حكم عيد المولد النبوي

حكم عيد المولد النبوي

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

إنّ الاحتفال بالمولد النبوي أمرٌ غير مشروع بل يُعَدُّ بِدعةً، لأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لم يفعلوه أبدًا، ولا حتى لموالد الصحابة الأخرى، مثل مولد علي أو للحسين -رضي الله عنهم- أو لغيرهم، ولم يحثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا الفعل، ولم يفعله أصحابه المقربون، وإنّما ابتدعه الرافضة، وتبعهم بعض السُنِيين، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: (خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فالراجح أنّ الاحتفال بالمولد النبوي لا يجوز فعله، لأنّ البدع تبقى بدعة حتى لو فعلها جميع الناس، كما أنّها تعدُّ وسيلةً للشرك والغلو[١].


أقوال أهل العلم في إنكار بدعة الاحتفال بالمولد النبوي

أجمعت الأمّةُ الإسلامية في القرون الثلاثة الأولى التي فضّلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- على غيرها؛ أنّها لا تُؤمن بأيّ احتفالات ولا أعياد إلّا عيديّ الفطرِ والأضحى، وما سِواهما من الأعيادِ والذكريات فهي لغو غير معروف ولا مُعترفٍ به عندهم، وكانوا أشد إنكارًا لكل من كان يخالفُ الإسلامَ ببدعة أو كفر أو معصية، ومن صرامة تَمسّكهِم بالكتابِ والسّنة، خلتْ مساكنهم من البدع المنكرة، والأمور التي يستحدثها بعض الجموع.


أمّا آراءِ العلماء في إنكار هذه البدعة فكانت كثيرة مُدعمة بالدلائل والإثباتات القاطعة، ومنها ما يلي[٢]:

  • رأى شيخ الإسلام ابن تيميّة في اقتضاء الصراط المستقيم: "وكذلك ما يُحدثه بعض الناس، إمّا مضاهاة للنصارى في عيد ميلاد عيسى، وإمّا محبّة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمًا...، من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، مع اختلاف الناس في مولده فإنّ هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السلف -رضي الله عنهم- أحق به منّا، فإنّهم كانوا أشد محبة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمًا له منّا، وهم على الخير أحرص".
  • ألّف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالةً عملاقة بلغت 600 صفحة تقريبًا والتي سمّاها؛ القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل: وقد ذكر أنّ الاحتفال بالمولد بدعة، وردَّ فيها على أغلب الشُبَه التي يثيرها مُدّعي هذه البدعة.
  • ألّف الفاكهاني رسالة بعنوان المورد في عمل المولد، وقد أنكر هذه البدعة بها فقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون".
  • أنكر العديد من العلماء المتقدمين والمتأخرين هذه البدعة، ومنهم الشيخ ابن باز، ومحمد بن ابراهيم، والشيخ بشير السهسواني الهندي في كتابه صيانة الإنسان، والإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام.


كيفية إظهار محبة رسول الله

إنّه من الأفضل والأجل لنا في إظهار محبتنا للرسول -صلى الله عليه وسلم- أن نتّبعه بصدقٍ ونسير على هُدي خطاه متّبعين سنته وحريصين بما دعانا إليه، فهذه الأعمال التي تُظهر صدقَ محبتنا لنبينا صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا الأمر حدثّنا علية الصلاة والسلام في أحاديثٍ كثيرة وحَذَرنا من الابتداع في الدين لكي لا نُتيح مكانًا للمظاهر المزيّفة والدعوات الآثمة التي يختلقها بعض الجمع لإبراز المحبة وإظهارها في غير مكانها، فعلامات المحبة وبراهينها عديدة؛ كذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتمني رؤية وجهه الشريف، وكثرة الصلاة والسلام عليه، فهو يتأكد من محبتنا عند ذكره، إضافةً لمحبةِ آلِ بيته وزوجاته أمهات المؤمنين وأصحابه رضوان الله عليهم، ومحبةِ سنته ومحبة المتمسكين بها ودعاتها الذين هم دعاة الحق والهدى[٣].


المراجع

  1. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.
  2. خباب بن مروان الحمد، "في ذكرى المولد النبوي"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.
  3. الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر (2010-05-16)، "المظاهر الصادقة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :