الأرق
الأرق هو حالة نفسية تمنع الشخص من النوم، أو أن نومه يُصبح خفيفًا ومتقطعًا، وهو مرض يُصيب الكثير من الناس، وتتعدد أسباب الإصابه به منها الهم والغم، والضغوط النفسية، والقلق، والوسواس، وقد يكون ناتجًا عن خلل في أحد أعضاء جسم الإنسان، أو بسبب تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة، أو التعرض لمادة النيكوتين الموجودة في السجائر، وتتعدد طرق العلاج فمنها طرق شرعية، أو علاج نفسي، أو علاج سلوكي، وقد وردت عدّة أدعية وأذكار تُقال قبل النوم لدفع الأرق، وفيما يأتي من المقال بيان لهذه الأحاديث ومدى صحتها[١].
دعاء للنوم والتخلص من الأرق
بالدعاء يستطيع العبد أن يُناجي ربه، ويسأله من خيري الدنيا والآخرة، كما أنه يسأل الله تعالى أن يُبعد عنه ما يغمه ويُقلق راحته، وقد وردت عدّة أدعية في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تُفيد في علاج الأرق بإذن الله تعالى، ومن هذه الأدعية الحديث الصحيح الوارد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن جد عمرو بن شعيب، قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُعلِّمُهم مِن الفزَعِ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غَضَبِه، وعِقابِهِ، وشَرِّ عِبادِه، ومِن هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وأعوذُ بك ربِّ أنْ يَحضُرون، قال: وكان عَبدُ اللهِ بنُ عمْرٍو يُعلِّمُهنَّ مِن عَقَلَ مِن بَنِيه، ومَن لم يَعقِلْ كَتَبَه، فأَعْلَقَهُ عليه) [تخريج زاد المعاد| خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات، وله شاهد][٢].
أذكار النوم
أذكار النوم هي الأدعية الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي يسن للمسلم قراءتها قبل أن ينام، وذلك اتباعًا لهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن هذه الأذكار[٣]:
- عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: (إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِن آخِرِ كَلَامِكَ، فإنْ متَّ مِن لَيْلَتِكَ، متَّ وَأَنْتَ علَى الفِطْرَةِ. قالَ: فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ فَقُلتُ: آمَنْتُ برَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ بنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. وَزَادَ في حَديثِ حُصَيْنٍ وإنْ أَصْبَحَ أَصَابَ خَيْرًا) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ إذا أوى إلى فراشِهِ قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي أطعَمنا وسقانا وَكفانا وآوانا فَكم مِمَّن لا كافيَ لَهُ ولا مُؤوٍ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (شكت فاطمةُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما تلقَى في يدِها من الرحَى، فأُتِيَ بسبْيٍ، فأتتْه تسألُه فلم ترَه، فأخبرتْ بذلك عائشةَ، فلما جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم أخبرتْه، فأتانا وقد أخذنا مضاجعَنا، فذهبنا لنقومَ، فقال: على مكانِكما، فجاء فقعدَ بيننا، حتى وجدتُ بردَ قدميه على صدري، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مما سألتُما، إذا أخذتُما مضاجِعَكما؛ فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادمٍ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
سنن النوم
جعل الله تعالى الليل للراحة والسكن، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 10-11]، وقد وردت في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عدّة سنن وآداب للنوم، تُعين المسلم على النوم وتُبعد عنه الشيطان، ومن هذه الآداب[٤]:
- إطفاء السراج قبل النوم: يُخص في الذكر السراج الذي يُضاء بالنار، إذ نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ترك أي نار عند النوم، حفاظًا على حياة المسلمين، وإطفاء الجمر وعدم تركه مشتعلًا، لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أطْفِئُوا المَصابِيحَ باللَّيْلِ إذا رَقَدْتُمْ، وغَلِّقُوا الأبْوابَ، وأوْكُوا الأسْقِيَةَ، وخَمِّرُوا الطَّعامَ والشَّرابَ - قالَ هَمَّامٌ: وأَحْسِبُهُ قالَ - ولو بعُودٍ يَعْرُضُهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم أن النار خطر وعدو للإنسان.
- قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين: عن الصحابي حذيفة بن اليمان قال: (كان رسولُ اللهِ إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلةٍ جمع كفَّيه فنفث فيهما، وقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ثم مسح بهما ما استطاع من جسدِه، يبدأ بهما رأسَه ووجهَه، وما أقبل من جسده، يصنعُ ذلك ثلاثَ مراتٍ) [مختصر الشمائل| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- دعاء الله تعالى إذا استيقظ من منامه: فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تجنب النوم على البطن: لما رواه الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ -رضي اللهُ عنه- قَالَ: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رأى رجلًا مُضطجعًا على بطنِهِ فقالَ: إنَّ هذِهِ ضجعةٌ لا يحبُّها اللَّهُ) [مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- الطهارة قبل النوم والاغتسال من الجنابة: لما رواه عَبد اللهِ بنِ أَبِي قَيسٍ قَالَ: (سألتُ عائشةَ عن وِترِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كيفَ كانَ يوترُ من أوَّلِ اللَّيلِ أو مِن آخرِه؟ فقالَت: كلُّ ذلِك قد كانَ يصنَعُ ربَّما أوترَ من أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما أوترَ مِن آخرِه قُلتُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً فقُلتُ كيفَ كانت قراءتُهُ أكانَ يُسِرُّ بالقراءةِ أم يَجهَرُ قالَت كلُّ ذلِك كانَ يفعَلُ قد كانَ ربَّما أسرَّ وربَّما جَهَرَ قالَ فقُلتُ الحمدُ للَّهِ الَّذي جعَلَ في الأمرِ سَعةً قالَ قُلتُ فَكيفَ كانَ يصنَعُ في الجنابةِ أكانَ يغتسِلُ قبلَ أن يَنامَ أم يَنامُ قبلَ أن يغتسِلَ قالَت كلُّ ذلِك قَد كانَ يفعَلُ ربَّما اغتسلَ فنامَ وربَّما تَوضَّأ فنامَ، قلتُ: الحمدُ للَّهِ الَّذي جعلَ في الأمرِ سَعةً) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
المراجع
- ↑ "يعاني من الأرق"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "علاج الفزع والأرق المانع من النوم"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "النوم . . . عبادة في عادة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "من آداب النوم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.