حديث من صام رمضان

حديث من صام رمضان

صيام رمضان

شهر رمضان موسم المسلمين الذي يتسابقون فيه للتزود بالحسنات والخيرات، ففيه الصيام والقيام، وفيه تربية حقيقية للنفس والجسد والروح، إذ يُقاوم فيه المسلم رغباته كلها ويجعل جلّ اهتمامه طاعة الله سبحانه وتعالى وحده، وهذا يُطّهر النفس ويُزكّي الروح، إذ يقول ابن القيم رحمه الله: "لَمّا كَانَ صَلَاحُ الْقَلْبِ وَاسْتِقَامَتُهُ عَلَى طَرِيقِ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى مُتَوَقّفًا عَلَى إِقْبَالِهِ بِالْكُلّيّةِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى، فَإِنّ شَعَثَ الْقَلْبِ لَا يَلُمّهُ إلّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللّهِ تَعَالَى، وَكَانَ فُضُولُ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَفُضُولُ مُخَالَطَةِ الْأَنَامِ وَفُضُولُ الْكَلَامِ وَفُضُولُ الْمَنَامِ مِمّا يَزِيدُهُ شَعَثًا، وَيَقْطَعُهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى، اقْتَضَتْ رَحْمَةُ الْعَزِيزِ الرّحِيمِ بِعِبَادِهِ أَنْ شَرَعَ لَهُمْ مِنْ الصّوْمِ مَا يُذْهِبُ فُضُولَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ، وَيَسْتَفْرِغُ مِنْ الْقَلْبِ أَخْلَاطَ الشّهَوَاتِ الْمعوقةِ لَهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى، وَشَرْعِهِ بِقَدْرِ الْمَصْلَحَةِ بِحَيْثُ يَنْتَفِعُ بَهْ الْعَبْدُ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ وَلَا يَضُرّهُ وَلَا يَقْطَعُهُ عَنْ مَصَالِحِهِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ، فَيَصِيرُ أُنْسُهُ بِاَللّهِ بَدَلًا عَنْ أُنْسِهِ بِالْخَلْقِ"[١].


معنى حديث من صام رمضان

ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم حديث: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولهذا الحديث الشريف تفسيرات منها ما يأتي[٢][٣]:

  • صيام رمضان وهو ركن من أركان الإسلام، وهو سبب لتكفير السّيئات، بشرط صيامه إيمانًا واحتسابًا، أي أن يكون دافع الصيام اعتقادًا حقيقيّا بالله ووجوب طاعته، وطلبًا للأجر منه وحده، ليستوجب ذلك المغفرة، والعتق من النَّار.
  • صيام رمضان بالوجه الصحيح يغفر الله به للمسلم الصغائر من الذنوب التي اقترفها، لكن الكبائر تجب فيها التوبة مع عدم الرجوع لارتكابها، أما المغفرة التي وعد الله بها الصائم فهي تتحقق بوجود شروط ثلاثة، وهي:
    • أن يصوم رمضان إيمانًا بالله ورسوله معتقدًااعتقادًا جازمًا بأن الصيام فرض واجب من الله، مؤمنًا بوجود ثواب للصائم عند الله.
    • أن يصوم طمعًا في الأجر والثواب، مخلصًا عمله لوجه الله تعالى وحده، لا اتباعًا لقومه، أو تقليدًا لغيره، أو رياءً أمام الناس، أو لأهداف أخرى، وأن يصومه برغبة داخلية غير مُكره، وألا يستثقل الصيام والقيام.
    • أن يجتنب الكبائر، وهي جمع كبيرة، تعني كلّ ذنب يستوجب الحد في الدنيا، أو الوعيد في الآخرة مثل: الإشراك بالله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والزنا، والسحر والقتل، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وشهادة الزور، واليمين الغموس، والغش في البيع وغيرها من المعاملات.


فوائد حديث من صام رمضان

في هذا الحديث فوائد كثيرة منها ما يأتي[٤]:

  • بيان رحمة الله ومغفرته عن ذنوب المسلمين وسيئاتهم.
  • بيان عدم عصمة الصالحين والمتقين، إذ من الممكن وقوعهم في المعاصي، كما قال الحق جلّ وعلا عن المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
  • بيان فضل صوم شهر رمضان، ومنزلته العظيمة.
  • الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة هي من يرفع مكانة العبد عند ربه، فيقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
  • توضيح حقيقة الصوم الصحيح والمقبول عند الله، فهو يعتمد على أمرين: الإيمان بأن الصيام واجب، وأن تكون النية مرضاةً الله وحده، لا رغبةً بالتظاهر بالدين أمام الناس، أو استحياءً منهم .
  • التأكيد على أن النية مهمة جدًا لقبول العمل، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى) [صحيح ابن ماجه |خلاصة حكم المحدث: صحيح.]
  • بيان أن الثواب لا يتحقق إلا بأداء العبادة تامةً، ووجود الرغبة الداخلية عند المسلم بتأديتها دون استثقال.
  • بيان أن الذنوب المقصودة في الحديث هي صغائر الذنوب، لأن الكبائر لا تُغفَر إلا بالتوبة منها وعدم الرجوع إليها.
  • تأكيد أن عبادتيّ الصوم والصلاة من أفضل الطاعات عند الله في شهر رمضان.


فضل شهر رمضان

جعل الله لشهر رمضان ميزاتٍ خاصّةً ليست كباقي الشهور، ومنها[٥]:

  • المغفرة، فصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا يغفر للعبد ما تقدم من ذنبه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) [البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح ]، ويعني ذلك الصيام إيمانًا بالله، وإخلاصًا لوجهه وطلبًا للثواب من عنده.
  • الأجر التام الذي لا ينقص؛ فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (شَهْرَانِ لا يَنْقُصَانِ، شَهْرَا عِيدٍ: رَمَضَانُ، وذُو الحَجَّةِ) [صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد سميّ رمضان عيدًا لأن العيد يأتي بعده، ومعنى الحديث أن شهر رمضان وشهر ذي الحجة لا ينقص أجرهما، وإن نقص عدد أيامهما.
  • تكفير الذنوب بصيام شهر رمضان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) [صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • دخول الجن؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى ذلكَ شيئًا) [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • علوّ الدرجة في الجنة على درجة الشهيد الذي استشهد قبل رمضان، فمن صام رمضان صيامًا صحيحًا استحقَّ تلك المنزلة، فعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أنَّ رَجُلَيْنِ من بَلِيٍّ قَدِما على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان إِسْلامُهُما جَمِيعًا فكانَ أحدُهُما أَشَدَّ اجْتِهادًا مِنَ الآخَرِ فَغَزَا المُجْتَهِدُ مِنْهُما فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بعدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ قال طلحةُ فَرأيْتُ في المنامِ بَيْنا أنا عندَ بابِ الجنةِ إذا أنا بِهما فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجنةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخرَ مِنْهُما ثُمَّ خرجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رجعَ إِلَيَّ فقال ارْجِعْ فإنَّكَ لمْ يَأْنِ لكَ بَعْدُ فَأصبحَ طلحةُ يُحَدِّثُ بهِ الناسَ فَعَجِبُوا لِذلكَ فَبَلَغَ ذلكَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وحَدَّثُوهُ الحَدِيثَ فقال من أَيِّ ذلكَ تَعْجَبُونَ فَقَالوا يا رسولَ اللهِ هذا كان أَشَدَّ الرجلَيْنِ اجْتِهادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، ودخلَ هذا الآخرُ الجنةَ قبلَهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَليسَ قد مَكَثَ هذا بعدَهُ سَنَةً قالوا بلى قال وأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصامَ وصلَّى كذا وكذا من سَجْدَةٍ في السَّنَةِ قالوا بلى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فما بينَهُما أَبْعَدُ مِمَّا بين السَّماءِ والأرضِ [صحيح ابن ماجة | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • فتح أبواب الجنان، وانغلاق أبواب النيران، وتكبيل الشياطين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ) [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث: صحيح ]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ: صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كل لَيلةٍ) [صحيح الترمذي |خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • العتق من النار؛ فلله عز وجل عتقاء في كل ليلة من رمضان، كما ورد في الحديث أعلاه: (وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كل لَيلةٍ) [صحيح الترمذي |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ) [صحيح ابن ماجه |خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
  • استجابة الدعاء؛ فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ للَّهِ عُتِقاءَ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، لِكُلِّ عبدٍ منهُم دعوةٌ مُستجابةٌ) [مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلاثُ دَعَوَاتٍ لا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ) [تخريج المسند | خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].
  • شهر الصبر؛ فأكثر عبادة يظهر فيها الصبر عبادة الصيام، لأنها مقاومة للرغبات كلها، وقد سمَّى الرسول صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بشهر الصبر، فعَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وثلاثَةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ) [الجامع الصغير |خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • تنزيل القرآن؛ فقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن في شهر رمضان، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. وقال أيضًا: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]. وقال عزّ وجلّ: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان: 3].
  • ليلة القدر، وهي ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان، وقيامها كعبادة ألف شهر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
  • العمرة في رمضان تعدل حجة؛ (سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُنَا قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً) [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث: صحيح].


المراجع

  1. رأفت صلاح الدين (6-6-2016)، "فضل صيام رمضان"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
  2. الإمام بن باز، "من حديث (من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرّف.
  3. فريق الإسلام سؤال وجواب (21-8-2009)، "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرّف.
  4. رضوان بن أحمد العواضي (16-5-2018)، "حديث: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا " ... فوائد ومسائل"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرّف.
  5. د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي (30-6-2015)، "فضل شهر رمضان"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :