محتويات
كيف يؤثر الفقر على حياتنا؟
يُعرّف الفقر بأنه افتقار النّاس إلى الوسائل اللّازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسيّة، ويمكن تعريف هذه الاحتياجات على أنّها الاحتياجات الضّروريّة للبقاء، ويشمل هذا التّعريف الأشخاص القريبين من حدود المجاعة، أو الذين لا يصلون إلى مستوى التّغذية والسّكن والملبس الذي وصله باقي السّكّان، ومن آثار الفقر أنّه يمتدُّ إلى جوانب غير اقتصاديّة في الحياة؛ فقد ارتبط بسوء الصّحّة، وانخفاض مستويات التّعليم أو المهارات، وعدم القدرة على العمل أو عدم الرّغبة به، وبمعدّلات عالية من السّلوك التّخريبيّ أو المضطرب، ومهما كان التّعريف الذي يُستخدَم للفقر، فإنّ السّلطات والشّخصيّات العامّة على حدٍّ سواء تفترض أنّ آثار الفقر ضارّة للأفراد والمجتمع عمومًا[١].
يؤثر الفقر على نوعية الحياة الاقتصاديّة للجميع، وليس فقط للفقراء؛ لأنّه يولّد الجريمة، وأسرًا محطّمة، وإدمان المخدرات، والمرض، والأمّيّة، كما أنَّ للفقر تكاليفَ خفيّةً، مثل خسارة الممتلكات، وتدهور قيمة العقارات، والإصابات الجسديّة، وزيادة النّفقات العامّة والخاصّة للتّأمين، وانعدام إنفاذ القانون، وزيادة قضايا المحاكم والسّجون، وسوء الرّعاية الصّحّيّة، ولا يمكن لأحد أن يكون بمنأًى تامٍّ عن الآثار الاجتماعيّة للفقر، وقد يكون ضمان الحدّ الأدنى من مستويات التّغذية والمأوى والسّلامة والرّعاية الصّحّيّة والتّعليم للجميع في حدود قدرات الاقتصاد أكثر إنتاجيّة وفائدة للجميع، وفي النّهاية الثّروة والفقر هي قضايا تمسُّ جودة الحياة، ومن الواضح أنّ الثّروة تحسِّنها، لكنّ الفقر يجعلها سيئة؛ لذا يجب الحفاظ على استقرار الاقتصاد ونموّه لمحاربة الفقر.[٢]
كيف يساعد العمل في التخلص من الفقر؟
من أكثر الطّرق فعاليّة لمكافحة الفقر بين الأجيال الحاليّة والمقبلة هي الحفاظ على اقتصاد العمالة الكامل، وعندما يكون سوق العمل قويًّا أو ضيّقًا، فإنّه سيوفّر فرص عمل متزايدة لمن هم في القاع، وليس من المرجّح أن يجد العمّال المحرومون فرص عمل في سوق عمل ضيّقة فحسب، بل إنّهم أيضًا سيكونون في وضع أفضل لتأمين رواتب أعلى؛ إذ سيضطر أصحاب العمل إلى التّنافس على العمل، وهذا يمكن أن يتيح لملايين العمّال فرصة انتشال أنفسهم وأسرهم من براثن الفقر، لكن حتّى لو كانت العمالة الكاملة مهمّة خاصّة للمجموعات الأكثر حرمانًا، فلا يزال السؤال مطروحًا حول كيفيّة الوصول إليها؛ لأنّ أكبر عائق في الوقت الحاضر أمام ارتفاع مستويات العمالة، هو عدم كفاية الطّلب على السّلع والخدمات في الاقتصاد، أمّا عند وجود مزيد من الطّلب، سيزداد عدد العاملين تلقائيًّا.[٣]
يمكن التّحرّك نحو العمالة الكاملة عن طريق تقليل المعروض من العمالة؛ تحديدًا عن طريق خفض متوسّط عدد ساعات عمل النّاس، وعلى الرغم من أنّ التّوظيف الكامل ليس الحلّ النّهائيّ للفقر، إلّا أنّ الوصول إليه سيقطع شوطًا طويلًا، لذا فإنّ الفكرة الأساسيّة أن يعمل النّاس بجدٍّ لإنقاذ أنفسهم من الفقر، لكنّهم لن يتمكّنوا من العمل بجدٍّ إلّا إذا كانت الوظائف متاحة، ولن يتمكّنوا من التّخلّص من الفقر إلّا إذا كانت أجورهم عادلة.[٣]
كيف يساعد الإسلام في التخلص من الفقر؟
الفقر مثل الأمراض الفتّاكة يلحق الضّررَ بالكثيرين إن تُرك دون معالجة، وقد اهتمَّ الإسلام بهذه القضيّة كثيرًا، ووضع مبدأين أساسيين لمحاربتها، وهما احترام كرامة الإنسان، والحضِّ على التّكافل الاجتماعيّ[٤]، وقد عالج الإسلام مشكلة الفقر فشرّع الواجبات على الأغنياء والحقوق للفقراء؛ لمحو آثاره السّيّئة عن النّفس والمجتمع، ولمنع انتشار مظاهر البؤس والشّقاء في الحياة، وجعَلَ الزّكاة ركنًا من أركان الإسلام، وهي حقٌّ معلوم في أموال الأغنياء للفقراء، وإلى جانب ذلك دعا الإسلام إلى العمل ورغّب به، ودعا المسلمين للكسب الحلال وأثاب عليه، وحذَّر من البطالة والتّواكل وبغّضهما في نفوس المسلمين، وهذا أحد الحلول الموضوعيّة لمشكلة الفقر[٥]، وفيما يأتي توضيح لكيفيّة مساعدة الإسلام في التّخلّص من الفقر[٤]:
- العمل والسّعي: لا يعني الإيمان بمبدأ الرّزق المضمون التّواكل والقعود، بل لا بدّ أن يسعى للعمل كلّ مقتدر عليه، ولا حجّة لأحد لتركِ كسب المال إهمالًا أو كسلًا بحجّة أنّ اللّه كتب عليه الفقر، وقد شجّع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام على أيِّ عمل ما دام مشروعًا.
- تحريم التسوُّل: إنّ الإسلام يعد التّسوّل وصمة عار لصاحبه في الدّنيا والآخرة.
- وجوب التّعاون: أوجب الإسلام على الأقارب الميسورين أن يتكفّلوا بأقاربهم إذا أصابهم الفقر بسبب إصابة تمنعهم من العمل أو الشّيخوخة، أو وفاة مُعيلهم؛ للحفاظ على التّراحم والتّكافل.
- الصّدقة: هي العطيّة التي يبتغي فيها المؤمن وجه اللّه، وتكون للأقارب والجيران والمعارف الفقراء الذين لا تجب النّفقة عليهم، وقد تنوّعت أساليب تقديم الصّدقات اليوم لدرجة يمكن ألّا يعرف الفقير من تصدّق عليه؛ خوفًا من جرح مشاعره وحزنه.
من حياتكِ لكِ
يعيش أكثر من نصف سكان العالم على أقلّ بدولارين في اليوم، وهذه حقيقة مروّعة يمكن أن تجعلنا نشعر بالعجز في بعض الأحيان، ومع ذلك يمكن مكافحة الفقر بالعديد من الطّرق، ونقدم لكِ عددًا منها:[٦]
- يجب على الأشخاص المتأثّرين بمشكلات الفقر تأثرًا مباشرًا أن يشاركوا في المجتمع مشاركةً نشطة وحقيقيّة تبرز جهودهم لمكافحة الفقر، وهذا يعني أنّ المتضرّرين أنفسهم سيكونون المشاركين الرّئيسيين في مكافحة فقرهم، ويجب أن تؤخذ رؤيتهم بعين الاعتبار، ويمكنكِ أن تكوني جزءًا من تيسير أعمالهم؛ ليصبحوا جزءًا من عمليّة معالجة المشكلات التي يواجهونها وحلّها.
- أنشئي مجموعة منظّمة داخل المجتمع لمساعدة العديد من النّاس، وليس فقط لعدد قليل من الأفراد؛ لأنّ العمل الجماعيّ أكثر فاعليّة في تعزيز الأشخاص الذين يعانون من الفقر وتمكينهم.
- إذا كنتِ متخصّصة في مجال تحديد القضايا والمشكلات التي يُعاني منها الفقراء، فبإمكانكِ أن تساعديهم لتقوية ثقتهم بأنفسهم، واكتساب قدرات جديدة للعمل، وهذا يعني أنّه يمكن استخدام جهودهم وخبراتهم الأوّليّة في معالجة المشكلات والقضايا الأكثر تعقيدًا.
- ساعدي الفقراء في معالجة قضاياهم وحلّها؛ لأنّه يجب أن يكون لدى المتضرّرين الذين يمرّون بعمليّة مكافحة الفقر مستوى عالٍ من الوعي حول وضعهم وقدراتهم الخاصّة؛ من أجل الحفاظ على جهودهم الجماعيّة، ومعالجة القضايا المستقبليّة.
المراجع
- ↑ "Poverty", britannica, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "Wealth and Poverty: The Ultimate Issue: Quality of Life", infoplease, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Dean Baker (17-3-2016), "How to Fight Poverty Through Full Employment"، talkpoverty, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ^ أ ب أميرة محمود عبدالله (25-3-2015)، "معالجة الفقر في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "نظرة في مشكلة الفقر"، islamway، 9-3-2015، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "5 Ways to Fight Poverty", outreach-international, Retrieved 13-6-2020. Edited.