الحكمة من قسم الله بالتين والزيتون

الحكمة من قسم الله بالتين والزيتون

إذا أقسم الله سبحانه بشيء فإنّه يدل على عظمته وفضله، وإلى إبداع الخالق وعجيب صنعه، لما يحتوي الشيء الذي أقسم الله سبحانه به من فوائد وأسرار عظيمة، ومن ذلك إقسام الله سبحانه بالتين والزيتون؛ وقد أوردت كتب التداوي بالأعشاب فوائد للتين؛ ومنها^[١]:

1. يحتوي على نسبة عالية من المواد المعدنية المهمة لعمل خلايا جسم الإنسان.
2. يحتوي على نسبة عالية من المواد السكرية التي تُساعد الجسم على العمل وتُعزز من نشاطه.
3. يُعدّ من أكثر الفواكه تغذية للجسم لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين ب.
4. يُساعد في تليين المعدة والتخفيف والشفاء من حالات الإمساك.

أمّا ما ورد من فوائد الزيتون:

1. يُساعد مضغ ورقه في علاج التهابات اللثة والحلق.
2. يخفف من أورام اللوزتين والحلق.
3. يحتوي زيت الزيتون على العديد من الفوائد العلاجية.

تفسير سورة التين

فيما يلي تفسير مفصل لآيات سورة التين لابن كثير^[٢]:

1. قال تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}^[٣]: هناك عدة أقوال لتفسير المراد من التين اختلف فيها المفسرون ومنها؛ هو مسجد دمشق، أو مسجد أصحاب الكهف، أو مسجد نوح، وقيل هي نفسها شجرة التين، أمّا الزيتون قال فيها كعب الأحبار وقتادة وابن زيد وغيرهم أنّها مسجد بيت المقدس، وقال مجاهد وعكرمة هو شجرة الزيتون نفسها التي يتم عصرها.
2. قال تعالى : {وَطُورِ سِينِينَ}^[٤]: وهو طور سيناء؛ الجبل الذي كلّم الله سبحانه عليه موسى عليه السلام تكليمًا.
3. قال تعالى : {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}^[٥]: وهو مكة المكرمة، فهي البلد الذي من دخل فيه فهو آمن.
4. قال تعالى : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}^[٦]: والإنسان هو الذي أقسم الله سبحانه عليه، وبين الله سبحانه في الآية أنّه خلق الإنسان في أحسن تقويم وهيئة وصورة، مستقيم القامة وأعضاؤه سوية.
5. قال تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}^[٧]: من يعصي الله سبحانه ومن لم يتبع منهجه وآمن برسله مصيره إلى النار.
6. قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}^[٨]: من آمن بالله ورسله واتبع منهج الله سبحانه وعمل الصالحات فإنّه أجره مستمر غير منقعطع إلى يوم القيامة.
7. قال تعالى : {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}^[٩]: أي ما الذي يُكذبك ويجعلك تشك يا ابن آدم بيوم الميعاد وهو يوم الدين والجزاء يوم القيامة، وكيف كذبت بأنّ القادر على البدأة وخلق الإنسان أليس بقادر على الرجعة.
8. قال تعالى : {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}^[١٠]: والله سبحانه أوجد يوم القيامة ويوم الجزاء لأنّه أحكم الحاكمين الذي لا يظلم أحدًا ويعدل بين عباده وينصف المظلوم، وكلٌ يُحاسب حسب عمله في الدنيا.

دروس للمسلم من سورة التين

ومن الدروس المستفادة من سورة التين ما يلي^[١١]:

1. معرفة الله سبحانه ومعرفة قدرته وعظمته من خلال خلقه وعظيم صنعه.
2. التذكير بنعمة الإيجاد وخلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضله وكرمه على سائر خلقه، والعلم بإعجاز الله وقدرته في خلق الإنسان.
3. أن الإنسان يكون أفقه ومكانته بأعلى عليين إذا اتبع منهج الله سبحانه وعمل صالحًا وأطاعه وأطاع نبيه، وأنّه في أسفل الأسفلين إذا عصا الله سبحانه واتبع هواه.
4. التأكيد على عدل الله سبحانه، وبيان حكمته في خلقه وأنّ حكمه وتصرفاته وإرادته ظاهرة في خلقه.

لماذا يقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته في القرآن؟

لسبب قسم الله سبحانه في مخلوقاته عدة وجوه؛ ولكن يجب العلم بأنّ الله سبحانه لا يُسأل عما يفعل ولم يفعل، وقد قال القرطبي رحمه الله في ذلك: "لله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته من حيوان وجماد ، وإن لم يُعلم وجه الحكمة في ذلك"، ومن فوائد قسم الله سبحانه بمخلوقاته، يدل على أهمية الشيء الذي أقسم الله به وفوائده العظيمة وهذا تنبيه على عظمته وأسراره وأنّ الله سبحانه لا يُقسم إلّا بشيء عظيم، وهذه الأمور العظيمة هي آيات تدل على إعجاز خلق الله وعظمة قدرته وخلقة وعلمه، وهي مؤكدات وآيات تزيد من يقين وإيمان العبد^[١٢].

المراجع

1. ↑ "بعض أسرار القسم بـ(التين والزيتون)"، إسلام ويب، 8/10/2002، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
2. ↑ "تفسير سورة والتين والزيتون"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
3. ↑ سورة التين، آية:1
4. ↑ سورة التين ، آية:2
5. ↑ سورة التين، آية:3
6. ↑ سورة التين، آية:4
7. ↑ سورة التين، آية:5
8. ↑ سورة التين، آية:6
9. ↑ سورة التين، آية:7
10. ↑ سورة التين، آية:8
11. ↑ محمد راتب النابلسي (26/4/1985)، "سورة التين"، موسوعة النابلسي، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
12. ↑ "لماذا يقسم الله تعالى في القرآن ببعض مخلوقاته ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2010. بتصرّف.