الموت حق
جعل الله تعالى الموت حقًّا على كل نفس، ولن يستطيع أي مخلوق النجاة منه، وفيه طمأنة بلقاء الله وعدل الثواب والعقاب، ولقد كلّف الله الجميع بالعبادة والطاعة قبل قدوم الأجل، والإكثار من الأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرمات، وأن يكون الموت حاضرًا في ذهنهم دومًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذات"، وللميّت في الإسلام حقوق قد كفلها، مثل: غسله وتكفينه ودفنه، وسنتناول في هذا المقال كيفية غسل الميت وتكفينه.
غسل الميت وتكفينه
يُعد غسل الميّت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فرض كفاية؛ إذا أَدّاه بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين، وهو مهم لعدم إيذاء حامليه والمصلّين عليه، كما أنّ فيه تهيئةً معنويةً للناس لانتقاله إلى دار الحق. ويُغسّل الميت من أطرافه اليمنى إذ يُوضع على ظهره، ويُبدأ غسله من الجنب الأيمن، ويجب اتّباع الخطوات التالية بالترتيب[١]:
- إغماض عيني الميت؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أغمض عينَيْ أبي سلمة رضي الله عنه وقال: (إنّ الروح إذا قُبض تبعه البصر) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تنجية الميت وغسل فرجه، وذلك بعد أن يلف الغاسل يده بخرقة أو قفاز، ودون أن يرى عورة الميت أو يمسّها في حال كان عمر الميت سبع سنين فأكثر.
- البسملة ثم توضئة الميت كوضوء الصلاة، ومسح أسنانه، ويستحب في ذلك الغسل برغوة السدر.
- البدء بغسل الكف الأيمن وفركه بالصابون إلى أسفل الإبط ثم إلى الورك والفخذ طولًا مع السّاق إلى أسفل القدم اليمين.
- غسل مواقع الوضوء من القبل والدبر.
- غسل الرّأس والوجه شرط أن يكون الرّأس مرفوعًا وذلك حتى يتسنّى للماء الخروج من الأنف والفم لتطهيرهما.
- غسل الجانب الشّمال والأضلع إلى الورك والفخذ، واستكمال غسل الظهر كاملًا والفخذ إلى أسفل القدم الشمال.
- سكب الماء على الجسد عامةً حتى يتطهّر من الصابون، كاملًا.
- تجفيف الجسم والرّأس من الماء.
- البدء بالتكفين واستخدام الروائح الطيبة على الكفن، ويجب الحرص على عدم استخدام العطور ذات الروائح النفّاثة القوية المؤذية في الشم؛ بل العطور هادئة الرائحة.
- الحرص على تليين مفاصل الميت لكي لا تتصلب بتحريكها، ووضع ثقل على بطنه حتى لا ينتفخ.
- تغطية الميت بثوب يستر جميع بدنه؛ لقول عائشة رضي الله عنها :"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفى سُجِّي ببُرد حَبره".
- تكفين الرجل بثلاث لفائف بيضاء، وذلك مستحب؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كُفّن في ثلاث لفائف بيض، تُطيّب بالبخور، وتُبسط بعضها فوق بعض، ويُجعل الطيب فيما بينها، ثم يوضع قطن مطيَّب بين إليتي الرجل حتى لا تخرج منه رائحة كريهة.
- تكفين المرأة في خمس أثواب، وهي الإزار الذي يكون أسفل البدن، والخمار الذي يغطي الرأس، والقميص أو الثوب مفتوح الجانبين، ولفافات تعم جميع الجسد.
يستحب في غُسل الميت أن يكون المغسّل من أقربائه؛ فالأولى في غسل الرجل الميت أن يُغسِّله من أُوصِيَ بتغسيله إن كان الميّت قد وصّى بذلك، وإن لم يوص يغسله أبوه، ثم ابنه، ثم أقرب أقربائه، والأولى في غُسلِ المرأة أن تُغسِّلها من أُوصيت بتغسيلها إن كانت الميتة قد وصّت بذلك، وإن لم تُوصِ فتغسِّلها أمها، ثم ابنتها، ثم أقرب أقربائها. ويجب على المغسِّل أيضًا أن يحفظ عورة الميّت ويكتم ما رأى منه ويستره إن لم يكن حَسنًا، كحال وجهه مثلًا، أو آثار جسده ونحو ذلك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من غسّل مسلمًا فكتم عليه، غفر الله له أربعين مرةً) [ أحكام الجنائز| خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم]. وتجدر الإشارة إلى أنه يحرم أن يُغسِّل المسلمُ الكافرَ أو يدفنه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]؛ فنُهيَ النبي عن الصلاة على الكافر، ونهي عمّا دونها.
المراجع
- ↑ "كيفية غسل وتكفين الميت والشروط المطلوبة في المغسّـل"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2020. بتصرّف.