الصلوات وعدد ركعاتها

الصلوات وعدد ركعاتها

الصلوات الخمس

لقد فُرضت الصلوات الخمس في حادثة الإسراء والمعراج، وذلك حسبما أجمع عليه علماء الدين الإسلامي، وقد استندوا في ذلك إلى ما جاء في حديث الإسراء والمعراج، والذي جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَذلكَ خَمْسُونَ صَلاةً، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كُتِبَتْ له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ له عَشْرًا، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها لَمْ تُكْتَبْ شيئًا، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ سَيِّئَةً واحِدَةً، قالَ: فَنَزَلْتُ حتَّى انْتَهَيْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرْتُهُ، فقالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: قدْ رَجَعْتُ إلى رَبِّي حتَّى اسْتَحْيَيْتُ منه) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد كان ذلك قبل الهجرة بعامٍ ونصف، ثم بعد ذلك فصّل لنا رسول الله كيفيتها، وشروطها، وأركانها، أما عن عدد ركعاتها فهذا ما سنوضحه في هذا المقال[١].


الصلوات وعدد ركعاتها

لقد فرض الله تعالى على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد كانت الصلاة في بادئ الأمر ركعتين، إذ ورد عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهَا قالَتْ: (فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ في الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ثم بعد أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، زاد فيها ركعتين باستثناء صلاة المغرب لأنها وتر، وصلاة الغداة لطول القراءة فيها، وفي ذلك تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أول ما فُرِضَتِ الصَّلاةُ ركعتيْنِ ركعتيْنِ، فلمَّا قدمَ المدينةَ صلَّى إلى كلِّ صَلاةٍ مِثْلَها غيرَ المغربِ، فإنَّها وترُ النهارِ، وصلاةِ الصبحِ لطولِ قِرَاءَتِها، و كان إذا سافَرَ عادَ إلى صلاتِهِ الأُولَى) [السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].


أما عن الصلوات وعدد الركعات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي وصلتنا بالتواتر، فهي خمس صلوات؛ الفجر وفرضها ركعتان، والظهر وفرضها أربع ركعات، والعصر وفرضها أربع ركعات، والمغرب وفرضها ثلاث ركعات، والعشاء وفرضها أربع ركعات، ما دام المسلم في الحضر، أما إذ كان مسافرًا فيجوز له القصر فيها، أما عن ركعات السنّة فهي كما ذكرتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فعن عبدِ اللهِ بن شَقيقٍ رحمه الله، قال: سألتُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها عن صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ عن تطوُّعه؟ فقالت: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي في بيتِه قبلَ الظهرِ أربعًا، ثم يخرُج فيُصلِّي بالنَّاس ثمَّ يدخُل فيُصلِّي ركعتَين، وكان يُصلِّي بالناسِ المغربَ ثم يدخُل فيُصلي ركعتَين، ويُصلِّي بالناس العِشاءَ ويَدخُلُ بيتي فيُصلِّي رَكعتينِ... وكان إذا طلَع الفجرُ صلَّى ركعتين) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].[٢][٣].


أوقات الصلوات الخمس

بعد أن شرع لنا الله تعالى الصلوات الخمس في حادثة الإسراء والمعراج، نزل سيدنا جبريل عليه السلام إلى حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ليخبره بأوقات الصلوات الخمس، وفي ذلك يروي جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (جاءَ جبريلُ إلى النَّبيِّ حينَ زالتِ الشَّمسُ فقالَ: قُم يا محمَّدُ فصلِّ الظُّهرَ حينَ مالتِ الشَّمسُ، ثمَّ مَكَثَ حتَّى إذا كانَ فَيءُ الرَّجلِ مثلَهُ جاءَهُ للعَصرِ فقالَ: قُم يا محمَّدُ فصلِّ العصرَ، ثمَّ مَكَثَ حتَّى إذا غابتِ الشَّمسُ جاءَهُ فقالَ: قُم فصلِّ المغربَ، فقامَ فصلَّاها حينَ غابتِ الشَّمسُ سواءً، ثمَّ مَكَثَ حتَّى إذا ذَهَبَ الشَّفقُ جاءَهُ فقالَ: قُم فصلِّ العشاءَ فقامَ فصلَّاها، ثمَّ جاءَهُ حينَ سطعَ الفَجرُ في الصُّبحِ فقالَ: قُم يا محمَّدُ فصلِّ، فَقامَ فصلَّى الصُّبحَ، ثُمَّ جاءَهُ منَ الغَدِ حينَ كانَ فيءُ الرَّجلِ مثلَهُ فقالَ: قُمْ يا محمَّدُ فَصلِّ، فصلَّى الظُّهرَ، ثمَّ جاءَهُ جبريلُ عليهِ السَّلامُ حينَ كانَ فيءُ الرَّجُلِ مِثلَيهِ فقالَ: قُم يا مُحمَّدُ فصلِّ، فصلَّى العَصرَ، ثمَّ جاءَهُ للمغرِبِ حينَ غابتِ الشَّمسُ وقتًا واحدًا لم يزَلْ عنهُ فقالَ: قُم فصلِّ فصلَّى المغربَ، ثمَّ جاءَهُ للعِشاءِ حينَ ذَهَبَ ثلثُ اللَّيلِ الأوَّلُ فقالَ: قم فصلِّ، فصلَّى العشاءَ، ثمَّ جاءَهُ للصُّبحِ حينَ أسفرَ جدًّا فقالَ: قُم فصلِّ، فصلَّى الصُّبحَ، فقالَ: ما بَينَ هذَينِ وقتٌ كلُّهُ) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].


شروط صحة الصلاة

  • الطهارة: تشمل طهارة المسلم من الحدث الأصغر ويكون ذلك بالوضوء، وطهارته من الحدث الأكبر عن طريق الاغتسال بالإضافة إلى ضرورة طهارة المكان واللباس والثياب.
  • التوجه نحو القبلة: يشترط على المسلم استقبال القبلة والتوجه نحوها في الصلاة ضمن شرطين هما القدرة والأمن، فمن لم يستطع التوجه نحو القبلة في الصلاة لعجزه عن ذلك أو لعدم قدرته أو لخوفه من عدو فعليه أن يصلي بالاتجاه الذي يقدر عليه ولا تجب عليه إعادة الصلاة.
  • النية: فعلى المسلم استحضار النية في الصلاة والقصد في ذلك وجه الله تعالى ولا تصح الصلاة بالنية المتأخرة.
  • ستر العورة: فلا تصح الصلاة إن لم يكن هناك ستر لها، وعورة الرجل تختلف عن عورة المرأة ولباسها في الصلاة.
  • ترك مبطلات الصلاة.
  • دخول الصلاة: فلكل صلاة وقت محدد تُؤدى فيه.
  • العلم بالكيفية: كل صلاة لها فرائض محددة وسنن، فعلى كل مسلم أن يعلم أركان الصلاة وفرائضها وسننها، فلا يؤدي سنةً ويظن أنها فرض ولا يترك ركنًا من أركانها عن جهل.


المراجع

  1. ^ أ ب "متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  2. "الدليل على عدد ركعات الصلوات الخمس"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  3. "بيان السنن الرواتب وفضلها"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :