حديث عن قطع الرحم

حديث عن قطع الرحم

حديث عن قطع الرحم

روي عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ)[المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، و عن عبدالرحمن بن عوف - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: (قال اللهُ تعالى: أنا خلقتُ الرَّحِمَ ، وشقَقْتُ لها اسمًا مِنِ اسمِي ، فمَنْ وصلَها وصلْتُهُ ، ومَنْ قطعَها قطعتُهُ ، ومَنْ بتَّها بتتُّهُ) [المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١][٢].


عقوبة قاطع الرحم

أمرَ الله بوَصْلِ الرّحم وحذَّر من قطيعتها، وأمر بالبرِّ والإحسان ومحبة الأرحام، فإنَّ لقطيعة الرَّحِم شُؤم وخرابٌ عظيم، وسبب لعقوبات معجّلة في الدنيا قبل الآخرة، ومن عقوبات قاطع الرحم[٣]:

  • العقاب باللعنة والطرد من رحمة الله، وبعمى البصر والبصيرة؛ أي لا يستفيد بما يسمع ويرى من آيات الله، قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:22-23].
  • الحُكم عليه بالفسق والخسارة، لأنّه قطع ما أمر الله بوصله، ومن ذلك صلة الرحم، قال الله تعالى: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة:26-27].
  • تعجيل عقوباته في الدنيا قبل الآخرة، فيُلاقي شؤم قطيعته في حياته، مع ما يُدّخر له من العقوبة في الآخرة، عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)[المصدر: سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
  • عدم رفع أعمال قاطع الرحم إلى الله، فلا يقبل له عمل ولا يُجازى عليها بالثواب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن أعمال بني آدم تعرض على الله تعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)[المصدر: الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الحرمان من دخول الجنة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ. قالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قَطعُ وصل القاطع مع ربِّ العالمين؛ فالجزاء من جنس العمل، إذ يصل الله الواصل لرحمه ويقطع من قطع وصلها، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


فضل صلة الرحم

لصلة الرحم فضائل عظيمة، نذكر منها[٣]:

  • علامة على الإيمان، فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يقطع رحمه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه...) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • البركة والبسط في الرزق والعمر، فالواصل لرحمه يزيد الله في عمره ويؤخر أجله، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • صلة الله تعالى بواصل الرحم وإكرامه بالخير والإحسان، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الفوز بالجنة ونعيمها، فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنّه جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْنِينِي مِنَ الجَنَّةِ، ويُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قالَ: (تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ ذا رَحِمِكَ). فَلَمَّا أدْبَرَ، قالَ رَسولُ اللَّهَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: (إنْ تَمَسَّكَ بما أُمِرَ به دَخَلَ الجَنَّةَ). وفي رِوايَةِ ابْنِ أبِي شيبَةَ: (إنْ تَمَسَّكَ بهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • طاعة أوامر اللّه تعالى وتنفيذها بوصل بما أمر بوصله للفوز بثنائه في القرآن، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} [الرعد:21].
  • تحقيق الرفعة والإكرام للواصل، وانتشار المحبة بين الأرحام وبذلك تُجلَب المودة وتكثُر المسرَّات.


هل على المرأة صلة رحمها؟

إنّ صلة الرحم غير مختصة بالرجال بل تشمل الرجال والنساء، فعلى المرأة أن تصل رحمها بما أباح الله وشرَّع، ومن ذلك خروج المرأة لأعمال البرِّ في زيارات وفق الآداب الشرعية، كما على المرأة أن تصل رحمها بدءًا من الأقرب فالأقرب؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله معاوية بن حيدة القشيري قال: (قلتُ : يا رسولَ اللهِ من أبَرُّ ؟ قال : أمَّك قال: قلت ُ: ثمَّ من؟ قال أمَّك قال : قلت: ثمَّ من؟ قال: أمَّك قال: قلتُ: ثمَّ من؟ قال ثمَّ أباكَ، ثمَّ الأقربَ، فالأقربَ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن]، إضافةً إلى أنّ صلة الرحم لا تسلتزم الخروج من البيت؛ إذ لصلة الرحم درجات بعضها أرفع من بعض، كالكلمة الطيّبة، والصدقات ومواساة الفقير، ونصرة المظلوم وإعانته على الظالم، وستر الغير، وإعانة المريض والدعاء له بظهر الغيب، وتعليم الجاهل، ومن يرتكب المعاصي بالنصح والوعظ والتذكير باللّه جل وعلا، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وإلى غير ذلك من الأعمال، فجميعها من صلة الرحم التي تنفع بها المرأة أرحامها في الدّين والدّنيا[٤].


المراجع

  1. "الموسوعة الحديثية"، الدّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
  2. "الموسوعة الحديثية"، الدّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
  4. "توجيه حول صلة المرأة لأرحامها"، الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :