الجزر
يُصنَّف الجزر بأنه واحدٌ من أكثر الخضروات الجذرية استخدامًا وأكثرها انتشارًا في العالم، ويُعزَى ذلك جزئيًّا إلى نموّه السهل نسبيًّا، فالجزر متعدد الاستخدامات في عدد من الأطباق والمأكولات ويوجد بألوانٍ مختلفة مثل البرتقالي والأرجواني والأبيض والأصفر والأحمر، ويحبه كل من البالغين والأطفال بسبب طعمه اللذيذ، كما أنّ الفوائد الصّحية للجزر وطعمه اللذيذ تجعله من الخضراوات المهمة في جميع أنحاء العالم[١].
الجزر لمرضى السكري
تُعد كل من الفواكه والخضروات الملوّنة مليئةً بالعناصر الغذائية لنظامٍ غذائي صحي، ويشتهر الجزر لاحتوائه على البيتا كاروتين، وهو مركّب سابق لفيتامين أ، كما أنه يحتوي على مضادات الأكسدة والألياف الغذائية والمواد المغذية الأخرى، إذ تحتوي الجزرة المتوسطة على 4 غرامات فقط من الكربوهيدرات القابلة للهضم كما أن نسبة السكر فيه منخفضة، إذ إن الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ منخفضة من الكربوهيدرات وذات المؤشر الجلايسيمي القليل يكون تأثيرها قليلًا جدًّا على مستويات السكر في الدم مما يرفع السكر في الدم تدريجيًّا، كما تشير الأبحاث أيضًا إلى أن العناصر الغذائية الموجودة في الجزر قد تكون مفيدة لمرضى السكري، وهذه العناصر مفصّلة كما يأتي[٢]:
- فيتامين أ: في دراسة أجريت على الحيوانات، حقق الباحثون في أهمية فيتامين أ في السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم، فوجدوا أن الفئران المصابة بنقص فيتامين أ تعاني من خللٍ وظيفي في خلايا البنكرياس، كما لاحظوا انخفاضًا في إفراز الإنسولين وفرط في تراكم السكر في الدم، وهذه النتائج تشير إلى أن فيتامين أ قد يؤدي دورًا في السّيطرة على نسبة السكر في الدم للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري[٣].
- فيتامين ب 6: تؤدي فيتامينات ب المركّبة دورًا مهمًّا في العديد من جوانب التمثيل الغذائي المختلفة، إذ وجدت إحدى الدراسات أن نقص الفيتامينات ب 1 وب 6 كان شائعًا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، علاوةً على ذلك كان اعتلال الكلية السكري أكثر شيوعًا عندما تكون مستويات فيتامين ب 6 منخفضة، وهذا البحث يشير إلى أن انخفاض مستويات فيتامين ب 6 قد يؤثر سلبًا على نتائج مرض السكري[٤].
- الألياف: يعدّ تناول الألياف الغذائية من طرق التي تُساعد في التحكّم بسكر الدم لدى مرضى السكري، إذ إنّ مراجعة حديثة من 16 تحليلًا أظهرت دليلًا قويًّا على أن تناول الألياف الغذائية قد يساعد في تقليل انتشار مرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري يمكن أن يساعدهم تناول الألياف على تقليل مستويات السكر الصيامي في الدم على المدى الطويل[٥] .
فوائد الجزر للجسم
يمتلك الجزر عددًا من الفوائد التي يقدّمها للجسم، والتي يمكن إيفاء شرحها كما يأتي:
- تحسين صحّة الرؤية: يحتوي الجزر على فيتامين أ، وإنّ نقص فيتامين أ قد يتسبب في جفاف الملتحمة، وهو مرضٌ قابلٌ للتطوّر يصيب العين، ويمكن أن يتسبب جفاف الملتحمة في العمى الليلي أو صعوبة في الرؤية عندما تكون مستويات الضوء خافتة، إذ يُعدّ تناول مكمّلات فيتامين أ من الأسباب الرّئيسية للوقاية من العمى عند الأطفال، لذلك يمكن للجزر أن يحسن من الرؤية في الظلام، ولكن من غير المرجح أن تتحسّن رؤية معظم الأشخاص عند تناول الجزر، ما لم يكن لديهم من الأساس نقص في فيتامين أ، كما يحتوي الجزر أيضًا على مضادات الأكسدة اللوتين والزياكسانثين، وقد يساعد المزيج من الاثنين في منع الضّمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر، وهو نوع من فقدان البصر[٦].
- صحّة جهاز الهضم: قد يؤدي الاستهلاك المتزايد من الأطعمة الغنية بالكاروتينات إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، وفقًا لبحث أجري في عام 2014 الذي تضمن بيانات 893 شخصًا[٧]، كما تشير نتائج دراسة نشرت في العام التالي إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالألياف يكون لديهم خطرٌ أقلّ للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنةً بأولئك الذين يستهلكون القليل من الألياف، إذ تحتوي الجزرة المتوسطة على 1.7 غرام من الألياف، أو ما بين 5-7.6% من الاحتياجات اليومية للشخص، وهذا يتوقف على العمر والجنس، وفي الوقت نفسه، فإن كوبًا من الجزر المفروم يوفر 3.58 غرامات من الألياف[٨].
- تحسين ضغط الدم وصحة القلب والأوعية الدموية: قد تساعد الألياف والبوتاسيوم في الجزر في إدارة ضغط الدم، إذ يُشجَّع الأشخاص على إضافة كمياتٍ أقلّ من الملح أو الصوديوم إلى وجبات الطعام، أثناء تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل الجزر؛ فالبوتاسيوم يساعد على استرخاء الأوعية الدموية، ويحدّ من خطر ارتفاع ضغط الدم وغيرها من مشكلات القلب والأوعية الدموية، إذ توفّر جزرة متوسطة واحدة حوالي 4% من الاحتياجات اليومية للبوتاسيوم، وفي الوقت نفسه خلص بحثٌ أجري في عام 2017 إلى أن الأشخاص الذين يتناولون نسبةً مرتفعة من الألياف أقلّ عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من الأشخاص الذين يتناولون كميات قليلة من الألياف، فقد يساعد تناول الألياف أيضًا في تقليل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكولسترول الضّار في الدم[٩].
- الحد من خطر الإصابة بمرض السرطان: تزيد الجذور الحرّة في الجسم من خطر الإصابة بأنواعٍ مختلفة من السرطان، وإنّ مضادات الأكسدة من الكاروتينات الغذائية كالصفراء والبرتقالية والأصباغ العضوية الحمراء الموجودة في الجزر وغيرها من الخضروات تقلل بنسبة واضحة من هذا الخطر، ويُعدّ اللوتين والزيكسانثين مثالين على هذه الكاروتينات، إذ تحتوي الجزرة النيئة متوسطة الحجم، التي يبلغ وزنها 61 غرامًا، على 509 ميكروغرامات من الاحتياجات اليومية لفيتامين أ، كما يوفّر 5.050 ميكروغرامات من بيتا كاروتين و2120 ميكروغرامًا من ألفا كاروتين، وهما مضادات الأكسدة البروفيتامين أ وهو الكاروتين التي يمكن أن يحولها الجسم إلى فيتامين أ، ووفقًا للمبادئ التّوجيهية 2015-2020، تحتاج الإناث البالغات إلى استهلاك ما لا يقلّ عن 700 ميكروغرام من فيتامين أ يوميًّا، بينما يحتاج الذكور البالغين إلى 900 ميكروغرام على الأقلّ، ومن أنواع السرطانات التي يُلحَظ أن للجزر تأثيرًا عليها ما يأتي[٦]:
- سرطان البروستات: تشير مراجعة الدراسات التي أُجريَت عام 2015 إلى وجود صلةٍ بين اتباع نظامٍ غذائي غني بالكاروتينات وانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات، ومع ذلك فإن تأكيد ذلك يتطلّب المزيد من البحوث[١٠].
- اللوكيميا: في عام 2011، وجد الباحثون أدلّةً على أن العناصر الغذائية الموجودة في مستخلص عصير الجزر يمكن أن تقتل خلايا اللوكيميا وتبطئ تقدّمها أو توقفه[١١].
- سرطان الرئة: في عام 2011، خلص الباحثون إلى أن شرب عصير الجزر قد يساعد في منع نوع الضرر الذي يؤدي إلى سرطان الرئة لدى المدخنين[١٢]، وفي وقتٍ سابق أشار تحليلٌ لعام 2008 إلى أن المشاركين الذين يتناولون كميات كبيرة من الكاروتينات المختلفة لديهم خطر أقلّ بنسبة 21% للإصابة بسرطان الرئة[١٣].
المراجع
- ↑ "Carrots: Nutrition Facts & Benefits", organicfacts, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Can People with Diabetes Eat Carrots?", healthline, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Vitamin A Deficiency Causes Hyperglycemia and Loss of Pancreatic β-Cell Mass*", ncbi.nlm.nih, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Vitamin B status in patients with type 2 diabetes mellitus with and without incipient nephropathy", diabetesresearchclinicalpractice, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Dietary Fiber Intake and Type 2 Diabetes Mellitus: An Umbrella Review of Meta-analyses", ncbi.nlm.nih, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ^ أ ب "What are the health benefits of carrots?", medicalnewstoday, Retrieved 12-01-2020. Edited.
- ↑ "Inverse associations between serum concentrations of zeaxanthin and other carotenoids and colorectal neoplasm in Japanese", link.springer, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Dietary fiber intake and risk of colorectal cancer and incident and recurrent adenoma in the Prostate, Lung, Colorectal, and Ovarian Cancer Screening Trial1,2", ncbi.nlm.nih, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Dietary Fiber Is Beneficial for the Prevention of Cardiovascular Disease: An Umbrella Review of Meta-analyses", ncbi.nlm.nih, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Carotenoids, retinol, tocopherols, and prostate cancer risk: pooled analysis of 15 studies ", academic, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Bioactive Chemicals from Carrot (Daucus carota) Juice Extracts for the Treatment of Leukemia", liebertpub, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "The effect of carrot juice, β-carotene supplementation on lymphocyte DNA damage, erythrocyte antioxidant enzymes and plasma lipid profiles in Korean smoker", ncbi.nlm.nih, Retrieved 08-01-2020. Edited.
- ↑ "Carotenoids and the risk of developing lung cancer: a systematic review ", academic, Retrieved 08-01-2020. Edited.