كم عدد النوافل

كم عدد النوافل

النافلة

تُعرّف النافلة لغةً بالزيادة عن المقدّر، وفي الشرع هي عبادات زائدة عن الفريضة، وللنافلة أنواع منها نوافل مقيدة، كصلاة الخسوف والكسوف والضحى وقيام الليل والاستسقاء والرواتب المؤكدة قبل الصلوات المفروضة وبعدها وعددها اثنتا عشرة ركعةً، ومنها رواتب غير مؤكدة كالسنة القبلية لصلاة العصر وركعتان قبل صلاة المغرب وركعتان قبل العشاء، وتسمى نوافل مقيدة لأن لها وقتًا محددًا لأدائها، وتوجد نوافل مطلقة ولا تقتصر على وقت محدد وهي التي يستطيع الإنسان أن يؤديها في أي وقت عدا الأوقات المكروهة[١]، كما أن النوافل غير مقتصرة على الصلاة فقط، فيمكن أن يؤدي المسلم صيام نافلة، كصيام يومي الاثنين والخميس، وصيام ستة أيام من شوال، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وتسمى بالأيام البيض وهي الأيام التي تقع في منتصف الشهر الهجري[٢].


أنواع النوافل وعددها

ورد في كتب السنة وصفٌ لصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن الأحاديث النبوية ذكرت صفة صلاة الليل والقيام، وقد ورد أن عدد النوافل القبلية والبعدية للصلوات الخمسة التي كان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم 12 ركعةً ويقال لها السنن الرواتب وهي:

  • ركعتان قبل صلاة الفجر: وهي سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكان شديد المحافظة عليها ولها فضل عظيم، وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (لمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٣].
  • أربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها: وقد وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، وتُصلّى الركعات الأربع القبلية ركعتين ركعتين بين كل ركعتين تسليم، وركعتين بعد الفرض، عن عاصمِ بن ضَمْرةَ قال: (سألنا عليًّا عن صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم من النَّهارِ؟ فقال: إنَّكم لا تطيقونَ ذاكَ فقلنا: من أطاقَ ذاكَ منَّا، فقال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم إذا كانت الشمسُ من ههنا كهيئتِها من ههنا عند العصرِ صلَّى ركعتينِ، وإذا كانتِ الشمسُ من ههنا كهيئتِها من ههنا عند الظهرِ صلَّى أربعًا، وصلَّى أربعًا قبل الظهرِ، وبعدَها ركعتينِ) [شرح سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٢].
  • ركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء: وقد وردت في صحيح السنة، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ ، بني له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعًا قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ) [سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]، ووقت السنن الرواتب القبلية يكون بعد دخول وقت الصلاة يعني أنه لا يكون قبل الأذان وينتهي وقت السنن البعدية بخروج وقت الصلاة[٤].


صلاة الضحى وفضلها

صلاة الضحى من السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبدأ وقتها عندما ترتفع الشمس مقدار رمح، وينتهي قبل وقت صلاة الظهر بقليل، أقلها ركعتان، وأكثرها ثماني ركعات، ولها فضل عظيم ورد في السنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأحاديث[٥]:

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يُصبحُ على كلِّ سُلامَى من ابنِ آدمَ صدقةٌ، تسليمُه على من لقِيَ صدقةٌ وأمرُه بالمعروفِ صدقةٌ ونهيُه عن المنكرِ صدقةٌ وإماطتُه الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ وبضعةُ أهلِه صدقةٌ ويجزئُ من ذلك كلِّه ركعتانِ من الضُّحى) [سنن أبي داود| خلاصة حكم المحدث: سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].
  • (ما حَدَّثَنا أحَدٌ، أنَّه رَأَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هانِئٍ فإنَّها قالَتْ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • إذا صلى المسلم صلاة الضحى أكثر من ركعتين، فعليه أن يسلم بين كل ركعتين، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاةُ الليلِ والنهارِ مثنَى مثنَى) [خلاصة البدر المنير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


فضل النوافل

فضّل الله تعالى الفرض على النفل، وقد ورد في ذلك عدد من الآثار عن الصحابة رضوان الله عليهم، فعن عمر بن عبد العزيز أنه قال: (أفضل العبادة أداء الفرائض واجتناب المحارم)، وقد جعل الله تعالى لأداء النوافل واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أجرًا عظيمًا، ومما ورد في فضلها[٦]:

  • إتمام النقص الذي يحصل في الفرائض: فالمسلم عندما يؤدي الفريضة، قد لا يؤديها على أكمل وجه فينقص منها، وبذلك تكون النوافل جبرًا لهذا النقص.
  • حفظ النوافل طريق لحفظ الفرائض: فالمسلم عندما يعتاد أداء النوافل يصعب عليه تركها، ومن باب أولى يستحيل عليه ترك الفريضة حتى وإن قصّر في النافلة.
  • توصل صاحبها إلى الجنة: قال النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِبِلَالٍ: (عِنْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ يا بلَالُ حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلَامِ، فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ) قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِندِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، في سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • أجر النوافل عظيم عند الله تعالى: ولا تقتصر النوافل على السنن الرواتب للصلوات الخمس، بل تتعدى إلى نافلة الصيام والصدقة، ومما ورد في ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن صام رَمَضان ثم أتْبَعَه سِتًّا من شوَّالٍ، فكأنَّما صام الدَّهرَ) [ تخريج مشكل الآثار| خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم، لكنه موقوف].
  • أداء النوافل يغفر الذنوب ويقرب العبد من ربه: فالنوافل باب عظيم من أبواب التقرب إلى الله تعالى، وقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


المراجع

  1. "أنـواع ومـراتـب السنـن والـنـوافـل"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الأيام التي يشرع فيها صيام النافلة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  3. "باب تأكيد ركعتي سنة الصبح"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  4. "السنة الراتبة فضلها ووقتها"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  5. "صلاة الضحى...فضلها..ركعاتها..ووقتها"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  6. "النوافل طريق المحبة"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :