طرق تدريس القران

طرق تدريس القران

القرآن الكريم

أنزل الله عز وجل القرآن الكريم ليكون دلالةً واضحةً ومعجزةً بيّنةً على صدق نبوة أشرف الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو أشرف كتاب أنزله الله عز وجل في شهر رمضان المبارك أعظم الشهور، وفي أعظم ليلة وهي ليلة القدر وفي مكة المكرمة أطهر بقعة في الأرض، وعلى الأمة الإسلامية خير الأمم باللغة العربية؛ ليكون منهاجًا للمسلمين وهدايةً لهم ليتلوا آياته ويتفكروا في معانيه، فمن تمسك به وحفظه؛ ربح وفاز وأفلح في الدنيا والآخرة ونال الأجر والتكريم والشرف من رب العالمين، ومن أهمله وجافاه فقد خسر وخاب وانحطت منزلته، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه: 124] ، فهو نور لمن استنار به ونجاة لمن اختاره وتمسك به، فقد وعد الله عز وجل أهل القرآن الذين يتلونه ويتدبرون معانيه ويستمعون إليه ويعلمونه للغير ويعملوا بما جاء به بالمنزلة الرفيعة والمكانة العالية؛ فهو ما يقرب العبد من ربه، وقد بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل القرآن ببشارة خاصة؛ إذ روى ابن ماجه في صحيحه عن أنس ابن مالك قال: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم؟ قالَ: هُم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)[الصحيح المسند| خلاصة حكم المحدث : صحيح][١].


طرق تدريس القرآن الكريم

سنتعرف على أربع طرق مُتبعة لتدريس القرآن وتعليمه وحفظه، كما سنذكر إيجابيات وسلبيات كل طريقة منها[٢]:


الطريقة الجماعية

تتطلب هذه الطريقة أن يكون الطلاب في مستوى واحد؛ فيقوم المدرّس باختيار آيات معينة من القران الكريم ثم يتلوها على مسامع الطلاب تلاوةً صحيحةً ومرتلةً، ثم يختار المعلم بعض الطلاب المميزين لإعادة تلاوة الآيات المختارة، ولهذه الطريقة العديد من الإيجابيات والسلبيات وهي:

  • الإيجابيات:
    • تشجيع الطلاب المماطلين في الحفظ على مسايرة زملائهم في الحفظ.
    • تسهيل حفظ الآيات نظرًا للتكرار الذي يسمعه الطالب من المعلم ومن زملائه الطلاب.
    • تمكين المعلم من متابعة مستوى جميع الطلاب في الحفظ والأداء والسلوك.
    • تسهيل استخدام الوسائل التي تساعد في توضيح أحكام التجويد وتنبيه الطلاب إلى الأخطاء التي يقعون بها.
  • السلبيات:
    • الحاجة إلى موارد بشرية ومادية أكثر.
    • عدم قدرة الطالب الذي اضطر للغياب عن الحلقة لظرف ما من مجاراة زملائه في الحفظ، وبالتالي تتراكم عليه الأجزاء؛ مما يشعره باليأس والإحباط الذي تكون نتيجته ترك حلقة التدريس.
    • عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
    • عدم إمكانية قبول أي طالب جديد بعد بدء الدراسة في الحلقة.


الطريقة الفردية

تعتمد هذه الطريقة على تشجيع المعلم للطلاب على تلاوة القرآن وحفظه دون أن يحدد لهم آيات معينة للحفظ؛ إذ تكون لهم الحرية في الحفظ؛ كل حسب وقته وقدراته، وتستخدم هذه الطريقة في التدريس للطلاب المتقدمين في الحفظ والطلاب المتمكنين من تلاوة القرآن الكريم، ولهذه الطريقة عدة إيجابيات وسلبيات وهي:

  • الإيجابيات:
    • إمكانية استقبال أي طالب جديد في أي وقت.
    • توفير الموارد البشرية والمادية.
    • مراعاة مستويات الطلاب في الحفظ.
    • نشر روح التنافس الإيجابي بين الطلاب فيتسابقون دومًا على الحفظ.
    • نشر روح التعاون عبر مساعدة الطلاب ذوي المستويات المتقدمة لزملائهم في المستويات الضعيفة.
  • السلبيات:
    • عدم قدرة المعلم في استيعاب جميع الطلاب على اختلاف مستوياتهم.
    • إصابة الطلاب الذين لم يستطيعوا مجاراة زملائهم في الحفظ بالإحباط.
    • عدم قدرة المعلم على متابعة جميع الطلاب.
    • تقصير العديد من الطلاب في الحفظ.


القراءة الترديدية

في هذه الطريقة يتلو المعلم الآيات القرآنية ثم يرددها الطلاب بعده، وتستخدم هذه الطريقة للطلاب الذين لا يستطيعون القراءة من القرآن أو الطلاب المبتدئين في الحفظ، وفيما يلي إيجابيات وسلبيات هذه الطريقة:

  • الإيجابيات:
    • تدريب الطلاب على القراءة الصحيحة للمصحف وتعليمهم أحكام التجويد وكيفية نطق الكلمات الطويلة والصعبة.
    • زيادة معرفة الطلاب بالعلامات الموجودة في القرآن مثل علامات السجدة والأحزاب والمد والوقف.
    • تمكين الطلاب الأميين من حفظ أجزاء من القرآن الكريم.
    • مساعدة الطلاب الذين يعانون من عيوب في النطق مثل الفأفأة والتأتأة في التخلص من هذه العيوب.
  • السلبيات:
    • عدم مراعاة مستويات الطلاب المتباينة
    • انزعاج باقي الحلقات من الصوت المرتفع للطلاب.
    • تلاشي أصوات الطلاب في المستويات الضعيفة خلف زملائهم في المستويات الأفضل فلا يرددون الآيات معهم.


الطريقة الجماعية الترديدية

تجمع هذه الطريقة بين الطريقة الجماعية والترديدية، وهي مناسبة للطلاب المبتدئين في الحفظ أو الذين لا يجيدون القراءة من المصحف، كما تكون هذه الطريقة في بعض الأحيان مناسبةً للطلاب المتقدمين في الحفظ، وتتلخص هذه الطريقة بما يلي:

  • يبدأ المعلم بمقدمة عن الآيات المطلوب حفظها وتكون هذه المقدمة إما حديث أو قصة أو تذكيرهم بثواب تلاوة القرآن؛ مما يشجع الطلاب ويزيد اهتمامهم وهمتهم في الحفظ.
  • يبدأ بعدها المعلم بتلاوة الآيات بصوت شجي مراعيًا أحكام التجويد، ثم يرددها الطلاب من بعده مع اختيار أماكن للوقف والابتداء.
  • يطلب المعلم من بعض الطلاب المتميزين بإعادة تلاوة الآيات بنفس طريقته وأسلوبه.
  • يستمع المعلم لتلاوة عدد آخر من الطلاب ليتأكد من مستوى استيعابهم.
  • يمنح المعلم فرصةً للطلاب لحفظ الآيات بشكل فردي.
  • يستمع المعلم للطلاب الذين استطاعوا حفظ الآيات أثناء وقت الحصة.
  • يستمع المعلم لبقية الطلاب في بداية الحصة القادمة.


كتب مهمة لتدريس القرآن الكريم

لخص الكثير من علماء الدين الكرام تجربتهم في تدريس وتعليم القرآن الكريم ودونوا تجاربهم في كتب لتفيد الراغب بتعليم القرآن الكريم ومن أبرز هذه الكتب[٣]:

  • كتاب فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية، للدكتور يحي الغوثاني.
  • كتاب حلقتي مميزة - فنون إدارة الحلقة القرآنية، للدكتور حسين بن علي الأشدق.
  • كتاب مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، للدكتور علي بن إبراهيم الزهراني.
  • كتاب وقفات لمعلم القرآن الكريم ـ أدابه وطرق تدريسه، للأستاذ أحمد بن عبد الله العمري.
  • كتاب التبيان في آداب حملة القرآن، للإمام النووي -رحمه الله-.


طرق لمساعدة الأطفال على حفظ القرآن الكريم

يوجد طرق وأساليب وعوامل عدة لترغيب الأطفال بالقرآن والإقبال على تلاوته وحفظه، ولعل أهم عامل في تحقيق ذلك الدعاء والتوكل على الله، ثم يأتي أسلوب الترغيب والتحبيب، ويليه دور الوالدين في أن يكونوا قدوةً حسنةً للأبناء، ثم يتوجب عليهم الصبر والتحمل ومتابعة أطفالهم للوصول إلى غايتهم، وفيما يلي بعض التوجيهات التي تساعد الأطفال على حفظ القرآن[٤]:

  • استماع الأم للقرآن في فترة الحمل: فقد أثبت العديد من العلماء أن الجنين يتأثر بجميع الحالات التي تمر بها الأم من غضب وفرح وحزن؛ فإن كانت الأم تكثر من تلاوة القرآن والاستماع إليه؛ فإن الراحة والسعادة التي تتسلل إلى قلبها سيشعر بها جنينها، وهذا ما أكده فضيلة الدكتور محمد النابلسي حين قال: " إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلًا متعلقًا بالقرآن".
  • قراءة القرآن والاستماع له في فترة الرضاعة: إذ ذكر العلماء أن الطفل الرضيع يتأثر بمحيطه، وتكون حاسة السمع بدأت في استقبال الأصوات المحيطة، ثم يخزنها في ذاكرته؛ لهذا عندما تقرأ الأم القرآن بصوت مسموع أو تستمع له؛ فإن ذلك يؤثر على الرضيع إيجابًا ويسهل عليه حفظ القرآن الكريم عندما ينمو ويكبر.
  • رواية قصص القرآن على للأطفال: إذا أجاد الأبوان رواية قصص القرآن لأطفالهم بأسلوب سلل ومحبب، وبين العبر المستفادة في كل القصة ثم ختمها بالآية التي وردت بها هذه القصة، فإن ذلك من شأنه تعليق الطفل بالقرآن وتسهيل حفظه.
  • إهداء الأطفال المصحف الشريف: إذ يعدّ المصحف من أجمل الهدايا التي يمكن أن تُقدم للأطفال؛ مما يجعلهم أكثر حبًا وتعلقًا به ومداومة على حفظ آياته.
  • اللجوء للوسائل الحديثة في المساعدة على الحفظ: فلا شك أن الأطفال يميلون إلى التكنولوجيا والوسائل الحديثة، ولكن يجب توظيف هذه الوسائل بشكل سليم؛ إذ أن العديد من هذه الوسائل تتيح للأطفال تسجيل تلاوتهم للقرآن ثم إعادة الاستماع إليها، كما توفر هذه الوسائل تعريف الطفل بالأخطاء التي وقع بها.
  • حث الأطفال على مشاهدة القنوات المختصة بالقرآن الكريم: لا سيما المسابقات المخصصة لحفظ القرآن؛ فعند مشاهدتهم لأطفال على هذه القنوات من نفس فئتهم العمرية يتنافسون ويتسابقون على حفظ القرآن؛ فإن ذلك يحفزهم على الحفظ والتفوق على من شاهدوهم خلف الشاشة.
  • مكافأة الطفل عند الانتهاء من ختم القرآن: إذ يحب الأطفال أسلوب الترغيب والتحفيز؛ فمن المهم إقامة احتفال صغير للطفل الذي أتم تلاوة جزء من القرآن ومكافأته بتقديم هدية يحبها، فهذا من شأنه أن يزيد تعلق الطفل بالقرآن والإقبال على تلاوته وحفظه بكل حب وشغف حتى يُكرر الاحتفال به.


المراجع

  1. الرهواني محمد، "القرآن الكريم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  2. الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور، "بعض الطرق المتبعة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  3. "كتب مهمة لمعلم القرآن "، islamqa، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  4. د. المصطفى إيدوز، [ https://www.alukah.net/social/0/41592/ "كيف أساعد أطفالي على حفظ القرآن الكريم؟"]، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :