محتويات
فوائد وأضرار التكنولوجيا الحديثة
لقد أنعم الله علينا في هذا العصر بنعم عظيمة، من بينها ما سخّره لنا من تقنيات تكنولوجية عظيمة النفع، خاصةً فيما يتعلق بالاتصالات، فقد أصبح بالإمكان أن يحمل الصغير والكبير في جيبه جهازًا صغيرًا يُمكّنه من التواصل مع شتى بقاع الأرض، كما يُمكنه أن يحتفظ من خلاله بآلاف البيانات التكنولوجية من صور ومقاطع فيديو وغير ذلك من البيانات الرقمية، وبالرغم من فوائد هذه التكنولوجيا الهائلة، إلّا أنها تحمل من الأضرار الشيء العظيم، خاصةً فيما يتعلق بالشبكة العنكبوتية، ولعل من أكثر الأخطار انتشارًا ما يُروّج من مقاطع جنسية مصوّرة تبثُّ الرذيلة وتحارب الفضيلة، وتدعو إلى البعد عن الأخلاق الإسلامية الحنيفة، ولعل العديد من التساؤلات تدور حول حكم مشاهدة هذه الصور ومدى خطورتها على المسلم، وهذا ما نوضّحه في هذا المقال[١].
حكم رؤية الصور الإباحية
تُعد مشاهدة الصور الإباحية والأفلام الجنسية وما إلى ذلك من الاطلاع على العورات من الأمور المحرمة تحريمًا قطعيًا في الشريعة الإسلامية، كما أن هذه المشاهد من الأمور الخطيرة على المسلم، فهي تُسبب قسوة القلب، وانعدام حياء العين، وتُذهب الخشوع من العبادات، علاوةً على كونها من الطرق الشيطانية للإيقاع بالمسلم في أشراك الكبائر مثل الزنى، وفي ذلك يقول تعالى في محكم التنزيل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور: 21]، ومما لا شكّ فيه أن للمعاصي والذنوب أثرها البالغ في حياة المسلم في الدنيا قبل آخرته، فقد تكون تلك المشاهد من أسباب تعسر الحال، وضيق الرزق، وبلاء الجسد، وفي ذلك يقول تعالى {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، كما يؤكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ثوبان مولى رسول الله ( إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه) [الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، لذا فإن المسلم حريٌ به أن يبتعد عن هكذا أفعال تقرّبًا إلى الله تعالى، وطاعةً له، واقتداءً برسوله عليه الصلاة والسلام، هذا والله أعلى وأعلم[٢].
الآثار السلبية للصور الإباحية
توجد العديد من الأضرار الناجمة عن مشاهدة الصور والأفلام الإباحية، منها ما يعود على الشخص نفسه، ومنها ما يعود على الأسرة والمجتمع بعد ذلك، وفيما يأتي أكثر الأضرار خطورةً لمشاهدة هذه الأمور[٣]:
- تشويه التفكير: نظرًا لاستخدام التكنولوجيا المتطورة جدًا في تصوير المشاهد والأفلام الإباحية، تنشأ عند متابعيها تصوّرات خاطئة عن العلاقة الجنسية الطبيعية، إذ إن استخدام علوم الصوتيات والإضاءة والإخراج وتدريب الممثلين لهذه الأفلام على طريقة معينة لهذه الممارسات، واستخدام المواد الجنسية المختلفة من منشطات ومحفّزات، فضلًا عن أن العمليات التجميلية والمواد التي تستخدم لإظهار الممثلين بأجمل الصور تساهم جميعًا في خلق مشاهد من الصعب توافرها في الوقت الطبيعي، لذا فالمتابع لهذه الأفلام والصور، يظن غاشمًا بأن هذه هي العملية الجنسية في حقيقتها، بينما لا يجد تلك المشاهد في زوجته، أو ربما وجد في نفسه نقصًا كبيرًا، إذ إنه لا يستطيع القيام بما يشاهده، لذا تنعكس سلبًا على الحياة الأسرية برمّتها.
- الضعف الجنسي: من الأضرار الناجمة عن مشاهدة الصور والأفلام الإباحية ضعف في عملية الانتصاب وربما انعدامه، وذلك لأن التعوّد على هذه المشاهد يصبح من الأمور الطبيعية التي يألفها المتابع لها، مما يصبح من الصعب استثارته جنسيًا، وربما أصبح بحاجة لمواد أكثر عنفًا لتتحقق له الإثارة الجنسية، كما يُمكن لهذه المشاهد أن تدمر النفس، فمشاهدتها دون الوصول الفعلي لها قد يُسبب انعدامًا للإشباع الجنسي، كمن يجوع الجوع الشديد وينظر للطعام ولا يستطيع الوصول إليه، لذا فمشاهدة هذه المواد تصل بالأشخاص تدريجيًا إلى مرحلة متقدمة من الضعف الجنسي.
- اكتساب عادات جنسية سيئة: من الأضرار السيئة التي يكتسبها الشخص من مشاهدة الأفلام الإباحية النظر لسلوكيات جنسية سلبية، وربما كانت محرمةً في الشريعة الإسلامية، فالنظر إلى ما يفعله الممثلون الجنسيون يجعل المتابع يشتهي فعل أمور لا تتناسب مع عقيدة المسلم وفطرته.
- إدمان الإباحية: تؤثر المشاهد الإباحية على مركز التعزيز في الدماغ البشري، مما يجعلها من المواد التي يدمنها المتعاطي لها، كما أن هذا الإدمان يستمر مع الشخص حتى بعد زواجه، إضافةً لكونها تترافق مع العادة السرية للشخص، لذا فمن المفترض الابتعاد عنها للحيلولة دون ذلك.
- تدمير الأسرة: لا يقتصر خطر المواد الإباحية على تدمير الأسر المسلمة فحسب، بل إن ذلك مما أشار إليه بعض المسؤولين الغربيين، ومن بينهم السيناتور سام براونباك عضو الكونجرس الأمريكي، إذ قال أن للمواد الإباحية خطرها الكبير في تدمير الأسر في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أشار أيضًا بأن ثلثي المحامين التابعين للأكاديمية الأمريكية للمحاكم الأسرية أن السبب الرئيس وراء قضايا الطلاق تكمن خلف مشاهدة المواد الإباحية، إذ إن الأزواج ينظرون بعين النقص لزوجاتهم مقارنةً بما يرونه في الأفلام الإباحية المنتشرة على الإنترنت.
علاج إدمان مشاهدة الصور الإباحية
توجد بعض الطرق التي يُمكن للمسلم أن يتجه إليها للتخلص من مشاهدة الأفلام، والصور الإباحية، نذكر منها ما يأتي[٤]:
- التخلص من المصدر نهائيًا، سواء أكان هاتفًا أو كمبيوترًا أو أفلامًا.
- الإكثار من العبادات عامةً، والتوجه للانشغال بالأعمال التي تلهي الفرد عن هذه الممارسات، وملء وقت الفراغ.
- الابتعاد عن كل ما يمكن أن يثير الغريزة الجنسية، بما في ذلك سماع الأغاني، وبعض الأمور الأخرى.
- مصاحبة أهل التقوى والإيمان، والبعد عن رفاق السوء، ومن يشجّع على هذه الأفكار، كما يجب عدم الاستسلام للأفكار الشيطانية.
أثر الصور الإباحية على النساء
تُسبب المشاهدات الإباحية للنساء بالعديد من الأضرار، فإذا كانت المرأة متزوجة، فهي في طبيعة الحال كما ذكرنا سابقًا تشاهد ما يصعب توفره في الواقع، مما يدفعها لكره العلاقة الزوجية مع زوجها والنفور منه، علاوةً على الشعور بالنقص الجنسي غير المبرر، أما عند الفتيات فربما كان الفراغ والحرمان والمشكلات العاطفية والهروب من الواقع من الأسباب التي تدفعها لمشاهدة المواد الإباحية، والتوجه لممارسة العادة السرية، مما يؤدي لمشكلات نفسية وعضوية كبيرة، من شأنها أن تتسبب بالكثير من الضرر للفتاة في حاضرها ومستقبلها، لذا فالواجب الديني، والإنساني، يقتضي بالبعد عن هذا الأمر[٥].
المراجع
- ↑ "الصور الإباحية وخطورة تناقلها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "النظر إلى الصور الإباحية حرام وإن لم يتأثر بها الناظر"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أضرار المشاهد الإباحية على الحياة الزوجية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم مشاهدة الأفلام الإباحيَّة"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما المشاكل التي تسببها الإثارة الجنسية على الفتاة؟"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.