الصيام
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فإنّ الصيام من أعظم العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، كما أنَّ الصيام جُعل في أعظم شهر من شهور السنة وهو شهر رمضان المبارك الذي نزل القرآن الكريم فيه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتحديدًا في أعظم ليلة من ليالي الشهر وهي ليلة القدر، ومن الجدير بالذكر أنَّ فضل هذه الأيام المعدودات كبير جدًّا، فكثير من الناس تغيرت حياتهم وتبدّلت أحوالهم ونالوا سعة كبيرة في رزقهم وشفاءً من أمراضهم ببركة شهر رمضان المبارك وأجر صيامه، ويُعرَّف الصيام بأنَّه عبادة يؤدّيها المؤمن لله سبحانه وتعالى فيمتنع ويمسك عن الطعام والشراب والجماع بدءًا من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ الحكمة من فرض الصيام على المسلمين هي تربية نفوسهم وتهذيبها على الصبر، وتعزيز قواعد تقوى الله سبحانه وتعالى واتباع أوامره في نفوسهم، كما أنَّ الصيام يُعزّز من إرادة الفرد ويزيد من قدرته على الالتزام، وممّا لا شك فيه أنَّ الحرمان الذي يكون فيه المسلم أثناء الصيام يخلق فيه العطف والشفقة على المحتاجين الذين لا يجدون ما يأكلون، كما أنَّ الصيام يحمي الجسم من أمراض كثيرة وخطيرة تُصيب الإنسان.[١]
تحليل الدم يبطل الصيام
يحتاج الكثير من الناس إلى سحب عينات من الدمّ أثناء فترة الصوم نظرًا لأسباب صحيَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا الأمر لا يؤثّر على الصيام، ويجب على المسلم أن يستكمل صيامه بعد أخذ عينة دم من جسمه للتحليل، فهذا النوع من الإجراءات لا يُضعف الجسم، ولا يوجد له تأثير بالغ على الصائم، فلا يوجد أي دليل شرعيّ يُشير إلى إفساد الصوم بمثل هذا الفعل، وذلك لما فيه من حاجة وضرورة، كما أنَّه لا ينتمي إلى مجموعة المُفطرات التي تفسد الصوم في الشرع، وأمَّا في حال سحب كمية كبيرة من الدم لحاجة ضرورية والتي ستؤثر بدورها على صحة الصائم، فيجب أن يفطر ويأكل حتى يستعيد قوته وصحته، ثمّ يقضي اليوم الذي أفطر به، وطالما كان الصائم قادرًا على تأجيل كل ما يؤدّي إلى إفساد صومه حتى الإفطار فذلك خير له، وفي حال الاضطرار والضرورة فلا بأس في ذلك.[٢]
حكم الصيام وفضله
يُعدَّ الصوم في شهر رمضان المبارك فرضًا على كل مسلم بالغ عاقل وقادر عليه، كما أنَّه ركن من أركان الإسلام، وأمَّا الصوم في غير شهر رمضان المبارك من باب الإتيان بالنوافل للتقرُّب من الله سبحانه وتعالى فهو مستحب وجعل الله فيه خيرًا وأجرًا كبيرًا، ومن أهم فضائل الصيام وتحديدًا في شهر رمضان المبارك أنَّه يمحو ذنوب المسلم طالما أنَّ صيامه خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى، وفي شهر رمضان المبارك تُفتح أبواب الجنة، ويستجاب دعاء السائلين، وتتنزل البركات من الله سبحانه وتعالى على المسلمين.[٣]
المراجع
- ↑ "تعريفُ الصَّوم، وأقسامُه، وفضائِلُه، والحِكمةُ مِن تَشريعِه"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ " أخذ عينة دم للتحليل لا تفطر الصائم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل الصيام وحكمه"، الفقه، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.