أحكام عيد الفطر

أحكام عديدة تتعلق بعيد الفطر

فيما يأتي توضيحٌ للعديد من الأحكام المتعلّقة بعيد الفطر:

حكم مشروعية الاحتفال بعيد الفطر

نجد مشروعية الاحتفال في عيد الفطر من السنة النبوية، فقد روي عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قدم إلى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيرًا منهما يوم الفطر والأضحى)^[١]، وأيضًا حديث عائشة أم المؤمنين في الجاريتين اللتين كانتا تضربان بالدف وتغنيان في يوم العيد، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: (يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا)^[٢][٣].

حكم عدم الاحتفال بعيد الفطر حزنًا على فقد ما

العيد من شعائر الدين وعباداته، فمن السنة فيها أن يظهره المسلمون فرحهم بالعيد ويعلنوا عنها، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك في مؤلفه (اقتضاء الصراط المستقيم (1/528)): أن الأعياد هي من أخص ما تمتاز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فإظهار الفرح في العيد من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل^[٤].

حكم صيام أيام عيد الفطر

يُحرّم صوم اليوم الأول من العيد فقط، وأما ما سواه فلا حرج في صومه^[٥].

حكم مشروعية صلاة عيد الفطر

حكم مشروعية صلاة العيد^[٦]:

• صلاة العيد من أعظم شعائر الإسلام ويجتمع فيها المسلمين وشرع فيها التكبير.
• يجب أن يكون لكل أمة مناسبة يجتمع فيها كل أهلها لتقوى شوكتهم، ولذلك من المحبب خروج الجميع لصلاة العيد، كما استحب تغير الطريق ليشاهد كلا الطريقين قوة شوكة المسلمين.
• شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه فعيد الفطر شكر لله على إتمام الصوم.

حكم ذهاب الأطفال مع الأهل لصلاة العيد

يجوز اصطحاب الأطفال الرضع وحديثي الولادة وغيرهم المسجد ما لم يكن في ذلك مشقة عليهم أو فيه ضرر للأطفال من البرد أو الحر، والأحرى بذلك إحضار من لا تصدر منهم أذية ولا تشويش^[٧].

حكم مشروعية زكاة عيد الفطر

تُعدّ زكاة الفطر فرض على كل مسلم كان صغيرًا أو كبيرًا ذكر كان أو أنثى حرًا أو عبد؛ وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد من المسلمين. وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة)^[٨]، ولا يوجد لها نصاب إنما يجب على المسلم أداءها عن نفسه وعن أهل بيته من زوجاته وأولاده ومماليكه إذا فضلت عن قوته وقوتهم يومه وليلته، وبالنسبة للخادم المستأجر فزكاته على نفسه إلا إذا تبرع بها المستأجر أو تشترط عليه، وبالنسبة للخادم المملوك فزكاته على سيده، كما ورد في الحديث.

ومن الأفضل إخراجها من قوت البلد، سواء كان تمرًا أو برًا أو شعيرًا أو ذرة أو غير ذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشترط في ذلك نوعًا خاصًا، كما أنها مواساة، فليس على المسلم أن يواسي من غير قوته^[٩].

حكم التهادي في عيد الفطر

لا وجود لهذا الفعل أصلًا، وفي حال كان لا يُخشى منه ضرر، وكان من باب الإحسان والمعروف فقط ولا يخشى منه أن تكون رشوة، أما إذا كان يخشى أن تكون رشوة، فإنّها حينئذ تكون محرمة؛ لأن الرشوة لا تجوز^[١٠].

سنن في عيد الفطر، احرصي عليها

من السنن الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام في عيد الفطر ما يلي^[١١]:

1. ابدئي بالتكبير يوم العيد من دخول ليلة العيد إلى انتهائها بصلاة العيد، قال تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}^[١٢]، والصيغة الثابتة للتكبير الواردة عن الصحابة: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا والله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد).
2. اغتسلي يوم العيد من أجل الصلاة ولبس أحسن الثياب والتطيب.
3. اكسري الصيام على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد.
4. اذهبي لأداء صلاة العيد، إذ يجوز ذهاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى العواتق والحيض وذوات الخدور لأداء صلاة العيد كما جاء في صحيح مسلم .
5. انصتي إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد.
6. هنّئي الناس بالعيد.

بدع ومعاصي في عيد الفطر, تجنبيها

من البدع والمعاصي المستحدثة في عيد الفطر ما يلي^[١١]:

1. تجني الزيادة في التكبير على الصيغ الواردة عن الصحابة.
2. تجنبي زيارة القبور يوم العيد وتقديم الحلوى و الورود والأكاليل على المقابر، وأما زيارة القبور فهي مندوبة بدون تخصيص يوم محدد.
3. تجنبي تبادل بطاقات التهاني المسماة (ببطاقة المعايدة) فهذا من عمل النصارى وعاداتهم.
4. تجنبي مصافحة الرجال غير المحارم إذ إنها من المحرمات والكبائر .
5. تجنبي الإسراف المحرم وبذل الأموال الطائلة في الألعاب النارية والمفرقعات دون جدوى، فمن الأفضل أن تصرفي هذه المبالغ على المحتاجين والفقراء والمساكين وما أكثرهم وما أحوجهم.
6. انتشرت مؤخرًا ظاهرة اللعب بالميسر والمقامرة يوم العيد في بعض الدول وبالأخص عند الصغار وهذا من الكبائر العظيمة فعليكِ مراقبة ابنائكِ وتحذيرهم من ذلك.

مشاركة أطفالكِ بعيد الفطر , ونصائح في ذلك

إليكِ بعض النصائح لمشاركو اطفالك في عيد الفطر المبارك^[١٣]:

1. شجّعي أطفالكِ على الذهاب إلى مصلى في العيد، ففيه هيبة اجتماع المسلمين الذي يستحق أن يشاهدوه ويحضروه.
2. جهّزي لأطفالكِ حفلة عائلية بسيطة، توزيعين عليهم الهدايا البسيطة،زمن ثم تناولوا كعك العيد أو حلوى سويًا.
3. احرصي على مشاركة أطفالكِ في زيارة الأجداد، والأقارب من كبار السن، ولا تتهاوني في ذلك، لأنها تعد جزءًَا من صلة الرحم.
4. أعطي أطفالكِ نقودًا ليوزعوها على العمال المحتاجين، وعلى من هم بحاجة للنقود، لتعويدهم على البذل ومشاركة الفرح مع الغير.
5. حفّزي أطفالك على التصدق ولو بجزء صغير من نقودهم الخاصة، ليعتادوا على العطاء ويتذوقوا لذة الصدقة.

المراجع

1. ↑ رواه الأباني ، في صحيح الجامع ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:4460، صحيح.
2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:952، صحيح.
3. ↑ "سنة الغناء واللعب يوم العيد"، قصة الاسلام، 21/7/2014، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
4. ↑ "هل يجوز عدم الاحتفال بالعيد ؛ حزنا لما يصيب المسلمين في فلسطين وغيرها؟"، الإسلام سؤال وجواب، 14/12/2014، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
5. ↑ "عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما"، إسلام ويب، 31/12/2003، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
6. ↑ "المَطلَبُ الثَّاني: الحِكمةُ من تشريعِ العِيدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
7. ↑ "اصطحاب الأطفال الرضع وحديثي الولادة إلى مصليات العيد"، إسلام ويب، 3/7/2013، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
8. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2503، صحيح.
9. ↑ "ما حكم إخراج زكاة الفطر؟"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
10. ↑ "حكم تبادل الهدايا في الأعياد غير الشرعية"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
11. ^ ^{أ ب} "سنن العيد وآدابه وبدعه ومعاصيه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
12. ↑ سورة البقرة، آية:185
13. ↑ "أفكار تربوية حول #عيد_الفطر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.