حديث من قال لا اله الا الله

حديث من قال لا اله الا الله

حديث من قال لا إله إلا الله

عن أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما مِن عَبْدٍ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ علَى ذلكَ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ قُلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ قُلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ قُلتُ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ علَى رَغْمِ أنْفِ أبِي ذَرٍّ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].


فضل قول لا إله إلا الله

بيّن الحديث الشريف أهمية المداومة على قول (لا إله إلا الله)، فهي من أفضل أنواع الذكر، وهي الشهادة التي يدخل بها الإنسان في دين الإسلام، كما إنّها ركن الدين الأول، وعنوان التوحيد، فلا معبود في هذا الكون إلا الله، ولا خالق ولا رازق ولا معطي ولا مانع سواه، وهي مفتاح الجنة إذ لا تصحُّ العبادات من صلاة وزكاة وصوم بدونها، فليس هناك أعظم من (لا إله إلا الله) ذلك أنّها كلمة التوحيد والفرقان بين الشرك والإسلام‏‏، والمقصود بها التسليم القلبي والعقلي بأنّ الله تعالى وحده لا شريك له مما يوجب الإتيان بجميع أوامره وترك كلِّ نواهيه، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ}[النحل 2]، وقد وضَّح الحديث الشريف فضل قول (لا إله إلا الله)، ونعرض ذلك فيما يلي[٢][٣]:

  • عصمة مال ودم قائلها.
  • قولها من أفضل الذكر، وهي أول ما دعى إليه الرسل.
  • قولها والإيمان بها سبب لفي دخول الجنة، بل إنّها تفتح لصاحبها أبواب الجنة الثمانية ليدخل من أيّها شاء.
  • موجبة لشفاعة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
  • سببًا لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
  • العتق والنجاة من النار.
  • الأمان من وحشة القبر وهول الحشر.


آثار قول لا إله إلا الله

إنَّ قول لا إله إلا الله بصدق وإخلاص إلى جانب العمل بها ظاهرًا وباطنًا عملًا يؤجر عليه المسلم، إذ يعود هذا الذكر على الفرد والجماعة بعدة آثار حميدة، من أهمها[٣]:

  • إمداد المسلمين بالقوة والثبات؛ وذلك لاتحادهم جميعًا على دين وعقيدة واحدة، فيثبِّت الله خطاهم وينصرهم على أعداء الإسلام، إذ قال تعالى في كتابه الكريم: {... هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏}[الأنفال: 62-63]، فباختلاف العقيدة يحصل التفرق والنزاعات بين الأقوام والشعوب؛ ومصداق ذلك قوله تعالى: ‏{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ...} [الأنعام: 159]، وقوله أيضًا: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ‏} [المؤمنون: 53]، فلا يجمع الناس ويوحدهم معًا سوى العقيدة التي تدلُّ عليها مضمون كلمة التوحيد. ‏
  • سيادة الطمأنينة والأمن بين أفراد المجتمع الذي يتبع أفراده عقيدةً واحدةً وهي عقيدة التوحيد، وذلك لأن كل فرد يعلم الحلال من الحرام، فيحلِّل لنفسه ما أحله الله، ويحرم عليها ما حرَّمه الله عليه اتباعًا لأوامر عقيدته، إضافةً إلى ابتعاد هؤلاء الأفراد عن الظلم والعدوان وميلهم إلى المحبة والتعاون اتباعًا لأوامر الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، فعودةً إلى حال العرب قبل الإسلام، فقد كانوا أعداءً يفتخرون بالقتل والسرقة وغيرها من الأفعال البشعة، وبعد مجيء عقيدة التوحيد التي ألَّفت بين قلوبهم، أصبحوا أخوةً متحابين ومتعاونين، قال تعالى: {... وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا...} [آل عمران: 103].
  1. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-14. بتصرّف.
  2. يوسف المطردي (25/10/2017)، "فضل لا إله إلا الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-23. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعد بن عبد الله البريك (8/5/2014)، "لا إله إلا الله فضلها وآثارها"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-14. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :