدم الحمراء، أما الخلايا الأخرى فهي خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، وتنقل خلايا الدم البيضاء الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، ويجري إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظم -وهو الجزء الداخلي لعظم الفخذ وعظم الحوض- ضمن سلسلة من الخطوات المعقدة، عند استكمال خطوات الإنتاج تنضج خلايا دم حمراء جديدة وتُطلَق في مجرى الدم، وتحتوي على وحدة وظيفية فيها، وهي جزيء الهيموغلوبين، وهو تركيبة معقدة من البروتين داخل خلايا الدم الحمراء.
بعكس خلايا الجسم الأخرى فإن خلايا الدم الحمراء لا تحتوي على نواة، وعلى الرغم من أن إنتاجها يكون في نخاع العظم، إلا أنها تتأثر بالعديد من العوامل، منها الحديد، وهو أهم مكون لجزيء الهيموغلولبين، والإريتروبويتين، وهو جزيء يُفرَز عن طريق الكلى ويعزز من تكوين خلايا الدم الحمراء في نخاع العظم.[١]
تسمى حالة نقص خلايا الدم الحمراء في الجسم التي تحمل الأكسجين إلى أنسجة الدم فقر الدم، ويسبب فقر الدم الشعور بالتعب والضعف، كما يوجد العديد من الأنواع له، ولكل نوع منها سببه الخاص، وقد يكون فقر الدم حالةً مؤقتةً وقد يكون طويل الأمد، وقد تتراوح شدته من الخفيفة إلى الشديدة، وفي بعض الحالات قد يكون فقر الدم علامةً تحذيريةً للإصابة بمرض خطير، وتوجد عدة طرق لعلاجه، تتراوح ما بين تناول المكملات إلى الإجراءات الطبية المختلفة، ويمكن علاج بعض أنواع فقر الدم من خلال تحسين النظام الغذائي المتبع.[٢]
أسباب فقر الدم عند النساء
يوجد أكثر من 400 نوع من فقر الدم، لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات أساسية، وهي كما يأتي:[٣]
- فقر الدم الناجم عن فقدان الدم: يحدث فقر الدم في هذه الحالة بسبب النزيف، إذ إنّه يسبب فقدان خلايا الدم الحمراء، وقد يحدث هذا النوع من فقر الدم ببطء أو خلال فترة زمنية طويلة، وقد يكون النزيف نتيجة عدة أسباب، تشمل ما يأتي:
- أمراض الجهاز الهضمي، مثل: القرحة، أوالبواسير، أو التهاب المعدة، أو السرطان.
- استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل: الأسبرين، أو الإيبوبروفين، إذ إنّ هذه الأدوية قد تسبب القرحة أو التهاب المعدة.
- فترات الحيض، خاصّةً إذا كانت هذه الفترات ثقيلةً أو كان النزيف شديدًا.
- فقر الدم الناجم عن خلل في إنتاج خلايا الدم الحمراء أو انخفاضها: في هذه الحالة من فقر الدم لا ينتج الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، أو أن خلايا الدم الحمراء لا تعمل بالطريقة الصحيحة، أو بسبب وجود خطأ فيها، أو بسبب عدم استهلاك ما يكفي من المعادن والفيتامينات التي تساعد خلايا الدم الحمراء على أداء عملها الصحيح، وتشمل أسباب هذه الحالة من فقر الدم ما يأتي:
- مشكلات في نخاع العظم أو في الخلايا الجذعية، فقد تسبب عدم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وبعض الخلايا الجذعية تتطور إلى خلايا دم حمراء في مركز العظم، لكن عند عدم وجود ما يكفي من الخلايا الجذعية فإنها لن تعمل بطريقة صحيحة، أو في حال استبدالها بخلايا أخرى مثل الخلايا السرطانية، وقد تشمل مشكلات نخاع العظم والخلايا الجذعية الآتي:
- فقر الدم اللاتنسجي، يحدث في حال عدم وجود ما يكفي من الخلايا الجذعية أو عدم وجودها على الإطلاق، وهذه الحالة تحدث لأسباب وراثية، أو بسبب إصابة في نخاع العظم بالأدوية أو الإشعاع أو العلاج الكيميائي أو العدوى.
- التسمم بالرصاص، يعد الرصاص مادةً سامةً لنخاع العظم، وقد تسبب قلة إنتاج خلايا الدم الحمراء، وقد يحدث التسمم بالرصاص عند ملامسته أثناء العمل.
- الثلاسيميا، تحدث الثلاسيميا عندما لا تنضج خلايا الدم الحمراء وتنمو بطريقة صحيحة، والسبب في ذلك يعود إلى الجينات الوراثية، وهذه الحالة تتراوح ما بين الخفيفة إلى المهددة للحياة.
- فقر الدم بسبب نقص الحديد، يحدث هذا النوع من فقر الدم بسبب نقص الحديد في الجسم، إذ يحتاج نخاع العظم إليه لصناعة الهيموغلوبين، وهو الجزء المهم من خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، وقد يحدث فقر الدم بسبب نقص الحديد نتيجة الآتي:
- اتباع نظام غذائي لا يحتوي على ما يكفي من الحديد، خاصةً عند الرضع والأطفال والمراهقين والنباتيين.
- بعض الأدوية والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- أمراض الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون، أو في حالة إزالة جزء من المعدة أو جزء من الأمعاء.
- التبرع بالدم بنسبة كبيرة.
- تدريبات التحمل.
- الحمل والرضاعة الطبيعية.
- الدورة الشهرية.
- فقر الدم المنجلي، يحدث فقر الدم المنجلي عندما تكون خلايا الدم الحمراء مستديرة الشكل أو على شكل هلال؛ وذلك بسبب مشكلات جينية، فلذلك تتحلل الخلايا بسرعة ولا يصل الأكسجين إلى الأعضاء.
- فقر الدم بسبب نقص الفيتامينات، يحدث هذا النوع من فقر الدم بسبب نقص فيتامين ب12 والفولات، وهذه الفيتامينات ضرورية لصنع خلايا الدم الحمراء، وتحدث هذه الحالة نتيجة الآتي:
- النقص الغذائي، في حال عدم تناول ما يكفي من اللحوم أو عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين ب12.
- فقر الدم الضخم الأرومات، يحدث عند عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين ب12 أو الفولات أو كليهما.
- فقر الدم الخبيث، يحدث عندما لا يمتص الجسم ما يكفي من فيتامين ب12.
- الأسباب الأخرى لنقص الفيتامينات تشمل الحمل، والأدوية، وإدمان الكحول، والأمراض المعوية وأمراض الاضطرابات الهضمية.
- مشكلات في نخاع العظم أو في الخلايا الجذعية، فقد تسبب عدم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وبعض الخلايا الجذعية تتطور إلى خلايا دم حمراء في مركز العظم، لكن عند عدم وجود ما يكفي من الخلايا الجذعية فإنها لن تعمل بطريقة صحيحة، أو في حال استبدالها بخلايا أخرى مثل الخلايا السرطانية، وقد تشمل مشكلات نخاع العظم والخلايا الجذعية الآتي:
- فقر الدم الناجم عن تدمير خلايا الدم الحمراء: يحدث عندما تكون الخلايا هشّةً ولا تتحمل الضغوط أثناء تنقلها في الجسم، ويسمى بفقر الدم الانحلالي، وقد يحدث عند الولادة أو لأسباب أخرى تشمل الآتي:
- هجوم من قِبَل الجهاز المناعي، مثل داء الذئبة.
- تضخم الطحال.
- العدوى، أو المخدرات، أو سم الثعبان أو العنكبوت، أو بعض الأطعمة.
- السموم من أمراض الكبد أو الكلى المتقدمة.
- ترقيع الأوعية الدموية، وصمامات القلب الصناعية، والأورام، والحروق الشديدة.
علاج فقر الدم
يختلف علاج فقر الدم بالاعتماد على نوعه وسببه، لكن جميع العلاجات المستخدمة تهدف إلى زيادة عدد خلايا الدم الحمراء، بالتالي زيادة كمية الأكسجين التي تحملها كريات الدم الحمراء إلى جميع أنحاء الجسم، ومن طرق العلاج المتبعه بالاعتماد على المسبب ما يلي:[٤]
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: يمكن علاجه بتناول مكملات الحديد، أو من خلال تغيير النظام الغذائي المتبع إلى نظام غذائي صحي، أما إذا كان فقر الدم بسبب النزيف فيجب معرفة مكان النزيف ووقفه.
- فقر الدم بسبب نقص الفيتامينات: يمكن علاجه باستخدام تناول المكملات الغذائية وحقن من فيتامين ب12.
- الثلاسيميا: من طرق علاج الثلاسيميا تناول مكملات حمض الفوليك، أو عن طريق إزالة الطحال، وفي بعض الأحيان تُجرى عمليات لنقل الدم وزرع نخاع عظمي.
- فقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة: لا يوجد علاج محدد لهذا النوع من فقر الدم، وإنما العلاج يكون للحالة المرضية الأساسية التي سببت حدوثه.
- فقر الدم اللاتنسجي: يُعَالَج عن طريق عمليات نقل للدم أو عن طريق زرع نخاع العظم.
- فقر الدم المنجلي: يمكن علاج فقر الدم المنجلي من خلال السوائل الوريدية، أو العلاج بالأكسجين، والأدوية المسكنة للألم، وقد تستخدم أيضًا المضادات حيوية ومكملات حمض الفوليك ونقل الدم، كما يمكن استخدام عقار السرطان المعروف باسم دروكسيا أو هايدريا.
- فقر الدم الانحلالي: يمكن استخدام الأدوية المثبطة للمناعة، ولعلاج العدوى، ويفضل تجنب استخدام أي أدوية قد تزيد من سوء الحالة.
أعراض فقر الدم
تختلف أعراض فقر الدم تبعًا للنوع أو السبب، لكن من أكثر الأعراض التي تتميز بها جميع أنواع فقر الدم ما يأتي:[٢]
- الإعياء.
- الضعف.
- شحوب الجلد أو اصفراره.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضيق في التنفس.
- الدوخة أو الدوار.
- ألم في الصدر.
- برودة القدمين واليدين.
- الصداع.
المراجع
- ↑ Siamak N. Nabili, MD, MPH, "Anemia"، /www.emedicinehealth.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (16-8-2019), "Anemia"، www.mayoclinic.org, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ↑ Minesh Khatri, MD (12-10-2019), "Anemia"، www.webmd.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ↑ Peter Lam (28-11-2017), "Everything you need to know about anemia"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.