حديث شريف صحيح

حديث شريف صحيح

الحديث الصحيح

إن العلوم المتخصصة بالحديث الشريف من أعظم ما تحتويه الشريعة الإسلامية من علوم، فعلم الحديث يقوم على الغايات العظيمة، والأغراض الكريمة، إذ إنه من الأسباب التي ساهمت في حفظ الدين الإسلامي من الضياع والتحريف، والتشكيك، إذ اختص هذا العلم بتقسيم الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب صحّتها، وموثوقيتها، فميّزت بذلك الحديث الصحيح من السقيم، ولولا هذا العلم الجليل لاختلط الصحيح بالضعيف، والحسن بالموضوع، وللتبست على الأمة الإسلامية شرائع ديانتهم، ولعل أعلى درجات هذا العلم ما يُعرف بالحديث الصحيح، وهو ما عرّفه ابن صلاح رحمه الله بقوله ( الحديث المسند، الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذا ولا معللا) [ من مقدمة ابن صلاح: ص12]، وأكد على ذلك ابن كثير في قوله: ( هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط، حتى ينتهي إلى رسول الله -صلى اله عليه وسلم- أو إلى منتهاه من صحابي أو من دونه ولا يكون شاذا ولا معللا بعلة قادحة) [ من كتاب اختصار علوم الحديث: ص22]، وقد أفاد الكثير من علماء الحديث بتعريفاتهم للحديث الصحيح، فمنها ما جاء مختصرًا ومنهم من أسهب في شرحه، والخلاصة من هذه التعاريف، أنه الحديث الذي اتصل سنده بالرواة الثقات حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل أن الكثير من هذه الأحاديث قد وصلتنا عبر تلك السنوات الطوال ليتسنى لنا معرفة أمور الدين على وجهها الحقيقي، وفي هذا المقال سنذكر شروط الحديث الصحيح، إضافة لبعض الأحاديث الصحيحة[١].


حديث شريف صحيح

مما لا شك فيه أن الجنّة هي غاية كل مسلم ومسلمة، فهي الدار الحُسنى، والمقامة الفُضلى، وفيها من الخير ما لم تعرفه أحلام البشر وقلوبهم، علاوةً على ذلك فإن فيها النعمة العُظمى وهي رؤية وجه ربّ العالمين وما أكرمها من نعمة، وقد ورد في وصف الجنّة ونعيمها الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة، نذكر منها ما يأتي:[٢]

  • روى صهيب بن سنان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تلا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ هذهِ الآيةَ { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقالَ إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ نادى منادٍ يا أهلَ الجنَّةِ إنَّ لكُم عندَ اللَّهِ موعِدًا يريدُ أن ينجزَكُموهُ فيقولونَ وما هوَ ألَم يثقِّلِ اللَّهُ موازينَنا ويُبيِّضْ وجوهَنا ويدخلْنا الجنَّةَ وينجِّنا منَ النَّارِ قالَ فيَكشفُ الحجابَ فينظرونَ إليهِ فواللَّهِ ما أعطاهمُ اللَّهُ شيئًا أحبَّ إليهم منَ النَّظرِ - يعني إليهِ - ولا أقرَّ لأعينِهِم) [صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قلنا: يا رسولَ اللهِ حدِّثْنا عن الجنَّةِ ما بناؤُها؟ قال: لبِنةُ ذهبٍ ولبِنةُ فضَّةٍ ومِلاطُها المِسكُ وحصْباؤُها اللُّؤلؤُ والياقوتُ وتُرابُها الزَّعفرانُ من يدخُلُها ينعَمُ ولا يبأسُ، ويخلُدُ لا يموتُ، لا تبلَى ثيابُه، ولا يفنَى شبابُه) [الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ في الجنةِ مِائةَ درجةٍ أعدَّهَا اللهُ للمجاهدِينَ في سبيلِ اللهِ ، ما بين الدَّرجتيْنِ كمَا بين السماءِ و الأرضِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فسَلُوهُ الفِردوْسَ، فإنَّهُ أوسَطُ الجنةِ وأعلى الجنةِ، وفوْقَهُ عرشُ الرحمنِ، ومِنهُ تفَجَّرُ أنْهارُ الجنةِ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ ما بيْنَهُمْ قالوا يا رَسولَ اللَّهِ تِلكَ مَنَازِلُ الأنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قالَ: بَلَى والذي نَفْسِي بيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا باللَّهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها ويَشْرَبُونَ، ولا يَتْفُلُونَ ولا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ قالوا: فَما بالُ الطَّعامِ؟ قالَ: جُشاءٌ ورَشْحٌ كَرَشْحِ المِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ والتَّحْمِيدَ، كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ. وفي رواية: بهذا الإسْنادِ إلى قَوْلِهِ: كَرَشْحِ المِسْكِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


شروط الحديث الصحيح

نظرًا للأهمية البالغة للحديث الصحيح وما يتصل به من أحكام فقد وضع علماء الحديث الشريف شروطًا ثابتةً لاعتماد الحديث على أنه ضمن الصحاح، حتى يتسنى لنا معرفة الوجه الحقيقي للدين الإسلامي بعيدًا عن المزايدات والمناقصات، والآراء الشخصية، وفيما يأتي تلك الشروط[٣]:

  • يجب أن يكون جمع رواة الحديث الصحيح يتصفون بالعدالة.
  • يجب أن يُتم رواة الحديث الصحيح ضبطه بالوجه الصحيح.
  • يجب أن يتصل السند من أول الروات وحتى آخرهم، أي أن كل راوٍ منهم يكون قد سمع من الذي فوقه.
  • يجب أن يكون الحديث سليمًا من الشذوذ في متنه وسنده، بما معناه أن لا يُخالف الراوي من هو أرجح منه.
  • يجب أن يكون الحديث خاليًا من العلل في سنده ومتنه، وتعني العلة أي سببٍ خفيّ يمكن أن يكون قدحًا في صحة هذا الحديث، والذي يطّلع عليه الأئمة العارفين بعلم الحديث.

وقد ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله إيجازًا بهذه الشروط إذ قال: (ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورًا، منها: أن يكون من حَدَّثَ به ثقةً في دينه، معروفًا بالصدق في حديثه، عاقلًا لما يحدث به، عالمًا بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمع، لا يحدث به على المعنى؛ لأنه إذا حدث على المعنى وهو غير عالم بما يحيل به معناه لم يدر لعله يحيل الحلال إلى حرام، وإذا أداه بحروفه فلم يبق وجه يُخاف فيه إحالته الحديث، حافظًا إذا حدث به من حفظه، حافظًا لكتابه إذا حدث من كتابه، إذا شرك أهل الحفظ في حديث وافق حديثهم، بَرِيًّا من أن يكون مدلسًا يحدث عن من لقي ما لم يسمع منه، ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يحدث الثقات خلافه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى من انتهى به إليه دونه) [ من كتاب الرسالة: 370-371]، ويُشار بأن بعض أئمة الحديث كان بينهم بعض الاختلافات في هذه الشروط، فمنهم من صحح بعض الأحاديث ومنهم من ضعّفها، ولكن بغير وجود علّةٍ ظاهرة، هذا والله أعلم.


المراجع

  1. "مباحث في الحديث الصحيح"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  2. "وصف الجنة"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  3. "شروط الحديث الصحيح"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :