عيد الفطر
يعدُّ العيد من أهم شعائر الإسلام التي شرعها الله تعالى، ويكون عيد الفطر في الأول من شوال بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، ويشار إلى أنّ عيد الفطر يسهم في توطيد أواصر المحبة وإعلاء قيم التَّعاون والعطاء بين أفراد المجتمع الواحد، وممّا زاد من فضل عيد الفطر هو نزول البركة على صلاته كونها جامعةً للنّاس في مكان واحد ومؤلفةً لقلوبهم، وبالإضافة إلى ما تقدم فإن العيد يعد بوابةً للبهجة والسرور والاستمتاع بالوقت قدر المستطاع، ويوم العيد ذروة البهجة أكثر من أيّ يوم آخر، ويوم العيد يوم عظيم جاء بعد الرحمة والمغفرة والعتق من النّار بشهر رمضان الحافل بالعبادات، كما يدخل الصّفاء إلى نفوس الناس بعد الفراق، والفرح بعد الكدر، كما يعتبر منبّهًا للمسلمين بحق الفقراء في الأسرة الإسلامية، وفيه من مظاهر البهجة ما يقرّب المسلم إلى عبادة ربه تبارك وتعالى، فلا تنتهي عبادته بانتهاء شهر رمضان.[١]
فضل عيد الفطر
ذَكر ابن الأعرابي أن سبب تسمية العيد بهذا الاسم هو أنه يعود عامًا بعد عام فيجدد الفرح والبهجة في قلوب المسلمين، كا أن الفرح والبهجة في العيد هي طاعة لله تعالى وتعظيم لشرائعه، قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [ الحج: 32]، ويقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، وعيد الفطر مرتبط بعبادة عظيمة وهي الصيام، فهو يعقب شهر رمضان المبارك خير الشهور عند الله تعالى، ومن فضائل عيد الفطر نذكر ما يأتي:[٢]
- صلة الأرحام: التي حثَّ الله سبحانه وتعالى عليها، وهم الوالدان والأقربون من الأعمام والأخوال والإخوان والأخوات، والعمات والخالات، كما أن المسلم يتفقد جيرانه ويحرص على زيارتهم؛ مما يعطي العيد بهجة وسرور، وقد أثنى الله تعالى على المسلم الذي يصل رحمه وجعل عمله هذا من التقوى؛ فقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [ النساء: 1]، إلا أن من لا يصل الأرحام يُغضب الله تعالى، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ} [ محمد: 22-23].
- إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال: وذلك لأن الله تعالى شرع زكاة الفطر، فلا يحتاج فيه الفقير للمسألة، ولا بدّ من التذكير بأنه قبيل بزوغ شمس صباح عيد الفطر يُفرض على كل المسلمين المقتدرين إخراج زكاة الفطر للفقراء والعطف عليهم.
- التسامح: فالعيد باب عظيم لإزالة الشحناء والبغضاء من قلوب الناس، ففيه يتزاور الناس ويهنىء بعضهم بعضًا، كما أن المسلم يكون فرح بانتهاء عبادة عظيمة وهي صيام شهر رمضان، ويطمع بأن يغفر الله له؛ لذا يغفر للناس أخطاءهم معه، قال الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [ النور: 22].
أحكام عيد الفطر
يتبع المسلم في عباداته شرع الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فلا يغلو ولا يبتدع، وقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية بكل ما ينظم عبادات المسلم، وقد ورد في عيد الفطر عدّة سنن فعلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من بعده، وتمثلها المسلمون من بعدهم، منها:[٣]
- التّكبير الذي يعم المكان، وصيغة التكبير تكون على النحو: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا، الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد"، ويسن الجهر به قبل صلاة العيد.
- الاغتسال والتَّطيب ولبس أجمل الثياب عند المسلم، ولا ضرورة في أن تكون جديدةً كما هو متداول وإنما يفضل ارتداء أفضلها وأجملها.
- تناول التمر قبل التَّوجه إلى صلاة العيد، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجاءٍ، حدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني أنَسٌ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح]
- صلاة العيد يسن أن تصلى في المصلى، يعني خارج المسجد، وإن صلاها المسلمون في المسجد جاز ذلك.
- اتباع طريقان مختلفان في الذهاب والإياب لصلاة العيد، والذهاب سيرًا، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ) [ صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : أورده في صحيحه]، لقول علي -رضي الله عنه-: (مِنَ السُّنَّةِ أن يخرُجَ إلى العيدِ ماشيًا ، وأن يأكلَ شيئًا قبلَ أن يَخرجَ) [تحفة المحتاج| خلاصة حكم المحدث : صحيح أو حسن].
- تبادل التّهاني بالعيد بين المسلمين ويستحبّ قول: تقبل الله منا ومنك، وكان ذلك قول الصحابة -رضي الله عنهم- لبعضهم البعض، أو أن يقول المسلم تقبل الله منا ومنكم، ويجوز قول كل عام وأنتم بخير.
- إخراج النساء والأطفال وأصحاب الأعذار إلى صلاة العيد حتى يشهدوا الخير، ويُؤمِّنوا على دعاء المسلمين، وقد روي ذلك عن أم عطية -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أُمِرْنَا أنْ نَخْرُجَ فَنُخْرِجَ الحُيَّضَ، والعَوَاتِقَ، وذَوَاتِ الخُدُورِ - قالَ ابنُ عَوْنٍ: أوِ العَوَاتِقَ ذَوَاتِ الخُدُورِ - فأمَّا الحُيَّضُ: فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلْنَ مُصَلَّاهُمْ.) [ صحيح بخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
حكم صلاة العيد وكيفيتها
صلاة العيد فرض عين على كل مسلم، وذلك في الراجح من أقوال أهل العلم، وباستنادهم إلى الأحاديث الواردة في السنة النبوية، فقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يخرج جميع المسلمين إلى الصلاة، حتى أصحاب الأعذار كالحائض، أما عن قضاء صلاة العيد فليس فيها قضاء لمن فاتته، فهي صلاة ذات اجتماع، فإن فاتت المسلم لعذر لم يقضها، وهي بذلك تختلف عن صلاة الجمعة، فصلاة الجمعة إن فاتت المسلم فهو مطالب بصلاة الظهر. أما عن كيفية صلاة العيد: فيكبّر الإمام تكبيرة الإحرام ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ثم يكبّر ست تكبيرات، ثم يقرأ سورة الفاتحة وسورة الأعلى أو سورة ق، ثم يأتي بالركوع والسجود، فإذا قام للركعة الثانية كبّر، ثم يأتي بخمس تكبيرات ويقرأ سورة الفاتحة والغاشية أو سورة القمر، ثم يأتي بالركوع والسجود ويتشهد ويسلّم.[٤]
المراجع
- ↑ "عيد الفطر"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل العيد ومقاصده"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحكام عيد الفطر"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "صفة صلاة العيد وشروطها ووقتها"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.