أحاديث الرسول عن الجن

أحاديث الرسول عن الجن

أحاديث الرسول عن الجن

تحدّثت العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية عن الجن، ومن الأحاديث النبوية ما يأتي:

  1. جاء في حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم)[١].
  2. سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ففقدناه. فالتمسناه في الأودية والشعاب. فقلنا: استطير أواغتيل. قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء. قال فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن، فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم)[٢].


ما هي صفات الجن؟

يتَّصف الجن بصفات وقدرات تختلف عن البشر كثيرًا، ومنها ما يأتي[٣]:

  1. تُبيّن الآيات القرآنيَّة والأحاديث المتواترة أنَّه بإمكان الجن التشكُّل بصور مختلفة، وبحسب ما قال ابن تيمية فإنَّهم يتصوَّرون مثل البشر والبهائم، والعقارب والأفاعي، والإبل، والغنم، والبقر، والخيل، والحمير، والبغال، والطير، ويقول الباقلاني: إنَّ خلقهم من نار لا يمنع تشكّلهم بصور عديدة[٤].
  2. يرى جمهور أهل العلم أنَّه بإمكان النَّاس مشاهدة الجن، عندما يتشكَّلوا في غير صورهم الأصليَّة، وليس في جميع الأوقات[٥].
  3. الجن يتزوجون ويتناسلون ولهم أولاد وذريَّة، والدليل قوله تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ)[٦][٧].
  4. ينقسم أهل العلم إلى مجموعتين حول أكل الجن وشربهم، فمنهم من يقول أنَّهم يأكلون ويشربون مثل البشر، ومنهم من يقول أنَّهم لا يأكلون ولا يشربون، ويقول القاضي بدر الدين الشبلي عن عبد الصمد بن معقل: أنَّه سمع من وهب بن منبه، عندما سُئل عن ماهيَّة الجن، وإذا ما كانوا يأكلون ويشربون وتزوجون، فقال: إنَّهم أجناس، فأمَّا خالص الجن لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، ومنهم مَن يأكلون ويشربون ويتناسلون، ومنهم السعالي والقطرب وشبه ذلك[٨].
  5. ميَّز الله سبحانه الجن عن الإنس بأنَّ لهم قدرات خارقة، فقد سخَّر الله الجن لسليمان عليه السلام، وكانوا يبنون له القصور والمحاريب، ويصنعون له التماثيل، ويعملون الأواني الكبيرة للطعام، ويبنون حياض الماء الكبيرة، ففي قوله تعالى: وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[٩][١٠].
  6. الجن مثلها مثل باقي المخلوقات، لها فترة حياة معيَّنة ثمَّ تموت، والدليل قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ)[١١][١٢].


تكليف الله تعالى للجن، وأدلة على ذلك

دلَّت العديد من الآيات على أنَّ الجن مكلَّفون بتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوث إليهم كما هو مبعوث إلى الإنس، ومن الآيات الدالة على ذلك[١٣]:

  1. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[١٤].
  2. {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[١٥].
  3. {يا معشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}[١٦].
  4. {سنفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ}[١٧].


آراء الفقهاء حول إمكانية رؤية الجن

يُرجِّح الفقهاء 4 آراء حول إمكانيَّة رؤية الإنس للجن، وهي[٥]:

  1. رأي الجمهور: من الممكن رؤية الجن إذا تشكَّلوا في هيئة غير هيئتهم الأصليَّة، ولا يراهم الجميع بل بعض النَّاس، ويقول محمد رشيد: فإذا تصوَّر الجن أو المَلَك بصورة الإنس أو غيرهم، يمكن للبشر رؤيتهم، لكنَّهم لا يرونهم أبدًا في صورتهم الأصليَّة، وهذه سنَّة الله في خلقه، وقد رأى ابن مسعود الجن في صورة غير صورتهم الأصليَّة، عندما ذهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم لتكليم الجن.
  2. الرأي الثاني: هذا الفريق يرى أنَّ إمكانيَّة رؤية الجن خاصَّة بالأنبياء، أي مثلما سخَّر الله الجن لسليمان عليه السلام، وكان يراهم ويتحدَّث معهم، لكن بمعجزة، ومعروف أنَّ المعجزات خاصَّة بالأنبياء فقط.
  3. الرأي الثالث: هذا الفريق يُنكر إمكانيَّة رؤية الجن حتى للرسول صلى الله عليه وسلم، لأنَّ الآية الكريمة لا تُثبت رؤيتهم (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)[١٨]، ولا يُثبتون رؤية الجن إلّا لسليمان عليه السلام.
  4. الرأي الرابع: هذا الفريق يرى أنَّه بإمكان الأنبياء ومن اختصَّهم الله من باقي النَّاس بهذه الميّزة، ويقول الألوسي: قد يرى الإنس الجن بغير صورهم الأصليَّة، أو بنفس الصور التي خلقت عليها، مثلما يرى الأنبياء الملائكة عليهم السلام، وهذه الميزة فقط للأنبياء أو لخاصَّة الخاصَّة من النَّاس.


هل رأى الرسول الجن؟

الأصل أنَّ الإنس لا يرون الجن، إلّا أنَّ هناك استثناءات لهذه القاعدة، إذ يوجد من الإنس من يمكنهم رؤية الجن، ويتكلَّمون معهم ويخاطبونهم، وثبت عن أبي سعيد الخدري: أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الصبح والشيطان خلفه، وعندما بدأ يقرأ التبست عليه القراءة، ولمَّا انتهى من صلاته صلى الله عليه وسلم قال: لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين - الإبهام والتي تليها - ولولا دعوة أخي سليمان، لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل[١٩][٢٠].


المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6155، صحيح.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6527، صحيح.
  3. "المبحث الثاني: صفات الجن وما يعجزون عنه"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/3/2021. بتصرّف.
  4. "قدرتهم على التشكل"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "مدى إمكانية رؤيتهم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  6. سورة الكهف، آية:50
  7. " الجن يتناكحون ويتناسلون"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  8. "الجن يأكلون ويشربون"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  9. سورة سبأ، آية:13
  10. "يتميزون بسرعة الحركة والقدرة على الأعمال الشاقة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  11. سورة الأحقاف، آية:18
  12. " الجن يموتون ويبعثون بعد الموت"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  13. "تكليف الجن وعبادتهم وحجهم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
  14. سورة الأنبياء، آية:107
  15. سورة الذاريات، آية:56
  16. سورة الأنعام، آية:103
  17. سورة الرحمن، آية:103
  18. سورة الجن، آية:1
  19. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:11780، حسن.
  20. "رؤية الجن"، الإسلام سؤال وجواب، 9/4/2019، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :