محتويات
ما حكم حضور خطبة العيد؟
اتفق علماء المذاهب الأربعة وهم الشافعيَّة والحنبلية والحنفيَّة والمالكيَّة على أنَّ خطبة صلاة العيد سنَّة، وبيَّنوا أنَّ جعل وقتها بعد صلاة العيد دلالة على عدم وجوبها، فمن أراد الخروج بعد صلاة العيد وقبل الخطبة فلا حرج، وذلك بخلاف خطبة صلاة الجمعة التي تسبق صلاة الظهر، وهي واجبة باتفاق، أمَّا الأحاديث التي استدلوا بها لبيان الحكم، فهما حديثان[١]:
- عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (شهدتُ صلاةَ الفِطرِ مع نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبي بكرٍ، وعُمرَ، وعثمانَ، فكلُّهم يُصلِّيها قبلَ الخُطبةِ، ثم يَخطُب)[٢]، وفي تأخيرها عن الصلاة دليل عدم الوجوب[١].
- عن عبدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قال: (إنَّا نخطُبُ، فمَن أحَبَّ أنْ يَجلِسَ للخُطبةِ فلْيَجلِسْ، ومَن أحَبَّ أنْ يَذهَبَ فلْيَذهَبْ)[٣]، واستدل العلماء من هذا الحديث، أنَّ حضور خطبة العيد ليست واجبة[٤].
أحكام خطبة العيد
صلاة العيد شأنها عظيم، وقد حثَّ عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ففيها تعظيم لشعائر الله تعالى وشكره على نعمه، وبها يجتمع المسلمون، وتتكوَّن صلاة العيد من ركعتين تتبعهما خطبة، وهذه الخطبة هي سنَّة بالإجماع، وفيها بعض الأحكام، منها[٥]:
- لصلاة العيد خطبتان، وقد اتفق أصحاب المذاهب الأربعة على ذلك.
- ابتداء الخطيب خطبة العيد بالتكبير، وهذا ما ذهب إليه أئمة المذاهب الأربعة، وذهب بعض أهل العلم أن تفتتح خطبة العيد بالحمد، ومنهم: ابن القيم، وابن تيمية، وابن باز، والشوكاني.
- ذهب العلماء أن تكون خطبة عيد الفطر حول بيان أحكام زكاة الفطر، وهذا مذهب الأئمة الأربعة، وزاد الإمام الشافعي فاستحب أن تكون الخطبة مشتملة على ذكر الله تعالى، والتوصية بتقواه، والحث على فعل الخيرات وقراءة القرآن.
ما يُستحب في خطبة العيد
شُرِّعت خطبة العيد بعد صلاتي عيد الفطر وعيد الأضحى، والحكمة منها بيان الأحكام المتعلقة في هذين الوقتين، وذهب أهل العلم إلى أن تكون الخطبة لتعليم النَّاس أحكام العيد، وإعطائهم المواعظ وحثِّهم على الصدقات في عيد الفطر، وتعليم النَّاس أحكام الأضحية في خطبة عيد الأضحى، وهذا ما أجمع عليه أئمة المذاهب الأربعة، وهذه بعض الأحاديث التي استدلوا بها على ما يُستحب في خطبة العيد[٦]:
- عن جابر بن عبد الله قال: (شَهِدتُ الصلاةَ مع النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في يومِ عيدٍ ، فبدأ بالصلاةِ قبلَ الخطبةِ بغيرِ أذانٍ ولا إقامةٍ ، فلما قضى الصلاةَ ؛ قام مُتَوَكِّئًا على بلالٍ ، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه ، ووعظ الناسَ وذَكَّرَهم وحَثَّهم على طاعتِه ، ومضى إلى النساءِ ومعه بلالٌ ؛ فأَمَرَهنَّ بتقوى اللهِ وَوَعَظَهنَّ وذَكَّرَهُنَّ)[٧].
- عن عبد الله بن عباس قال: (خرجتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ فطرٍ أو أضحى فصلَّى ثم خطب ثم أتى النساءَ فوعظهُنَّ وذكَّرهُنَّ وأمرهُنَّ بالصدقةِ)[٨].
- عن البراء بن عازب قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فمَن فَعَلَ فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا)[٩].
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
كم خطبة للعيد؟
للعيد خطبتان يفصل بينهما الخطيب بالجلوس، فيعظ الناس، ويحثُّهم على شكر الله تعالى والاستقامة والاستمرار بطريق الخير[١٠].
ما حكم التهئنة والسلام أثناء خطبة العيد؟
الأوَلى للمسلم ترك الكلام والتهنئة أثناء خطبة العيد، ومن فعل ذلك فلا حرج عليه عند كثير من أهل العلم[١١].
- ^ أ ب " حُكمُ خُطبةِ صَلاةِ العِيدِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:884، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1155، صحيح.
- ↑ "يسن قضاء صلاة العيد بخلاف الخطبة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "ملخص أحكام العيد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
- ↑ " ما يُستحَبُّ في خُطبةِ العِيدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1391، إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:975، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:951، صحيح.
- ↑ "كم خطبة للعيد؟ وعلى ماذا تشمل؟"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم الكلام والسلام والتهنئة أثناء خطبة العيد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.