طريقة غسل الميت للنساء

طريقة غسل الميت للنساء

طريقة غسل الميت للنساء

لا تختلف كيفية غسل المرأة الميتة بخطوتها عن خطوات غسل الرجل الميت، ويعد وصياها وأقاربها من الدرجة الأولى من النساء أولى الناس بغسلها، ويجوز أن يغسلها زوجها أيضًا[١]، وفي ما يلي نذكر خطوات غسل المرأة بكافة تفاصيلها:[٢][٣]

  1. الالتزام بآداب وأحكام الغُسل، وأولها وجوب ستر العورة، وعورة المرأة على المرأة كعورة الرجل أثناء الغسل وهي ما بين السرة والركبة، ثم تُجرد من ملابسها وذلك استنادًا لحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في سؤال الصحابة لها عند غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم قالو: (واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا ، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ ؟)[٤]، كما يُستحب أن يكون الغسل بعيدًا عن عيون الناس، ويُكره لغير مغسلتها أن تحضر الغُسل.
  2. توضع المرأة الميتة على سرير أو على مكان مرتفع، ثم يُرفع رأسها ويقرب حيث موضع جلوسها ويُضغَط برفق على بطنها حتى يُعصر، ومن ثم يُكثر من صب الماء عندئذ.
  3. تلف مٌغسلتها خرقة من القماش على يدها ومن ثم تُنجى، أي يُغسلُ مخرجيها، ولا يحل اللمس من دون حائل، ويُستحب ألا يُلمس جسدها إلا بوجود حائل ما بين يد المُغسلة وجسم المرأة الميتة.
  4. تُوضأ المرأة ندبًا أي بالترتيب، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- للنساء اللاتي غسلنَ ابنته: (ابْدَأْنَ بمَيَامِنِهَا ومَوَاضِعِ الوُضُوءِ منها)[٥].
  5. الحرص على عدم إدخال الماء في فمها ولا في أنفها، وتُدخل المُغسلة إصبعين مبلولتين بالماء مع الحرص على تغطيتهما بخرقة فتُمسح أسنانها، وفي أنفها لتُنظف مخرجيه.
  6. تنوي مُغسلتها غسلها ومن ثم يُبدأ بالتسمية، ويغسل شعرها ورأسها برغوة السدر، عن طريق طحن أو دق السدر ووضعه في إناء فيه ماء، ثم يحرك بين الكفين حتى يُحدث رغوة، والهدف حتى لا يعلق شيء من السدر بشعرها ويصعب بعد ذلك إخراجه.
  7. يُغسل شقها الأيمن ثم الأيسر ثم يغسل كامل الجسم ثلاث أو خمس أو سبع مرات، بحسب ما يقتضيه الحال مع الحرص على الإيتار، أي أن يكون عدد الغسلات مفردًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك)[٦]، وفي كل غسلة تمرر المُغسلة يدها على بطنها.
  8. إضافة الكافور على الماء في الغسلة الأخيرة، وهو عبارة عن طيْب معروف أبيض يُدق ويضاف للماء وبه يتم تطييب الميت، ويطرد الهوام عن جسمها، ويمكن استخدام الصابون إن احتاج الأمر لذلك.
  9. تُقلم الأظافر ويُنشف جسدها بمنشفة، ويُظفر شعرها ثلاثة قرون ويسدل وراءها لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك.
  10. إن خرج شيء منها بعد الغسلات كاملة يُحشى مخرجها بقطن، ثم يغسل المحل وتُوضأ مرةً أخرى، وإن خرج شيء بعد تكفينها لا يُعاد الغُسل.


أحكام خاصة بغسل المرأة الميتة

ذُكر في قول أمِّ عطيَّةَ -رَضِيَ اللَّهُ عنها- أنّها قالت: (تُوُفِّيَتْ إحدى بناتِ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فأتانا النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، بمَاءٍ وسِدْرٍ، واجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فألْقَى إلَيْنَا حِقْوَهُ، فَقالَ: أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ. فقالَ أَيُّوبُ: وحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بمِثْلِ حَديثِ مُحَمَّدٍ، وكانَ في حَديثِ حَفْصَةَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا. وكانَ فِيهِ: ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا. وكانَ فيه: أنَّهُ قالَ: ابْدَؤُوا بمَيَامِنِهَا، ومَوَاضِعِ الوُضُوءِ منها، وكانَ فِيهِ: أنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قالَتْ: ومَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ)[٧]، ومن هذا الحديث نستنبط الأحكام الخاصة بغسل المرأة الميتة وهي:[٨]

  • تغسيل النساء للنساء.
  • استحباب تسريح شعر المرأة الميتة وجعلة ثلاث ضفائر خلفها.
  • الحرص على غسل المرأة الميتة أكثر من مرة شريطة أن يُحافظ على الإيتار، وهو أن يكون عدد الغسلات مفردًا.
  • أن يكون الغسل بالماء والسدر، مع إرفاق الكافور في آخر غسلة.
  • البدء بيمينها أثناء الغسل، والترتيب في توضئتها.
  • تكفين المرأة في ثوب الرجل.
  • التبرّك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم ولباسه.


هل يجوز أن يغسل رجل امرأة ميتة؟

يختلف الحكم كما يأتي:

امرأة أجنبية عنه

لا يجوز للرجل أن يغسل امرأة أجنبية عنه، ويعد هذا الأمر من المنكرات، والمرأة الأجنبية عنه هي كل أمرأة لم تكن أمه ولا زوجه ولا أخته، والواجب أن تُغسل من قبل النساء، وإن فعل فعليه التوبة إلى الله من هذا الذنب، فالنساء لا يُغسلنّ إلا من قِبل نساء، إلا الزوجة فيجوز لزوجها أن يُغسلها ولا بأس في ذلك، إضافةً للأمة المملوكة التي تحل لسيدها فيمكن أن يُغسلها، أما غير ذلك فلا يجوز أن يغسل المرأة الميتة رجلُاً ولو كان محرمًا لها أي أبوها، أو أخوها، أو عمها، فليس لهم في تغسيلها.[٩]


امرأة من محارمه

لا يجوز للرجل أن يغسل المرأة ولو كانت أمه أو أخته أو ابنته، فقط يمكنه أن يُغسل زوجته أو السرية (الأمة) المملوكة لأنه يملكها ملكًا شرعيًا ولأنه يُباح له جماعها، وما عداهما من النساء فليس للرجل تغسيلهن، وإن لم توجد أي من النساء وكان للرجل امرأة من محارمه متوافاة، فعليه بالتيمم أي يمسح وجهها ويديها بالتراب، وييممها وهذا يكفي.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "حكم تغسيل الرجل من مات من محارمه"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. بتصرّف.
  2. "كيفية غسل وتكفين الميت والشروط المطلوبة في المغسّـل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. بتصرّف.
  3. "المرأة الميتة كالرجل في الغسل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3141 ، حسن.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:167، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:1254 ، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:1254 ، صحيح.
  8. "المطلب الرابعُ: صِفَةُ غُسْلِ المَيِّت وأحكامُه"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. بتصرّف.
  9. "حكم تغسيل الرجل للمرأة الأجنبية المتوفاة"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :