حديث قدسي مؤثر

حديث قدسي مؤثر

حديث قدسي مؤثر

من الأمثلة على الأحاديث القدسية المؤثرة ما يأتي:

  1. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) [المصدر: صحيح البخاري: خلاصة حكم المحدث: صحيح[١].
  2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله عز وجل: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار) [المصدر: صحيح البخاري: خلاصة حكم المحدث: صحيح] [٢].
  3. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى أنه قال: (وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة) [المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، خلاصة حكم المحدث: صحيح] [٣].
  4. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله: (إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه) [المصدر: صحيح البخاري: خلاصة حكم المحدث صحيح] [٤].


معنى الحديث القدسي

الحديث القدسي هو ما يرويه الرسول-صلّى الله عليه وسلم- عن ربه سبحانه وتعالى، ويكون الرسول ناقلاً للكلام ولكن بألفاظه عليه الصلاة والسلام، وما يُميز الحديث القدسي عن غيره من الأحاديث قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- في بداية الحديث قال الله تعالى، أو بقوله فيما يرويه عن ربه عزّ وجل، وسُمي الحديث القدسي بهذا الاسم نسبةً إلى القدس، وهذا فيه تكريم وإجلال لها، لأنّها تشير إلى الطهارة والتنزيه، كما أنّ التقديس لغةً يعني تنزيه الله عزّ وجلّ، وهو التطهير والتبريك، وفي القرآن الكريم على لسان الملائكة قال الله تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [سورة البقرة آية: 30]، وقال الزجّاج أنّ (وَنُقَدِّسُ لَكَ) معناها هنا هو (نطهّر أنفسنا لك)، كما أنّ بعض العلماء أطلقوا اسم الأحاديث الربانية أو الإلهية على الأحاديث القدسية.

وأما عن رواية الحديث القدسي فقد لُوحِظ وجود صيغتيْن لروايته، الأولى هي قول الراوي قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عزّ وجل، والصيغة الثانية هي قول الراوي قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال الله تعالى، أو يقول الله تعالى، وبالطبع فإنّ المعنى هو نفسه في كلا الصيغتيْن، غير أنّ الصيغة الأولى هي الخاصة بالسلف، وبسبب ذلك فضّلها الإمام النووي -رحمه الله-[٥].


الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي

القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أما الحديث القدسي فهو ما يرويه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الله عز وجل بكلماته غير المتعبّد بها، وليس بهدف التحدّي أوالإعجاز، فالقرآن الكريم والحديث القدسي كلاهما من عند الله، غير أنّ القرآن الكريم يُتعبّد بتلاوته، ولا تصح الصلاة إلا به، ولا يمسّه إلا الطاهرون، كما أنه المعجزة الكبرى التي نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذه الخصائص ليست موجودة في الحديث القدسي، علاوةً على أنّ القرآن لا يثبت إلا بالتواتر بخلاف الأحاديث القدسية التي يشابه حكمها حكم الأحاديث النبوية[٦].


كيف كان يتلقّى النبي الأحاديث القدسية؟

الأحاديث القدسية وحيٌ من الله تعالى لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد اختلف البعض فيما إذا كانت كلمات تلك الأحاديث ومعانيها من الله تعالى، أم أنّ معانيها من الله وكلماتها من الرسول عليه السلام، ومنه قول الزرقاني رحمه الله: (الحديث القدسي الذي قاله الرسول حاكيا عن الله تعالى: فهو كلام الله تعالى أيضا، غير أنه ليست فيه خصائص القرآن التي امتاز بها عن كل ما سواه)، فالقرآن الكريم له العديد من الخصائص التي لا تكون للأحاديث القدسية، منها كون القرآن الكريم يُعدّ إعجازًا، وإمكانية التعبّد بتلاوته كما ذكرنا سابقًا، ووجوب المحافظة على أدائه بلفظه.

وقد اختلفَ العلماء في لَفظ الحديث القدسي، وكانت الأقوال على النحو التالي:

  1. أنّ الأحاديث القدسية مِن عند الله تعالى من ناحية الكلمات والمعاني، وذلك لأنّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أضاف تلك الأحاديث إلى الله عز وجل، والأصل في القولِ المضافِ أنْ يكونَ بِلَفْظِ القائل وليس الناقل، لا سيَّمَا أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوثق الناسِ روايةَ وأقواهم أمانةَ.
  2. أنّ الأحاديث القدسية مِن عند الله من ناحية المعنى فقط، واللفظ لفْظُ الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو القول الراجح.

يتّفق القولان السابقان على أنّ الأحاديث القدسية أوحاها الله تعالى، ولذلك تُنسب إليه، إذ يُقال عند روايتها: قال الله تعالى، أو قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، ولأنّها وحي من الله عزّ وجلّ، فإنّ إيصالها يكون بطريقة مشابهةٍ لطريقة الوحي الذي ينزل على النبي عليه الصلاة والسلام، يقول الله عزّ وجلّ، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [سورة الشورى: 51]، وتُوضّح الآية الكريمة طُرق تبليغ الله لرسالته فتكون إما عن طريق وحي يوحيه الله إلى رسوله، أو من خلال تكليمه من وراء حجاب كما حدث مع موسى عليه السلام، أو يُنزّل جبريل عليه السلام أو سواه من الملائكة على الأنبياء -عليهم السلام-[٧].


المراجع

  1. "أنا عند ظن عبدي بي"، إسلام ويب، 2003-08-31، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.
  2. "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر"، إسلام ويب، 2004-07-09، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-15. بتصرّف.
  3. "لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين"، إسلام ويب، 2020-06-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-15. بتصرّف.
  4. "إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه"، إسلام ويب، 2003-11-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-15. بتصرّف.
  5. حسن أيوب (2019-05-27)، "معنى الحديث القدسي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.
  6. "الفرق بين الحديث القدسي والقرآن"، إسلام ويب، 2002-10-28، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.
  7. "ما هو الحديث القدسي ، وكيف كان يتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟"، الاسلام سؤال وجواب، 2009-08-24، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :