محتويات
هل يجب الاستنجاء عند كل وضوء؟
لا يُشترط الاستنجاء عند كل وضوء، ولكن يُشترط الاستنجاء بعد التبّول والتغوّط لإزالة أثارهما قبل الوضوء، أمّا غير ذلك ممّا يُنقض الوضوء فلا استنجاء فيه، مثل إخراج الريح أو النوم أو أكل لحم الجمل وغيرها، ولكن يجب إتمام الوضوء الشرعي كما أمرنا به الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم، من غسل اليدين والمضمضة والاستنشاق والوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرأس مع الأذنين، والانتهاء بغسل القدمين مع الكعبين، ورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[١][٢].
متى يجب الاستنجاء؟
الاستنجاء هو التخلُّص ممّا خرج من السبيلين، ويُقصد بهما القبل والدبر، إمّا بالماء أو الحجر ونحوه، وحكمه واجب، وفيما يلي ذكر الحالات التي يجب الاستنجاء فيها[٣][٤]:
- الاستنجاء بعد التبّول أو التغوّط؛ فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: (مُروا أزواجَكنَّ أنْ يَغسِلوا عنهم أثَرَ الغائِطِ والبَولِ؛ فإنِّي أسْتَحْييهم، وإنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَفعَلُه. قال بَهزٌ: مُرْنَ أزواجَكنَّ)[٥] ويجوز الاستنجاء بعد التبّول بغسل مكان البول فقط أو مسحة بثلاثة أحجار دون غسل الدبر، وكذلك الأمر في حال التغوّط فقط؛ إذ يجب غسل مكان التغوّط ومسحه.
- الاستنجاء بالماء عند تجاوز الغائط أو البول محلّه المُعتاد، ولا يجوز الاستنجاء بالحجارة أو نحوها فقط في هذه الحالة بل يجب إتباعه بالماء، فالهدف منه إزالة أثار النجاسة كاملةً سواء أكانت على الدبر أو القبل.
- الاستنجاء في الحالات التي يُشترط فيها الطهارة، كالوضوء للصلاة لإزالة ما يخرج من بين السبيلين، ويرى المذهب الحنبلي أنّه شرط لصحّة الوضوء، وقال الإمام النووي: في كتابه المجموع أنّه: (لا يجب الاستنجاء على الفور، بل يجوز تأخيره حتى يريد الطهارة أو الصلاة)، أمّا الاستنجاء عندما يبطل الوضوء بسبب خروج الريح فلا يجوز، وفعله يُعدّ من البدع.
آداب الاستنجاء
تُوجد العديد من الآداب التي يجب الالتزام بها عند الاستنجاء، وفيما يلي بعضها[٦]:
- التسمية والاستعاذة بالله تعالى؛ ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ، وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ)[٧].
- تجنّب مسّ الذّكر باليد اليمنى، ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال:(إِذَا بَالَ أحَدُكُمْ فلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بيَمِينِهِ، ولَا يَسْتَنْجِي بيَمِينِهِ، ولَا يَتَنَفَّسْ في الإنَاءِ)[٨].
- غسل اليدين بالماء مباشرةً بعد الخروج من الحمام.
- اختيار مكان بعيد عند قضاء الحاجة في أماكن مُخصصةً لذلك، إضافةً إلى عدم جواز قضاءها في أماكن جلوس الناس من ظلّ أو طريق أو في الماء الراكد.
- عدم إدخال الأشياء التي تحتوي على اسم الله جل جلاله إلى الحمام كما هو الحال في بعض حليّ النساء إلا في حال مخافة سرقتها مع مراعاة إبعادها عن دورة المياه قدر المستطاع.
آداب قضاء الحاجة المستحبة للمسلم
تُوجد العديد من آداب قضاء الحاجة المُستحب للمسلم أدؤها، وفيما يلي أهمها[٩]:
- التسمية عند دخول الخلاء لقضاء الحاجة، وقول (غفرانك) عند الخروج منه.
- الدخول بالقدم اليُسرى، والخروج بالقدم اليُمنى.
- تجنّب استقبال القبلة عند الاستنجاء أو قضاء الحاجة.
- أخذ الحيطة والحذر لمنع البول من الوصول إلى الملابس وتنجيسها.
- يُكره التكلّم أو الحديث داخل الخلاء أو الحمام.
المراجع
- ↑ سورة المائدة، آية:6
- ↑ "هل يشترط الاستنجاء لكل وضوء؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
- ↑ "الاستنجاء لا يلزم إلا بعد التبول والتغوط"، إسلام ويب، 2001-07-31، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
- ↑ "الاستنجاء.. حكمه.. موجباته.. وما لا يُستنجى منه"، إسلام ويب، 2019-05-28، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:25378، حكم خلاصة المحدث صحيح.
- ↑ صلاح نجيب الدق (2017-02-24)، "أحكام الاستنجاء وآدابه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:606، حكم خلاصة المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:154، حكم خلاصة المحدث صحيح.
- ↑ "ماهي الأعضاء التي يجب غسلها عند الاستنجاء"، الإسلام سؤال وجواب، 2001-04-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.