محتويات
نص حديث لا يدخل الجنة قاطع رحم
وَرَد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ، قالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ)[١].
عقوبة قاطع الرحم
قد أوصى الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بصلة الرحم، وضمّ الإسلام صلة الرحم من الحقوق الـ10 التي أمر الله تعالى أن تُقام وتُقرّ، فقد قال الله في كتابه الحكيم: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى}[٢]، وعدَّ صلة الرحم من الحقوق لحكمٍ كثيرة منها؛ تقوية أواصر الألفة والرحمة والمحبة بين الأقارب والأخوة في الدين، ومنع تولّد الحقد والعداوة والفتنة بينهم، أمّا عن عقوبة قاطع الرحم نُلخّصها بما يلي[٣]:
- اللعنة من الله -عز وجل-؛ فقد قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [٤]، وقد ورد قول عن علي بن الحسين لولده: (يا بني لا تصحبنّ قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن).
- الفسق والخسران في الدنيا والآخرة؛ لقول الله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[٥].
- تعجيل الله تعالى الجزاء لقاطع الرحم في الدنيا والوعيد له بعذاب الآخرة الأعظم والأشد؛ فقد وَرَد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبِه العقوبةَ في الدُّنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرةِ من البَغْيِ، وقطيعةِ الرَّحِمِ)[٦].
- أعمال قاطع الرحم لا تّرفع ولا تُقبل من الله سبحانه وتعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إِنَّ أعمالَ بني آدمَ تُعْرَضُ علَى اللهِ تعالى عَشِيَّةَ كُلِّ خميسٍ ليْلَةَ الجمعَةِ، فلا يُقْبَلُ عملُ قاطِعِ رحِمِ)[٧].
- قاطع الرحم يقطع الوصل مع الله -عز وجل-، وقد ورَد دليلٌ قاطع على هذه العقوبة؛ فعن عائشة -رضي الله عنه قالت-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ: مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ)[٨].
- قطع الرحم أحد الأسباب التي تمنع العبد من دخوله الجنة؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ)[٩].
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
هل قاطع الرحم يخلد في النار؟
تُعدّ قطيعة الرحم من المعاصي التي يرتبط بها حقوق العباد أي الأرحام، ومن قطعهم قد حمَّل نفسه حقّهم، لذا فهي من الذنوب التي لا تُغفر بالشهادة؛ أمّا بالنسبة للخلود في النار فقد ذُكِر شرح الإمام النووي لحديث قاطع الرحم فقال: "هَذَا الْحَدِيث يُتَأَوَّل تَأْوِيلَيْنِ سَبَقَا فِي نَظَائِره فِي كِتَاب الْإِيمَان: أَحَدهمَا: حَمْله عَلَى مَنْ يَسْتَحِلّ الْقَطِيعَة بِلَا سَبَب وَلَا شُبْهَة مَعَ عِلْمه بِتَحْرِيمِهَا، فَهَذَا كَافِر يُخَلَّد فِي النَّار، وَلَا يَدْخُل الْجَنَّة أَبَدًا، وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ وَلَا يَدْخُلهَا فِي أَوَّل الْأَمْر مَعَ السَّابِقِينَ، بَلْ يُعَاقَب بِتَأَخُّرِهِ الْقَدْر الَّذِي يُرِيدهُ اللَّه تَعَالَى"، وقد قال المناوي في شرحه للجامع : "لا يدخلها حتى يطهر بالنار"، فهذا الأمر قد يتباين نسبةً للأرحام التي تقطع، والعِلم بحرمة وخطوة هذا الفعل[١٠].
ما هي الأمور المُعينة على وصل الرحم؟
هناك العديد من الأمور التي يتوَجب علينا فعلها كمسلمين حتى تُعيننا وتشجّعنا على صلة الأرحام ومنها[١١]:
- الاستعانة بالله -عز وجل- بصلة الأرحام والدعاء وسؤاله التوفيق والقوة على هذه الطاعة.
- الرد على إساءة الأرحام بالإحسان لحفظ الوِد، ولمواساة الإنسان لِما يتلقاه من الأذى والألم النفسي من أقاربه.
- التأمل بعواقب قطع الرحم والآثار السلبية الناجمة عنها، إضافةً لتأمل الآثار الإيجابية والحسنة عند المحافظة على صلة الرحم.
المراجع
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:2556، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:36
- ↑ سلسلة العلامتين ابن باز والألباني، "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد ، آية:22 23
- ↑ سورة البقرة ، آية:26 27
- ↑ رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:2511، حسن صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:2203 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2555، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:2556، صحيح.
- ↑ "مصير قاطع الرحم في الآخرة"، إسلام ويب، 21/9/2014، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم الحمد ، كتاب قطيعة الرحم: المظاهر، الأسباب، سبل العلاج، صفحة 32. بتصرّف.