ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية؟

ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية؟

السنة الهجرية الجديدة

تحتفل الأمة الإسلامية بأول يوم من شهر مُحرم، وهو أول شهر هجري وثاني أعظم شهر بعد شهر رمضان، وفي هذا التاريخ بدأت هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في عام 622م، ويُذكر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو من اعتمد الهجرة كنقطة مرجعية للتقويم الإسلامي، وتبلغ مدة هذه السنة 354 يومًا فقط، وبالمقارنة مع التقويم الميلادي تتراجع السنة الهجرية بنحو 11 يومًا في كل عام، ومن الجدير بالذكر أن بدايتها قد تختلف في بعض البلدان لمدة تصل إلى يومين.

كما تُعدّ بداية السنة الهجرية الجديدة يوم عطلة رسمية في معظم الدول الإسلامية، وتختلف عادات الاحتفال بها من دولة إلى أخرى لكنها تشتمل بالعموم على حضور المسلمين للأنشطة الدينية، واستقبال هذا العام الهجري الجديد بإقامة الصلاة وقراءة القرآن وحضور الخطب الخاصة بهذه المناسبة سواء في القاعات العامة أو في المساجد[١].


ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية؟

لا يجوز الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية؛ لأن الاحتفال بِهِ ما هو إلا تقليد لأفعال المشركين، والسير على خطى السّنة الجاهلية التي كان يفعلها النصارى والمجوس واليهود، ولو كان الاحتفال بهذه المناسبة فيه خير للأمة الإسلامية لبيّنه الرسول -عليه الصلاة والسلام- في السنة النبوية بالفعل، أو بالقول، أو بالإقرار، أو أنه اشتهر وعُرِفَ بين الصحابة -رضي الله عنهم- ثم نقلوه إلينا.

ولو كان الاحتفال ببداية السّنة الهجرية فيه منفعة أو فائدة لكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أول من احتفل به، والأعياد المشروعة في ديننا الإسلامي هي: عيد الفطر وعيد الأضحى وأي عيد خلافهما فهو عيد مُحرم، والدليل على ذلك ما رواه أنس بن مالك: (كانَ لأهْلِ الجاهليَّةِ يومانِ في كلِّ سنَةٍ يلعَبونَ فيها فلَمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ قالَ كانَ لَكُم يومانِ تلعَبونَ فيهِما وقد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهِما خيرًا منهُما يومَ الفطرِ ،ويومَ الأضحى) [صحيح النسائي|خلاصة حكم المُحدث: صحيح], وفي هذا الحديث نجد أن الله أبدل أعياد الجاهلية بعيدي الفطر والأضحى وحرم الاحتفال بأي عيد سواهما، ومن الواجب على المسلمين الاكتفاء بهما، كما به تنبيه وتحذير بأن الله -جل جلاله- هو من يُشرع الاحتفال بالأعياد، والأمر ليس متروك للعباد يحتفلون بأي عيد حسب أهوائهم ورغباتهم، كما شرع الله للمسلمين في عيدي الفطر والأضحى مظاهر الاجتماع وتعظيم المولى، وإظهار السرور والفرح، والتوسيع على النفس والأهل في الطعام والشراب، والثياب، واللعب المُباح، فأغناهم بذلك عن جميع الاحتفالات المُحدثة والأعياد المُبتدعة.

ومن يقول بأن مسألة الاحتفالات مرجعها لأعراف النّاس وعاداتهم والأصل في العادات الإباحة، يكون الرد عليه بوجود فرق بين الاحتفال لحدث عارض لا يتكرر مثل:الشفاء من مرض، أو قدوم غائب، أو ولادة مولود، أو نجاح طالب، وبين تكرار الاحتفال بحدث ما مثل: بداية السنة الهجرية أو الميلادية، أو المولد النبوي، فالاحتفال بالأحداث الأولى مباح، أما الاحتفال بالصنف الثاني منها فهو مُحرم[٢][٣].


ما هو حكم التهنئة برأس السنة الهجرية؟

بعد الوقوف على حكم الاحتفال بالسنة الهجرية سنتطرّق لحكم التهنئة بها، في الحقيقة فإنّه لا أصل للتهنئة بقدومها ولم يرد عن السلف الصالح ما يدل على الاحتفال بها، كما لم يرد أيّ دليل في القرآن الكريم أو السنة النبوية يدل على شرعيتها.

أما في وقتنا الحاضر فقد اختلف العلماء المسلمون في حكم التهنئة بها فمنهم من منعها مطلقًا، ومنهم من قال: إذا بادر المسلم أخيه المسلم وقال له: كل عام وأنت بخير فلا مانع من الرد عليه بقول: وأنت بخير، أو قال له نهنئك بهذا العام الجديد فلا بأس أن يرد عليه بقول: هنأك الله بخير وجعله عام بركة وخير؛ لأن جواب التحية واجب على المسلم، أما الابتداء بالتهنئة فهو ليس سنة واجبة وأيضًا ليست من الأمور المنهي عنها[٤][٥][٦].

أما استغلال رأس السنة الهجرية بتعليم المسلمين في الخطب والمحاضرات وتذكيرهم بالدروس والعبر المُستفادة من الهجرة النبوية فهو أمر مشروع؛ لأنه اغتنام للحوادث والمناسبات لتذكير النّاس بشيء حسن، وهذا ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ كان يغتنم المناسبات لِيُعلم أصحابه ويُبين لهم حكم الله في الحادثة أو النازلة، ومن ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم كسوف الشّمس، فقال النّاس له إنها كسفت لموت سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، فقام النبي ووعظهم وبيّن لهم الأمر في قوله: (إنّ الشمسَ و القمرَ لا يَنكَسِفان لموتِ أحدٍ و لا لحياتِه) [صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح][٧].


تعرّفي على أشهر السنة الهجرية

وفيما يلي سنوضح لكِ أشهر السنة الهجرية بالترتيب وسبب تسمية كلِ منها[٨]:

  • مُحرم: وسُمّي بذلك لأن العرب قبل قدوم الإسلام حرموا القتال فيه.
  • صفر: وسُمّي بذلك لأن أماكن العرب وديارهم كانت تَصْفَر، أي بمعنى أنها كانت تخلو من ساكنيها لخروجهم للبحث عن الطعام، أو الهروب من حر الصّيف، أو خروجهم للقتال.
  • ربيع الأول: وسُمّي بذلك لأن تسميته تزامنت مع قدوم فصل الربيع فلازمه هذا الاسم.
  • ربيع الآخِر: وسُمي بذلك أيضًا لأن تسميته تزامنت مع قدوم فصل الربيع، ومن الأخطاء الشائعة هو قول النّاس له ربيع الثاني؛ لأن استعمال كلمة الثاني يدل على شيء يليه الثالث والرابع، أما استخدام لفظ الآخِر يدل أن لا شيء بعده.
  • جمادى الأولى: وسُمّي بذلك لأن تسميته تزامنت مع قدوم فصل الشتاء ووقت تجمد الماء فلازمه هذا الاسم.
  • جمادى الآخرة: وسُمّي بذلك أيضًا لأن تسميته تزامنت مع قدوم فصل الشتاء، ومن الأخطاء الشائعة أيضًا أن يٌقال له جمادى الثانية؛ لأن الثانية توحي بوجود ثالثة، بينما في الحقيقة لا توجد ثالثة.
  • رجب: وسُمّي بذلك لأن العرب كانوا يعظمونه بترك القتال في أيامه: يقال رجب الشيء؛ بمعنى هابه وعظمه.
  • شعبان: وسُمّي بذلك لأن العرب كانت تتشعب به أي بمعنى تنقسم أو تتفرق إما للحرب وإما الإغارة، وذلك بعد قعودهم عنهما طوال فترة شهر رجب، وقيل أيضًا إنه سُمّي بذلك لأنه شعب بمعنى ظهر بين شهريّ رمضان ورجب.
  • رمضان: وجاءت تسميته اشتقاقًا من الرمضاء؛ إذ تزامنت تسميته مع الفترة التي كانت فيها الحرارة شديدة.
  • شوال: وسُمّي بذلك لأن تسميته تزامنت في فترة تشوَّلت بها ألبان الإبل، والشول من الإبل التي ارتفعت ألبانها.
  • ذو القعدة: وسُمّي بذلك لأن العرب قعدت به عن القتال تكريمًا وتعظيمًا لهُ.
  • ذو الحجة: وسُمّي بذلك لأن العرب عرفت الحج في هذا الشهر.


المراجع

  1. "Hijri New Year in Jordan in 2020", www.officeholidays.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  2. د.ربيع أحمد (2012-11-20)، "هل يحتفل المسلم برأس السنة الهجرية؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
  3. أبو أنس العراقي ماجد البنكاني، "حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
  4. علوي بن عبدالقادر السقاف، "التَّهنِئةُ بالعامِ الهِجريِّ الجَديدِ"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
  5. "حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد"، binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
  6. "حكم التهنئة بابتداء العام الهجري"، islamqa.info، 2008-12-28، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
  7. "التذكير بعبر ودروس الهجرة النبوية مشروع"، www.islamweb.ne، 2004-03-03، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.
  8. د.بليل عبدالكريم (2010-10-25)، "معاني الأشهر الهجرية"، www.alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-11. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :