بحث عن المسجد الأقصى

بحث عن المسجد الأقصى

المسجد الأقصى

المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، كما أنه مسرى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان مكانًا أساسيًّا لتعليم العلوم، ومعارف الحضارة الإسلامية، ومكانًا لإقامة الاحتفالات الدينية الكبرى، والمراسيم السلطانية، ويتشكل المسجد الأقصى من أبنية عديدة، فهو يشتمل على معالم يبلغ عددها 200؛ من أروقة، ومحارب، ومنابر، ومآذن، وآبار، ويوجد في منتصف المسجد الأقصى قبة الصخرة المشرفة الذهبية، إضافة إلى الجامع القِبلي بقبته الرصاصية السوداء، وهو موجود في الناحية الجنوبية باتجاه القِبلة[١].


تصل مساحة المسجد الأقصى المبارك إلى 144 دونمًا، وهو مُقام على سُدس مساحة البلدة القديمة، ويتخذ شكلًا مُضلعًا، أو شبه مستطيل غير منتظم، ويبلغ طول ضلعه الغربي 491 مترًا، وضلعه الشمالي 310 مترات، وضلعه الجنوبي 281 مترًا، وأي مكان داخل أسوار المسجد الأقصى يُصلى به تُقبل الصلاة كأنها داخل المسجد، كالصلاة تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو على مصطبة من مصاطبه، أو داخل قبة الصخرة، أو داخل المسجد القبلي فجميعها سواء، وتُحتسب كمن صلى داخل المسجد الأقصى[١].


وتوجد في المسجد الأقصى سبعة أروقة؛ رواق في المنتصف، وثلاثة أروقة في الناحية الشرقية، وثلاثة أروقة في الناحية الغربية، وترتكز هذه الأروقة على ثلاثة وخمسين عمودًا مُصنعة من الرخام، وتسع وأربعين سارية من الحجارة، ويوجد في منتصف المسجد قبة وإحدى عشر بابًا، ويوجد سبعة منها في الجهة الشمالية، وباب في الجهة الشرقية، وبابان في الجهة الغربية، وباب في الجهة الجنوبية، وفي ساحة المسجد هناك خمسة وعشرون بئرًا مليئًا بالمياه العذبة، منها ثمانية في صحن الصخرة المشرفة، وسبعة عشر في فنائه، وهناك أيضًا بركة مُخصصة للوضوء، ويوجد فيه أسبلة لشرب الماء من أشهرها سبيل قايتباي المسقف بقبة حجرية جميلة، وسبيل البديري، وسبيل قاسم باشا، ويمتلك المسجد الأقصى أربع مآذن، وقباب عدة من أشهرها قبة السلسلة، وقبة النبي، وقبة المعراج، ومصاطب كانت قديمًا مُخصصة لأهل العلم، والمتصوفين، والغرباء، إضافة إلى الأروقة المقابلة لباب شرف الأنبياء والرواق الذي يصل من باب السلسلة إلى باب المغاربة، وتوجد أيضًا مزولتان شمسيتان لمعرفة التوقيت[١].


تسمية المسجد الأقصى

توجد للمسجد الأقصى العديد من الأسماء، وهي أسماء دالة على مكانته وعظمته وقدسيته، وتبلغ هذه الأسناء ما يُقارب العشرين اسمًا، ومن أشهرها التي ذُكرت في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وهي المسجد الأقصى، وبيت المقدس، وإيلياء، ويُقال بأنه سُمي بالمسجد الأقصى لأنه من أبعد المساجد التي تزار، ويأخذ المُصلي فيه أجرًا كبيرًا، وذُكر انه سمي بالأقصى لأنه بعيد عن الأقذار، والنجاسات[٢].


تاريخ المسجد الأقصى

يُعد المسجد الأقصى ثاني المساجد التي بُنيت على الأرض بعد المسجد الحرام، وقد ورد ذلك في حديث البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد"[١].


ويُقال بأن أول من شيد المسجد الأقصى المبارك هو سيدنا آدم عليه السلام، وقد عُينت حدوده بعد مرور أربعين عامًا على إرسائه قواعد البيت الحرام بأمر الله تعالى، ولم يكن يوجد قبلهما كنيس، ولا كنيسة، ولا هيكل، ولا معبد، وفي فترة الفتوحات الإسلامية، وتحديدًا في العام الخامس عشر هجريًّا قدِم الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة المنورة إلى القدس الشريف، وفتحها، وأقام العهدة العمرية، وعمد إلى تنظيف المسجد الأقصى بنفسه، بعدها شيد مسجدًا صغيرًا بجوار مقام معراج النبي محمد صلى عليه وسلم، وجاء مع عمر عدد من الصحابة من ضمنهم الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح، والصحابي سعد بن أبي وقاص، والصحابي خالد بن الوليد، والصحابي أبو ذر الغفاري[١].


ودل اسم المسجد الأقصى قديمًا على الحرم القدسي، وما يحويه من منشآت، ومن أبرزها قبة الصخرة المشرفة التي شيدها عبد الملك بن مروان سنة 72 هجريًّا مع المسجد الأقصى، وهي من الآثار الإسلامية البالغة الجمال، وأكمل البناء الخليفة الوليد بن عبد الملك في المدة التي ترأس بها الحكم، والتي امتدت من سنة 86 إلى سنة 96 للهجرة، ويختلف البناء المبني في وقتنا هذا عن البناء الذي بُني في عهد الأمويين، فقد شُيد المسجد مرات عديدة بعد الزلازل التي اجتاحته طيلة القرون الماضية، ومنها الزلزال الذي حدث في نهاية حكم الأمويين سنة 103 هجريًّا، والزلزال الذي حدث زمن الأمويين سنة 425 هجريًّا[١].


حريق المسجد الأقصى

حدث حريق في المسجد الأقصى المبارك في اليوم الثاني والعشرين من شهر أغسطس من العام 1969، وكان ذلك على يد شخص عنصري أسترالي يهودي متطرف اسمه مايكل دينس روهن، فقد حرق الجامع القبلي، وأدى ذلك إلى سقوط الجزء الشرقي من السقف، واحتراق منبر صلاح الدين الأيوبي، وعلق روهن على الحريق الذي افتعله قائلًا بأنه كان يتمنى لو احترق المسجد بأكمله كي يُعجل بالقدوم الثاني للمسيح، وبذلك يُبنى الهيكل اليهودي مرة أخرى، وقد أُدخِل هذا اليهودي إلى مصحة عقلية، وعُقدت قمة للدول الإسلامية في مدينة الرباط بسبب الحريق، ورُمم المسجد الأقصى سنة 1972 للميلاد[٣].

وفي فترة الثمانينات تآمر شخصان ينتميان إلى منظمة غوش إيمونيم السرية، واسمهما بن شوشان، ويهودا أتزيون من أجل تفجير المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة، وحدثت الانتفاضة الأولى، التي استشهد فيها اثنان وعشرين فلسطينيًّا على إثر الاحتجاجات التي حصلت بسبب مجموعة من اليهود المتطرفين الذين كانوا متوجهين لوضع حجر الأساس للهيكل الثالث، وقُتل فيها مئة من شرطة الحدود الصهيونية[٣].


وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من العام 2000 زار المسجد الأقصى أرئيل شارون برفقة أعضاء من حزب الليكود وألف حارس مسلح، وخرجت على إثر ذلك مظاهرة كبيرة احتجاجًا على هذا التصرف، ورمى الفلسطينيون الحجارة على الشرطة الإسرائيلية من الحرم القدسي، فأطلقت غازًا مُسيلًا للدموع، كما أطلقت الرصاص، فاستشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب مئتين، وحدثت بذلك انتفاضة الأقصى التي استمرة مدة خمسة أعوام[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "ماذا تعرف عن المسجد الأقصى؟"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.
  2. "معلومات مهمة عن المسجد الأقصى"، إدارة الثقافة الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت خالد جمعة، "من تاريخ المسجد الأقصى"، الهدف، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :