فوائد اذكار النوم

فوائد اذكار النوم

الأذكار المطلقة والمقيدة

يعد ذكر الله تعالى من العبادات العظيمة التي يتقرب بها العبد من ربه عز وجل، وقد قسّم العلماء الأذكار إلى قسمين: أذكار مطلقة يقولها العبد في أي وقت وليست مختصة بعبادة محددة، مثل الاستغفار، والتسبيح والتهليل، فكلها أذكار مطلقة، أما الأذكار المقيدة فهي المختصة بوقت محدد إما متعلقة بعبادة أو لها وقت محدد من الليل أو النهار، ومن هذه الأذكار الأذكار بعد الصلاة، وبعد الأذان وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وفي هذا المقال سنتحدث عن أذكار النوم وفائدتها[١].


فوائد أذكار النوم

جاءت سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مليئة بكل ما ينفع المسلم في حياته وبعد مماته، وقد وردت عدّة أذكار للنوم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولها نفع عظيم يعود على المسلم، مثل[٢]:

  • حفظ الله تعالى للعبد: عبر النفث في الكفين بالمعوذات الثلاثة لحديث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى إلى فراشِه كلَّ ليلةٍ جمع كفيه ثم نفثَ فيهما وقرأَ فيهِما قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يمسحُ بهِما ما استطاعَ من جسدِه: يبدأُ بهِما على رأسِه ووجهِه وما أقبلَ من جسدِه، يفعلُ ذلك ثلاثً مراتٍ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
  • الكفاية من كل شر: لحديث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ [يعني : مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ]) [ صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  • البراءة من الشرك: لحديث نوفل الأشجعي -رضي اللّه عنه- قال : قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (اقْرأ: (قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ) ثُمَّ نَمْ على خاتِمَتِها ، فإنَّها بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح].
  • الموت على فطرة الإسلام: لحديث النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم الذي رواه براء بن عازب رضي الله عنه قَالَ: (إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ، فَقُلتُ أسْتَذْكِرُهُنَّ: وبِرَسولِكَ الذي أرْسَلْتَ. قالَ: لا، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
  • تعطي العبد قوة لليوم التالي: لحديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ فَاطِمَةَ -رضي الله عنها- أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ: (ألَا أُخْبِرُكِ ما هو خَيْرٌ لَكِ منه؟ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أرْبَعًا وثَلَاثِينَ ثُمَّ قالَ سُفْيَانُ: إحْدَاهُنَّ أرْبَعٌ وثَلَاثُونَ، فَما تَرَكْتُهَا بَعْدُ، قيلَ: ولَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قالَ: ولَا لَيْلَةَ صِفِّينَ.) [صحيح البخاري خلاصة حكم المحدث : [صحيح].


آداب النوم في الإسلام

لم يترك الإسلام بعدًا من أبعاد حياة المسلم وإلا قد نظمه وجعل له آدابًا لتصقل شخصية المسلم وتهذبه بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، ومن هذه الآداب آداب النوم في الإسلام، وهي[٣]:

  • الوضوء قبل النوم والاضطجاع على الشق الأيمن: لحديث النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
  • إطفاء الأنوار والسراج قبل النوم: يُخص في الذكر السراج الذي يضاء بالنار، إذ نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ترك أي نار عند النوم، حفاظًا على حياة المسلمين، وإطفاء الجمر وعدم تركه مشتعلًا، لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أَطْفِئُوا المَصابِيحَ باللَّيْلِ إذا رَقَدْتُمْ، وغَلِّقُوا الأبْوابَ، وأَوْكُوا الأسْقِيَةَ، وخَمِّرُوا الطَّعامَ والشَّرابَ - قالَ هَمَّامٌ: وأَحْسِبُهُ قالَ - ولو بعُودٍ يَعْرُضُهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
  • تغطية الآنية: لحديث النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: (غَطُّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السِّقاءَ، فإنَّ في السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فيها وباءٌ، لا يَمُرُّ بإناءٍ ليسَ عليه غِطاءٌ، أوْ سِقاءٍ ليسَ عليه وِكاءٌ، إلَّا نَزَلَ فيه مِن ذلكَ الوَباءِ، وفي روايةٍ : فإنَّ في السَّنَةِ يَوْمًا يَنْزِلُ فيه وباءٌ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : صحيح]
  • تفادي النوم على البطن: لما رواه الترمذي في سننه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ -رضي اللهُ عنه- قَالَ: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رأى رجلًا مُضطجعًا على بطنِهِ فقالَ : إنَّ هذِهِ ضجعةٌ لا يحبُّها اللَّهُ) [مسند أحمد | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح].
  • الطهارة قبل النوم والاغتسال من الجنابة: لما رواه عَبدِ اللهِ بنِ أَبِي قَيسٍ قَالَ: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن وِتْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ، قُلتُ: كيفَ كانَ يَصْنَعُ في الجَنَابَةِ؟ أكانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أنْ يَنَامَ؟ أمْ يَنَامُ قَبْلَ أنْ يَغْتَسِلَ؟ قالَتْ: كُلُّ ذلكَ قدْ كانَ يَفْعَلُ، رُبَّما اغْتَسَلَ فَنَامَ، ورُبَّما تَوَضَّأَ فَنَامَلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ أَمْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ فَنَامَ، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : صحيح].


ذِكر النوم في القرآن الكريم

ذَكر الله تعالى عدد من آياته في هذا الكون، منها الليل والنهار وهما آيتان دالتان على عظمة الله تعالى، فجعل النهار للعمل وكسب العيش، والليل للراحة والسكينة، لهذا جعل الشمس ساطعة في النهار، نورها يعم كل مكان، وجعل نور القمر ضعيف، لأن الليل للنوم، وقد ذكر الله تعالى النوم في عدد من آيات القرآن الكريم، منها[٤]:

  • قول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [ الروم: 23].
  • قول الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [ الزمر: 42].
  • قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [ الفرقان: 47].
  • قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ القصص: 72-73].
  • قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} [ النبأ: 9].


المراجع

  1. "فروق بين الأذكار المطلقة والأذكار المقيدة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  2. "أذكار النوم الصحيحة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  3. "من آداب النوم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  4. "وجعلنا نومكم سباتا"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :