ما حكم برد الاسنان

الأسنان

تُعد الأسنان من أكثر أعضاء جسم الإنسان أهميّةً، فهي الجزء المُساعد على مضغ المأكولات، وتتكوّن الأسنان من المينا المكونة من الكالسيوم والفوسفات، وهي الجزء الخارجي من السن، تليها طبقة دينتين المكونة من نسيج صلب يحتوي على أنابيب مجهرية تُساعد على الشعور بالبرودة والحرارة، أمّا اللّب فهو الهيكل الداخلي اللين الذي تمرّ عبره الأوعية الدموية والأعصاب، كما يوجد نسيجٌ يربط جذور الأسنان باللثة وعظم الفك، بالإضافة إلى رباط اللثة الذي يُساعد على تثبيت الأسنان في مكانها على الفك، ويتكوّن فم الإنسان البالغ من 32 سنًا مكونةً من ثمانية قواطع، وهي الأسنان التي تقع في منتصف الفك السفلي والعلوي، وأربعة أنياب ذات رأس مدببة، وثمانية أضراس تساعد على طحن الطعام، وثمانية ضواحك، وهي الأسنان التي تقع بين الأنياب والأضراس، بالإضافة إلى 4 ضروس تنمو بعد عمر 18، ومن الممكن أن تُصاب الأسنان بالتسوس، أو اللويحة السنية نتيجة تناول الحلويات، أو الإصابة بالتهاب اللثة، بالإضافة لإمكانية الإصابة بفرط حركة الأسنان أو الإصابة بحساسية الأسنان تجاه المشروبات الباردة أو الساخنة^[١].

من الممكن علاج هذه المشاكل بأخذ صورة للأسنان باستخدام الأشعة السينية، وذلك لكشف التسوس القائم بأسفل منطقة اللثة، كما يُمكن تنظيف الأسنان كل ستة أشهر لحماية الأسنان واللثة، أو خلغ السن التالف في حال عدم التمكن من علاجه، ويُنصَح بتنظيف الأسنان كل يوم لمنع تسوسها، كما يُفضّل تنظيفها بخيط مخصص لذلك، لتنظيف الأماكن التي لا تصلها فرشاة الأسنان^[١].

حكم برد الأسنان

يُعد حكم برد الأسنان لغاية التخلص من العيوب من الأمور المباحة، لكن يجب ألا توجد مبالغة بالبرد، وألا يكون ذلك لغاية جمالية، فقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين برسالة تحمل اسم (مخالفات تقع فيها بعض النساء): (كأنَّ النبي صلّى الله عليه وسلم يُشير بهذا القيد إلى ذم المتفلجات للحسن لا للعلاج، فما كان للعلاج فلا يدخل تحت هذا الوعيد)^[٢]>، أما في حكم برد الأسنان لطولها فهو مباح، أما ما يتعلق ببرد الأسنان لغاية التجميل وزيادة الحسن فحكمه محرّم، والدليل على ذلك ما ورد عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعالَى مالِي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7]) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والمتفلجات هن من يبردن أسنانهن، الرباعيات والثنايا، لغاية طلب المظهر الحسن، وهذا محرمٌ شرعًا^[٣].

أحكم متعلقة بالأسنان

بيّن عدد من العلماء عدّة أحكام تتعلق بالأسنان، ومنها ما يأتي:

• حكم تقويم الأسنان: يختص حكم التحريم بالأمور المتعلقة بالأسنان فيما يتعلق بتغيير خلق الله، كما ورد في قوله تعالى: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) [سورة النساء: 119]، أما ما يتعلق بالأمور الضرورية مثل وضع تقويم الأسنان للتخلص من العيوب، فالأمر مباح ولا بأس به، ولا يكون حكمه التحريم، لأنّ الغاية منه التخلص من العيوب وليس زيادة الجمال^[٤].
• حكم وشر الأسنان: يُعرف وشر الأسنان تحديدًا من أجل الحصول على الفلج المباح والمحمود، وهو ما يُطلَق على برد المنطقة ما بين الأسنان الرباعية وبين الثنايا، وهو حرام لما فيه من تبديل لهئية خلق الله إن فُعل بهدف الزينة^[٥].
• حكم تقويم الأسنان: يوجد حكمان لوضع تقويم الأسنان كما قال ابن عثيميي -رحمه الله-؛ الحكم الأول إن كان وضع التقويم لغاية تصليح عيب ما في الأسنان، مثل: بروز ثنايا أسنانه أو غيرها وتُظهره قبيحًا، فوضعه مباح ولا بأس من تعديل الأسنان، فقد ورد في حديث عن شعيب الأرناؤوط، (رخَّصَ لِعَرْفجةَ بنِ أسعَدَ لمَّا قُطِعَ أنْفُه يومَ الكُلَابِ، واتَّخَذَ أنْفًا مِن وَرِقٍ، فأنْتَنَ عليه، فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَتَّخِذَ أنْفًا مِن ذَهبٍ) [تخريج زاد المعاد | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، أما إن كانت الغاية منه زيادة الجمال أو التجميل فهو محرّم ولا يُباح إجراؤه^[٦].
• حكم تغليف الأسنان بالسيراميك:لا يوجد دليل شرعي لحرمة تغليف الأسنان بالسيراميك، والأصل به الجواز، لعدم حاجة الأسنان للبرد، ولا يُعد وضعه من الأمور التي تُغير خلقة الله، فهو يُبقي على الخلقة ولا يُغيرها، ولأن تلك الأغلفة غير ثابتة، ومن الممكن إزالتها، لكن يشترط ألا يكون في تلك الأغلفة أي غش أو ضرر، وألا يؤثر تركيبها على الطهارة^[٧].

برد الأسنان

تعرف عملية برد الأسنان بعملية تغيير مظهر الأسنان تغييرًا طفيفًا، خصوصًا إن كانت الحواف غير متساوية الأطوال للأسنان الأمامية، ويستخدم طبيب الأسنان هذه الطريقة لتحسين مظهر الأسنان، كما تُستخدم من أجل تشكيل مينا الأسنان لجعلها أكثر تناسقًا مع مظهر السن، ومن أجل هذه العملية يُستخدم قرص رملي أو جهاز خاص للتخلص من كمية بسيطة من مينا الأسنان ما بين مليمتر إلى 2 مليمتر فقط، كما يُمكن برد الأسنان الطويلة لتصبح أقصر، وقد يساعد برد الأسنان في الحصول على ابتسامة للمنطقة السفلية من محيط الشفاة، وتتم هذه العملية في فترة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة، وهي سريعة وغير مؤلمة، إلا أنها قد تُسبب حساسيةً بسيطةً لعدد بسيط من المرضى، ومن الممكن أن يضع الطبيب مادة الفلورايد لتقوية الأسنان والتخلص من الحساسية، ولا يُعد برد الأسنان من الأمور التي قد تُسبب الضرر على المدى الطويل^[٨].

برد الأسنان من الخيارات الفعالة وغير المكلفة، وهو من التقنيات الجمالية التي تُستخدم من قبل طبيب أسنان تجميلي، وتُستخدم فقط عند خلو الأسنان من الكسور، ومن الممكن برد الأسنان بالحفر أو باستخدام تقنية الليزر، فيُصوِّر الطبيب الأسنان صورةً بالأشعة السينية للتأكد من لب الأسنان ومن عظام السن، وبعد الانتهاء من عملية برد الأسنان يجب الاهتمام بها ورعايتها، وتجنب قضم الأظافر، أو تناول الأطعمة الصلبة، أو عض الأقلام، أو فتح العلب بالأسنان، وذلك للتقليل من خطر تكسرها، كما يجب غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين كل يوم، والابتعاد عن تناول الشاي، والقهوة، والتدخين^[٩].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Picture of the Teeth", webmd, Retrieved 19-12-2019. Edited.
2. ↑ "حكم برد الأسنان لإزالة عيب", islamweb,16-4-2013، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
3. ↑ "حكم برد الأسنان", islamqa, اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
4. ↑ "حكم تقويم الأسنان وتركيب الأسنان الاصطناعية", islamweb, اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
5. ↑ "كتاب: الموسوعة الفقهية الكويتية ", اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
6. ↑ "حكم تقويم الأسنان وتركيب الأسنان الاصطناعية"، islamweb، 13-5-2008، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
7. ↑ "حكم تزيين الأسنان بالسيراميك"، islamweb، 1-4-2013، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
8. ↑ Dr. Supriya Verma, American Dental Association، RealAge، "What is tooth shaping?"، sharecare, Retrieved 19-12-2019. Edited.
9. ↑ "What is Teeth Reshaping?", wmsmile, Retrieved 19-12-2019. Edited.