دروس وعبر دينية

دروس وعبر دينية

ماذا نستفيد من الدروس الدينية؟

الدروس الدينية هي مواعظ وعبر قصيرة، تُلقى أمام جماعة قليلة من الناس، والدروس الدينية مختلفة عن الخطبة والمحاضرات في أسلوبها وعدد الحضور، ولا شك في أن هذه الدروس لها فوائد عظيمة، فهي تربط المستمعين لها بالمسجد، وتجعلهم يعيشون في أجوائه حيث تعمهم السكينة وتغشاهم الرحمة كما جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن الدروس الدينية فرصة للداعي للتعرف على أحوال الناس ومخاطبتهم بمعاني الدين الحنيف ودعوتهم إلى الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وفرصة لتعليمهم آداب الشريعة الإسلامية وطريق التقوى والصلاح ليكونوا أفرادًا نافعين في مجتمعاتهم[١].


دروس وعبر دينية

إن إعداد المدرس للدرس الذي سيقدمه لطلابه، واستعمال الشواهد في مكانها الصحيح دون تكرار، والوضوح والبيان تجعل الدرس أقرب إلى قلوب المستمعين وأفهامهم[١]، وهذه بعض الدروس والعبر المستفادة من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقصص القرآن:


دروس وعبر من صلح الحديبية

فيما يأتي عرض لأبرز الدروس والعبر المستفادة من صلح الحديبية[٢]:

  • الانقياد والطاعة للرسول -صلى الله عليه وسلم- بكل أمر، فالصحابة الذين كرهوا الصلح في بداية الأمر، ندموا بعد ذلك، ومنهم عمر -رضي الله عنه- وغيره من الصحابة، فكان يقول: فما زلت أصوم وأتصدق وأعتق من الذي صنعت، مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ.
  • ظهرت في صلح الحديبية قيمة المرأة في الإسلام، ومكانة الشورى، فقد استشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- زوجته أم سلمة -رضي الله عنها- عندما رفض الصحابة أن يتحللوا من الإحرام، فأشارت عليه أن يفعل هو فيقتدون به بعد ذلك، وفي هذا دليل على استحسان استشارة المرأة العاقلة صاحبة الفكر والرأي السديد.
  • في موقف الرسول- صلى الله عليه وسلم- عندما تحلل من إحرامه، دليل على أهمية القدوة في الإسلام، وخاصةً القدوة العملية.
  • يظهر في صلح الحديبية مدى محبة الصحابة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • ومن الدروس المهمة المستفادة من صلح الحديبية، أنه كان سببًا من أسباب فتح مكة، فقد سهل الطريق لاختلاط المسلمين بالكفار ودعوتهم إلى الإسلام، فازداد عدد المسلمين، فقد كان عدد الذين خروجوا إلى صلح الحديبية ألف وأربعمئة، وعدد المسلمين الذين خرجوا لفتح مكة عشرة آلاف، وكان ذلك في عامين فقط.


دروس وعبر من الهجرة النبوية

فيما يأتي عرض لأبرز الدروس والعبر المستفادة من الهجرة النبوية[٣]:

  • يتعلم المؤمن أن يحسن التوكل على الله عز وجل، فلا يدفع الضر إلا هو، ولا يجلب النفع إلا الله سبحانه، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنَّكم توَكلتُم على اللَّهِ حقَّ توَكلِه لرزقَكم كما يرزقُ الطَّيرَ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا) [مختصر المقاصد| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • يتعلم المؤمن الصبر في طريق الحق، حتى ينال النصر والتمكين، وهذا منهج الأنبياء، فقد واجهتهم المصاعب في طريق دعوتهم، كما واجهت المسلمين في مكة حتى أذن الله تعالى لهم بالهجرة إلى المدينة، فلقيهم الأنصار بصدور رحبة وقلوب مؤمنة أعانتهم في نشر الدعوة الإسلامية.
  • يتعلم المؤمن أن أنبياء الله تعالى ورسله مؤيدون بالمعجزات.
  • يتعلم المؤمن أن المرأة في الإسلام كان لها دور مشرف في الدعوة إلى الله تعالى، فقد استطاعت عائشة وأسماء ابنتا أبي بكر -رضي الله عنهم- أن تحفظا سر أبيهما والرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما خرجا إلى الهجرة.
  • يتعلم المؤمن أن الصداقة الحقيقية تظهر في الشدائد والصعاب، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي كان صاحب الرسول -صلى الله عليه وسلم بالهجرة، والذي كان يصدقه في كل أقواله وأفعاله، وقد خاف عليه في غار ثور عندما اختبئا من المشركين في طريق الهجرة، فقال: (يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه، لأبصرنا)، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


دروس وعبر من قصة أصحاب الكهف

فيما يأتي عرض لأبرز الدروس والعبر المستفادة من قصة أصحاب الكهف[٤]:

  • تقوى الله تعالى، واتباع الحق والجهاد في سبيله، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
  • لا بد للمسلم من الثبات على الحق حتى يلقى الله تعالى، وهذا هو الصبر العظيم الذي أوصى الله تعالى به في كتابه العزيز.
  • يتعلم المؤمن أن يثق بالله تعالى، ويحسن رجاءه ويعتمد عليه في شؤون حياته كلها، وهذا ما فعله أصحاب الكهف عندما طلبوا رحمة الله تعالى فحصلوا عليها.
  • يتعلم المؤمن أن الفوز لا تشترط فيه القوة البدنية، وإنما يكفي الاعتراف بقوة الله تعالى والإيمان بها، قال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18].
  • يعتزل المسلم مواطن الكفر وأصحابه ويرجو بذلك رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة، قال تعالى عندما وصف إبراهيم -عليه السلام-: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا}[ سورة مريم: 49].
  • فهم الغاية من ابتلاءات الله تعالى، فقد تكون لرفع الدرجات وتكفير السيئات، أو لإظهار إيمان العبد ومدى صبره، أو أنها تمحيص لما في قلب المؤمن، وعلى المؤمن اليقين بالله تعالى والصبر الجميل دون شكوى، وأن يتعلق قلب المسلم بالله تعالى فهو الوحيد القادر على كشف الضر.


من حياتكِ لكِ

إن الأحداث والمواقف التي تمرين بها في حياتكِ كثيرة، ومن الجميل أن تستفيدي من هذه المواقف وتأخذي منها الدروس والعبر، وإليكِ طريقة للاستفادة من الأحداث التي حولكِ[٥]:

  • استوعبي سنن الله تعالى في هذا الكون، وخذي العبرة وحاولي التفريق بين الخير والشر، واقتدي بأصحاب الخير والصلاح واتركي أصحاب الشر والخراب.
  • زكي نفسكِ بإصلاح أخطائكِ، ووظّفيها في بناء حياتكِ وصناعة مستقبلكِ.
  • حافظي على عقيدتكِ، وسمو أخلاقكِ مهما كانت حالتكِ، سواء أكنتِ في سراء أم ضراء، في البيت أم الشارع، في السلم أم الحرب، وهذا ما كان يفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، فقد عاشوا أيام الفتن والابتلاءات، ولكنهم استغلوا المواقف واستفادوا منها وضربوا أروع الأمثلة في الصبر والإيمان.


المراجع

  1. ^ أ ب "كيفية صناعة الدروس"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  2. "صلح الحديبية دروس وعبر"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  3. "الهجرة النبوية دروس وعبر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  4. "ثمرات في قصة أصحاب الكهف مع دروس وعبر"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  5. "الأحداث حولنا كيف نستفيد منها "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :