دعاء عن صلة الرحم
يُعدّ التواصل بين أفراد العائلة الواحدة أمرًا ضروريًا، وقد عرّف ذلك في الإسلام بصلة الرحم، فتماسك المجتمع يأتي من بقاء هذه العلاقات بين أفراده، لذا يجب أن يدعو المسلم ربه بأن يجعله قادرًا على صلة رحمه، ومن هذه الأدعية نذكر ما يلي علمًا أنَّ هذه الأدعية غير واردة في السنة إذ يمكن للمسلم أن يدعو ربه بما يرجو تحقُّقه:
- اللهم اجعلني واصلًا لأقاربي غير قاطعٍ لهم، واجعلني بارًّا بهم، وقرِّبهم لقلبي وقرِّبني لقلوبهم، واجعلني خفيف الحِمل عليهم.
- اللهم ازرع حب أقاربي في قلبي، وارضى عني في وصلهم، اللهم افتح لي جميع أبواب رحمتك في سبيل وصلهم، واجعلني قادرًا على إعانة المحتاج منهم، وزيارة مريضهم.
- اللهم اشفي مَن مرض من أقاربي وارحم من مات منهم، اللهم رد غائبهم إلينا ردًا جميلًا، وأغنهم وفرِّج عنهم وأعني على مساعدتهم، و لا تريني فيهم ما أكره.
- اللهم يا رحمن يا عالم الغيوب اقدر الخير لأهلي وأقاربي وأحبائي، وادفع الضرّ والشرّ عنهم، وبدِّل حزنهم سرورًا وضيقهم فرجًا، واحفظهم من بين أيديهم وأرجلهم من همزات الشيطان، وأبعد عنهم كيد من أراد بهم سوءًا، واطرح لهم البركة في جمعهم، ووفقهم وسدّدهم لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة، فأنت القادر على كل شيء.
- ربي لا تجعل مشاغل حياتي تبعدني عن واجبي اتجاه أرحامي، واجعل يا رب لي في كل خطوة أخطوها نحوهم ولأجلهم صدقة، واجعل لوالديّ نصيبًا من هذا الأجر.
هل الدعاء للأقارب من صلة الرحم؟
حثَّ الإسلام على صلة الرحم، ويُقصد بالرحم الأقارب الذين يوجد بينهم وبين الشخص رابطة نسب وقرابة دمٍ، كالخال والعم، ومعنى صلة الرحم لا يقتصر على الزيارة فقط، بل إنَّ كلَّ ما يُحقق إيصال النفع وإبعاد الضرر يُعدّ من الصلة، مثل تفقُّد أخبارهم وتحسّس أحوالهم والإحسان إليهم، وردِّ الظلم عنهم ونصر المظلوم منهم، بالإضافة لمساعدتهم في قضاء الدّيْن إذا كان القريب قادرًا على ذلك، ويُعدّ الدعاء للأقارب أيضًا بالتوفيق والهداية نوعًا من أنواع الصلة[١][٢].
ما هو حكم قطع صلة الرحم؟
حرَّم الإسلام قطع الرحم، وليُبيّن الإسلام للناس كبر هذه المعصية؛ عدّها من الكبائر التي يجب أن ينال صاحبها العقوبة والعذاب يوم القيامة، وقد قرن القرآن الكريم بين هذه المعصية والفساد في الأرض بقول الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[٣]، كما وردت العديد من الأحاديث التي تطرَّقت إلى التنبيه من هذه المعصية وبيان عظم حرمتها، منها ما وَرَد في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللهَ تعالى خَلق الخلقَ، حتَّى إذا فرغَ مِن خلْقِه قامتِ الرَّحِمُ، فقال: مَهْ؟ قالَت: هذا مَقامُ العائذِ بكَ من القَطيعةِ، قال: نَعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ من وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ؟ قالَت: بلَى يا ربِّ! قال فذلكَ لكِ) [المصدر: صحيح الجامع |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، لذا يجب على كل من وقع في هذه المعصية أن يرجع إلى الله بالتوبة والندم والاستغفار، وأن يبادر بصلة أقاربه، ويطلب منهم العفو والمسامحة[٤].
المراجع
- ↑ "الحد الأدنى لصلة الرحم"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18. بتصرّف.
- ↑ "حكم زيارة الأقارب وصلة الرحم والفرق بينهما"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18. بتصرّف.
- ↑ "القرآن الكريم المصحف الإلكتروني سورة محمد"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2020.
- ↑ "جزاء وكفارة قطع الأرحام"، إسلام ويب، 26/1/2004، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-18. بتصرّف.