حكم نشر الصور الخليعة

حكم نشر الصور الخليعة

حكم نشر الصور الخليعة

تطورت تقنيات الاتصال إلى ما نشهده من سرعة التواصل وسهولة تناقل الصور والفيديوهات، وفيها من النفع ما لا يحصى، إلا إنَّ بعض البشر ممن قلَّ إيمانهم وضعف حياؤهم يسيئون استخدام الهواتف ووسائل الإتصال عامةً بنشر الصور الإباحية المحرَّمة، لا سيما وأنَّ تداولها أصبح أمرًا سهلًا، مما أدّى إلى حدوث سلسلة غير منقطعة من نشر الفاحشة والمنكر في مجتمعات المسلمين، علمًا أنّ الإسلام يحارب الفساد بمختلف أشكاله ويقطع جميع الطرق المؤدية إليه، ومن ذلك فإنَّ نشر الصور الخليعة محرم قطعًا لما فيه من انتهاك لحرمات الله تعالى وحرمات المسلمين، كما أنَّ تداولها والترويج لها وكل ما يسهل للوصول إليها حرام شرعًا، فهو إعانة للغير على الظلم والمعصية[١][٢][٣].


مفاسد نشر الصور الخليعة

نشر الصور الخليعة من الأفعال المحرمة التي لها مفاسد عديدة على المجتمع والفرد ومنها[٤][٣]:

  • إشاعة الفحشاء والمنكر في الذين آمنوا وعلى المجتمع عامةً، إذ يدخل من ينشرون هذه الصور في وعيد الله تعالى وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19]، فتوعَّد الله تعالى لهؤلاء المفسدين بأن لا يقتصر عذابهم على الآخرة فقط، بل سيصيبهم العذاب في الدنيا أيضًا.
  • الإضرار بدين المسلم، إذ قد يؤدي الإكثار منها في تهاونه في ارتكاب المحرَّمات الآخرى، فيظهر ذلك في تردِّي أخلاقه واضطراب نفسيته، إذ تتغير نظرته فيرى الآخرين بعين الصور الخليعة وتخطر له خواطر قبيحة، وقد يعدم ذلك الثقة بين أفراد المجتمع.
  • نشر الفساد الخلقي والانحلال في المجتمع.
  • مضاعفة سيئات من ينشرونها؛ لأن الدّال على الشرِّ كفاعله، فيبوء بإثمه وإثم من يتلَّقى الصور من غير أن ينقص من آثامهم شيئًا، قال الله -عز وجل-: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25]، وقد قال ابن كثير -رحمه الله-: في تفسير هذه الآية "أي: يصيرُ عليهم خطيئةُ ضلالهم في أنفسهم، وخطيئةُ إغوائهم لغيرهم؛ واقتداءِ أولئك بهم"، فيزداد الإثم بحسب من وصلت إليهم هذه الصور، فيكون حاله أشدَّ سوءًا مع وسائل النشر الحديثة.
  • الإعانة على المنكر، إضافةً إلى آثام ما قد ينتج عن ذلك من وقوعِ البعض في ألوانٍ أخرى من المحرَّمات.
  • الخوف على متناقلي هذه الصور المحرَّمة من الحرمان من المعافاة في الدّنيا والآخرة كونهم مجاهرين بمعاصيهم ولا يتستَّرون منها، ما ينذر بسوء الخاتمة وشؤم العاقبة.


التوبة من نشر الفاحشة

ينبغي على من ينشر الفاحشة المبادرة إلى التّوبة قبل أن يأتي الأجل فلا ينفع الندم، والله تعالى يقبل التوبة النصوحة من جميع عباده، فمن تاب تاب الله عليه، وذلك بتحقيق شروط التوبة من الندم على ما فات وإزالة آثار المنكر بحذف الصور، ودعوة الآخرين لذلك وإخبارهم بحرمتها، ويستبدل هذا الفعل بالدعوة إلى الخير ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة، فإنَّ الحسنات يذهبن السيئات، وليحمد التائب الله على هدايته للتوبة وإنقاذه من وحل نشر الفاحشة[٥].


المراجع

  1. أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (2/4/2016)، " الصور الإباحية وخطورة تناقلها"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  2. "حكم المسلم الذي ينشر الفساد بين المسلمين "، إسلام ويب، 16/7/2014، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  3. ^ أ ب " مشاهدة الأفلام الإباحية والصور العارية"، أسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  4. أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (22/3/2017)، " تناقل الصور والمواد المحرمة على الإنترنت"، شبكة الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  5. "توبة من ساعد على نشر المنكرات "، إسلام ويب، 4/7/2009، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :