كيفية حفر القبر

كيفية حفر القبر

كيفية حفر القبر, وصفته في السنة

يجوز أن يُحفر للميت لحد أو شق في الأرض، واللحد هو أن يُحفر في الأرض بقدر قامة الرجل أو إلى صدره ثم يوسع طولًا وعرضًا، ثم يحفر ويعمق في القبر بقدر يوسع الميت باتجاه القبلة، أما الشق هو أن يُحفر في وسط القبر حفرة كالنهر على قدر الميت، إلا أنّ اللحد أفضل بإجماع العلماء، لأنَّه هو الذي صُنع بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روي أنَّ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال في مرضه الذي مات فيه: (الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)[١].

ولكن إذا احتيج إلى الشق فالأولى استخدامه، فإذا كانت الأرض رملية أو رخوة وقد تنهار فالشق أفضل، أما اللحد فيُستخدم إذا كانت الأرض صلبة ولا تنهار، قال النووي رحمه الله: "أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ الدَّفْنَ فِي اللَّحْدِ وَفِي الشَّقِّ جَائِزَانِ، لَكِنْ إنْ كَانَتْ الْأَرْضُ صُلْبَةً لَا يَنْهَارُ تُرَابُهَا فَاللَّحْدُ أَفْضَلُ، وَإِنْ كَانَتْ رِخْوَةً تَنْهَارُ فَالشَّقُّ أَفْضَلُ"[٢][٣].


أما صفة القبور في السنة النبوية فهي كما يلي[٢]:

  1. يُسد اللحد في القبر باللبن (الطوب النيء) لحماية الميت من أن يُهال التراب عليه، ويُكره سده بالخشب والطوب المحرق.
  2. يُرفع القبر بقدر شبر فقط ولا يُرفع أكثر من ذلك، ويُفضل أن يُسنم بدلًا من أن يُسطح، فقد روي عن سفيان التمار: (أنَّهُ رَأَى قَبْرَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُسَنَّمًا)[٤].
  3. يُكره أن يُكتب على القبر أو يُنقش عليه أو تُبنى عليه قباب أو سقائف أو نحو ذلك، فقد روي: (نهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُجَصصَ القبرُ وأن يُقعدَ عليه وأن يُبنَى عليه [ورد بزيادةٍ] وأن يُكتبَ عليه)[٥]، وقد كان عليه الصلاة والسلام يُعلم القبر بالحجر أو الحصى.


كم طول القبر وعرضه؟

لا يوجد في الشرع مقياس محدد لطول وعرض القبر، إذ يجب أن يكون على قدر الميت بحيث يوسعه ويستره ويحفظه، ويُفضل أن يوسع القبر بقدر قامة الرجل وبسطة يديه، فقد أوصى عمر رضي الله عنه أن يعمق قبره قامة وبسطة، قال صلى الله عليه وسلم في قتلى أحد: (احفُروا وأوسِعوا وأعمِقوا)[٦][٧].


كيفية الدفن الشرعي, واتجاه الميت في القبر

فيما يأتي توضيح كيفية الدفن الشرعي واتجاه وضع الميت في القبر[٨]:

  1. يُستحب قول بسم الله، وعلى ملَّة رسول الله، أو على سُنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، عند إدخال الميت في القبر، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا وَضَعَ الميتَ في القبرِ قال بسمِ اللهِ وعلى سنةِ رسولِ اللهِ)[٩].
  2. يُستحب وضع الميت في قبره على جنبه الأيمن مستقبلًا القبلة.
  3. يُستحب أن يُسند وجه الميت إلى جدار القبر، ويُسند ظهره بتراب أو لبن أو نحو ذلك.
  4. يُستحب حلُّ عقد الكفن في القبر، لأنَّ وضعها خوفًا من انتشارها وقد أُمن ذلك بعد دفن الميت.
  5. لا يجوز دفن اثنين أو أكثر في قبر واحد إلا للضرورة، وإذا دُفن اثنان في قبر يُقدم نحو القبلة أفضلهم وأكثرهم قارئًا للقرآن، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: (انَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقَالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ، ولَمْ يُغَسَّلُوا، ولَمْ يُصَلَّ عليهم)[١٠].


متى يكون وقت الدفن؟

نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُدفن الميت في ثلاثة أوقات وهي: عند طلوع الشمس، وعند قيامها في وقت الظهيرة، وعند غروبها، والأصل في النهي التحريم، عن عُقبَةَ بن عامرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: (ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ينهانا أن نُصَلِّيَ فيهنَّ، وأن نَقْبُرَ فيهِنَّ موتانا: حين تَطْلُعُ الشَّمْسُ بازغةً حتى ترتفِعَ، وحين يقومُ قائِمُ الظَّهيرةِ حتى تزولَ، وحين تَضَيَّفُ الشَّمْسُ للغُروبِ)[١١].

لذلك يجوز الدفن في باقي الأوقات وليلًا، عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: (أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مرَّ بقبرٍ قد دُفِنَ ليلًا، فقال: متى دُفِنَ هذا؟ قالوا: البارحةَ، قال: أفَلَا آذَنْتُموني؟ قالوا: دفنَّاه في ظُلْمَةِ اللَّيلِ، فكَرِهْنا أن نُوقِظَك، فقام، فصَفَفْنا خَلْفَه، قال ابنُ عبَّاس: وأنا فيهم، فصلَّى عليه)[١٢][٨].


أدعية للميت بعد دفنه

يُستحب الدعاء للميت بعد دفنه، ولا يلزم بذلك لفظٌ معين، ومن الأدعية للميت بعد دفنه ما يلي[١٣][١٤]:

  1. اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا فرَغ مِنْ دَفْنِ الميتِ وقفَ عليه وقال استغفِروا لأخيكُم واسألوا له التثبيتَ فإنه الآنَ يُسألُ)[١٥]، والرسول عليه السلام إذا دعا، دعا ثلاثًا لذا يُستحب الدعاء بهذا الدعاء ثلاثًا.
  2. اللهم نزل بك صاحبنا، وخلف الدنيا ‏خلف ظهره، اللهم ثبت عند المسألة منطقه، ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به.
  3. اللهم أجره من الشيطان، ومن عذاب القبر، اللهم جاف الأرض عن ‏جنبه، وصعِّد روحه، ولقِّه منك رضواناً.


تعرفي على ما ينتفع به الإنسان بعد موته

من الأعمال التي ينتفع بها الميت ما يلي[١٦][٨]:

  1. صلاة الجنازة عليه.
  2. الدعاء والاستغفار له، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}[١٧]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نعى لَهمُ النَّجاشىَّ صاحبَ الحبشةِ في اليومِ الَّذي ماتَ فيهِ فقالَ: استغفروا لأخيكم)[١٨].
  3. العلم النافع الذي نشره تركه من بعده لينتفع به الناس، من فقه وتفسير وعلم توحيد وأحكام شرعية ونحو ذلك.
  4. الولد الصالح، إنَّ كل عمل صالح يفعله الابن يكون في ميزان حسنات أبيه بعد موته.
  5. الصدقة، سواء أكانت صدقة تصدَّق بها الميت في حياته واستمرَّ خيرها بعد مماته، أو صدقة تصدَّق بها أحدٌ عنه بعد مماته، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: (إذا ماتَ الإنسانُ انقطَعَ عنه عمَلُه إلَّا من ثلاثةٍ: إلَّا مِن صدقةٍ جاريةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)[١٩].
  6. دفع الدين عنه.
  7. الصوم والحج عنه إذا مات، وعليه أحدها.
  1. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:1602، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  2. ^ أ ب "صفة القبور في السنة"، إسلام ويب، 1/10/2001، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  3. "صفة اللحد والشق في القبر"، الإسلام سؤال وجواب، 12/8/2007، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سفيان التمار، الصفحة أو الرقم:1390، صحيح.
  5. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:338، الزيادة إسنادها صحيح.
  6. رواه ابن الملقن ، في البدر المنير، عن هشام بن عامر، الصفحة أو الرقم:295، صحيح.
  7. "صفة القبر"، إسلام ويب، 5/1/2012، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت "كيفيَّةُ الدَّفْنِ "، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  9. رواه ابن الملقن ، في تحفة المحتاج، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:26، صحيح أو حسن.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1343، صحيح.
  11. رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم:2012 ، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1321، صحيح.
  13. "أدعية تقال عند الدفن وبعده"، إسلام ويب، 10/9/2001، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  14. "دعاء الشخص للميت بعد الدفن وتأمين الحضور"، إسلام ويب، 31/3/2019، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  15. رواه ابن الملقن ، في تحفة المحتاج، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:35، صحيح أو حسن .
  16. الشيخ عادل يوسف العزازي (6/6/2013)، "ما ينفع الميت بعد موته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/4/2021. بتصرّف.
  17. سورة الحشر، آية:10
  18. رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2041، صحيح.
  19. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:1631، صحيح.

فيديو ذو صلة :