شرح حديث بني الاسلام على خمس

شرح حديث بني الاسلام على خمس

أركان الإسلام

الإسلام يعني الاستسلام لله -عز وجل- بالانقياد له بالطاعة، والتوحيد، والتخلص من الشرك، وهو من المراتب الثلاثة للدين الإسلامي، أمّا أركانه الخمسة بيّنها الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- بقوله: (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا) [المصدر: مشكلة الفقر| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١]، فهذه الأركان الخمسة هي أركانُ الإسلام[٢].


شرح حديث أركان الإسلام

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلم- في حديث أركان الإسلام حقيقة الدّين الإسلاميّ وأركانه العظيمة ودعائمه، فالدين الإسلامي لا يقتصر على تلك الخمس أمور بل يشمل العديد من الأعمال والشعب، واقتصر الرسول -صلّى الله عليه وسلم- بذكر تلك الأركان الخمس لأنها بمكانة الدعائم للبنيان، وفي رواية للمزوري أنّ الإسلام بُني على خمس دعائم بمعنى تمثيل الإسلام بالبنيان، والأركان الخمسة هي دعائمه القائم عليها، فالبنيان لا يثبت دونها، والخصال الإسلامية الباقية تتمة للبنيان، فإذا فُقد شيءٌ منها نقص البنيان، ومن التزم بتلك الأركان أصبح مسلمًا ومن تركها كلها أو جحد واحدة منها فقد كفر، وتنازع العلماء في حكم تارك الصلاة كسلاً وتهاونًا، وفيما يلي سنوضح كل ركن من أركان الإسلام على حدا[٣]:

  • الشهادتان: قول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هي الإخبار عن اعتقاد وعلم، ومعنى ذلك أن يقرّ العبد عن الاعتقاد الجازم بأن لا إله سوى الله -عز وجل-، والشهادة لا تتحقق سوى بركنين، الأول: نفي العبادة والألوهية عن سائر الآلهة والأنداد والطواغيت من حجر وشجر وملك وولي وجني وغير ذلك، والثاني: إثبات العبادة الحقة والألوهية لله تعالى دون غيره.

وشهادة أن محمدًا عبده ورسوله، تعني الإقرار بأن سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلم- عبد لله عز وجل، وأن الله أرسله لهداية الناس كافة وتبليغ رسالته، ويقتضي هذا تصديقه وطاعته واجتناب ما نهانا عنه، والشهادتان لا تصح فقط بمجرد النية، بل يجب لمن يريد الدخول بالإسلام التلفظ بهما، كما أن للشهادتين عدد من الشروط التي لاتصح إلا بالعمل بها، إذ لا يُكتفى بالتلفظ بهما.

  • إقامة الصلاة: لم يقل في الحديث أداء الصلاة، لأن المقصود ليس فعلها فقط، بل أداؤها أداءً تامًّا بأركانها وشروطها والمحافظة على مواقيتها ومراعاة آدابها وسننها، ومعنى الصلاة بالشرع: الأفعال والأقوال المخصوصة التي تُفتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم، وقد فُرضت الصلاة قبل الهجرة ليلة الإسراء والمعراج، والصلاة واجبة على كل مسلم عاقل بالغ خمس صلوات باليوم والليلة، باستثناء النفساء والحائض، فهؤلاء تسقط عنهما الصلاة والقضاء إجماعًا، ومن نام عن الصلاة لا بد له من القضاء، ويؤمر الصبي بالصلاة في سن السابعة ويضرب عليها في سن العاشرة، كما لا يجوز للمرء تأخير الصلاة عن ميعادها، وتوجد عدة شروط للصلاة،هي: النية، ودخول وقتها، والطهارة، والابتعاد عن النجاسة، واستقبال القبلة، وستر العورة.
  • إيتاء الزكاة: تُعد من أفضل العبادات المالية، إذ قرنها الله عز وجل بالصلاة بكتابه في 82 موضعًا، وهذا يدل على شأنها العظيم، وفرضت الزكاة في العام الثاني للهجرة، وتعرف الزكاة بالشرع بأنها: حق واجب من المال الخاص لطائفة مخصوصة بزمن مخصوص، وقد فرضها الله عز وجل بالأموال التي تحتمل المواساة والتي تنمو، وهي: النقدان؛ الذهب والفضة، وبهيمة الأنعام، وعروض التجارة، والخارج من الأرض، كما أنه توجد عدد من الشروط للزكاة وهي: الإسلام فلا تجب الزكاة على الكافر، والحرية؛ فلا تجب الزكاة على المملوك، وبلوغ النصاب، واستقرار الملكية؛ إذ لا زكاة بمال لم تستقر ملكيته، ومضي سنة كاملة باستثناء الخارج من الأرض؛ فلا يشترط أن يمضي عليه سنة كاملة، والزكاة تجب بمال المجنون والصغير، ومصارف الزكاة كما بينها الله عز وجل ثمانية، ويجب إخراج الزكاة فورًا، كما يجوز تأخير الزكاة لحاجة ما، ومن امتنع عن أداء الزكاة أخذت منه قهرًا، ومن وجب عليه الزكاة ومات قبل أن يؤديها أُخرجت الزكاة من تركته.
  • صوم رمضان: هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وتوجد الكثير من الأحاديث تتحدث عن فضائله المشهورة، ويعرف الصيام شرعًا بأنه: الإمساك عن كافة المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بنية التقرب لله عز وجل، والصوم الكامل هو أن يترك الإنسان فيه أمرين وهما: المنقصات العملية والمفطرات الحسية، فلا يصخب ولا يرفث ويجتنب كافة المخاصمات والمعاصي، والصوم واجب على كل مسلم عاقل بالغ مقيم، كما أن صيام الصغير صحيح إذ يكون في حقه نافلة، والنفساء والحائض تفطران وتقضيان، والمريض والمسافر يفطر وجوبًا ويقضي، ومن لا يستطيع الصوم لمرض أو لكبر سنه عليه أن يفطر ويطعم مسكينًا عن كل يوم أفطره، كما يجب إحضار النية من الليل في صيام الفرض، ويجور في صيام التطوع أن ينوى بالنهار لفعل الرسول -صلّى الله عليه وسلم-.
  • الحج: يجب الحج على كل مسلم عاقل وبالغ مرة واحدة، وتوجد خمسة شروط للحج؛ هي: العقل والإسلام والحرية والاستطاعة والبلوغ، ومن كان مقتدرًا ببدنه وماله عليه السعي للحج، وتوجد أربعة أركان للحج هي: الإحرام والطواف بالبيت والوقوف بعرفات والسعي بين الصفا والمروة.


فوائد الزكاة والصدقات

توجد الكثير من فوائد الصدقات والزكاة، إذ إنها امتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى ونبيه -صلّى الله عليه وسلم-، كما أنها تدل على إيمان صاحبها، وتضاعف الحسنات، وتقرب بين العبد وربه وتزيد من إيمانه، والزكاة والصدقات تدل على شكر نعمة المال، كما أنها تغفر الذنوب وتكفر السيئات، وتطفئ نار الخطايا، وتزكي النفوس وتطهرها، وتنمي الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة، وتعد الصدقات دواءً للعديد من الأمراض البدنية والقلبية، والزكاة تطهر النفس من الأخلاق السيئة غير المحبوبة، مثل الشح، والبخل، وفي الزكاة وتوزيعها بالطرق المشروعة درء لجميع جرائم المجتمع؛ كالسرقة، والقتل، والنهب، إذ إنها تمنع الفقير من السرقة ليحصل على قوت يومه[٤].


فوائد الحج

توجد الكثير من الفوائد للحج، فيُعد نوعًا من أنواع الجهاد في سبيل الله عز وجل، كما أن الإنسان الذي يؤديه ينال عظيم الأجر والثواب الجزيل، وما يحصل في مناسك الحج هو إقامة وتعظيم ذكر الله عز وجل، وإظهار شعائره؛ كالطواف بالصفا والمروة والبيت والتلبية، وفي الحج يكون اجتماع المسلمين من جميع أنحاء المعمورة فيتبادلون الحب والمودة والتعارف، وما يتصل به من الإرشاد والتوجيه للخير، والهدي الذي يقوم به الحاج ليتقرب من لله سبحانه، ويعد فريضةً عما وقع منه من تقصير وأخطاء، كما أن في الحج تبادل للمصالح التجارية وغيرها بين المسلمين[٥].


المراجع

  1. رواه الألباني، في مشكلة الفقر، الصفحة أو الرقم: 57، صحيح .
  2. "معنى الإسلام وأركانه"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  3. "شرح حديث (بني الإسلام على خمس)"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  4. "فوائد الزكاة والصدقات "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  5. "من فوائد الحج"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :