محتويات
ما هي أهمية صلاة الاستخارة؟
يسمع كثير من الناس عن صلاة الاستخارة ولا يعملون بها إلا في أوقات نادرة مع اعتراء الشك لقلوبهم بعض الشيء؛ لجهلهم بأهمية هذه العبادة الجليلة دون الإدراك لثواب طلب المسألة من الله -عزوجل- ودعائه والتوجه إليه، وتكمن أهمية صلاة الاستخارة في تجريد افتقار المسلم إلى الله ونفي جميع ما يتعلق به ذهنه سوى الله، والتوكل عليه حق التوكل بتفويض الأمر إليه سبحانه، وجميع هذه المعاني مقاصد سامية لتحقيق التوحيد في الإسلام، إذ تحقق صلاة الاستخارة هذه المعاني وتعين على أدائها لا سيما لمن اعتاد القيام بها، واستشعر قلبُه حقيقة الحكمة من تشريعها، كما أن صلاة الاستخارة تقود العبد إلى النجاح في أمره والفلاح في اختياره والتوفيق في سعيه؛ فمن يفوض أموره إلى الله يكفيه إياها، ومن يسأله بصدق يعطيه الله حاجته، ومن يعطى الاستخارةَ فقد أعطي الخير كله.
إن استخارة الله -عز وجل- في جميع الشؤون تُشعر المسلم بالرضا بقضائه والقناعة بما قسمه له، فلا يندم على أي اختيار لما في قلبه من يقين وطمأنينة تدفع جميع الهموم والأحزان، وهذه هي أعظم فائدة يجنيها العبد من صلاة الاستخارة، فما ندم من استخار ربه، وخلاصة القول أن التوكل والرضا مضامين للاستخارة وعنوان للسعادة، فمن الشقاء تركها، فالتفويض والاستقسام بقدرة الله وعلمه والإيمان بحسن اختياره لعبده من لوازم الرضا بالله ربًا، فلا يذوق العبد حلاوة الإيمان إن لم يكن كذلك، وهذه علامة سعادته في الدنيا والآخرة[١].
ما هو أفضل وقت لصلاة الاستخارة؟
تشرع الاستخارة عندما ينوي المسلم الإقدام على شيء معين وتردد في ذلك، كأن ينوي الزواج أو السفر أو التجارة وغير ذلك مع تردده قليلًا، فيستخير الله تعالى ويصلي ركعتين كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعو ربه فيهما بدعاء الاستخارة، ولا بأس أن يدعو بمعنى الدعاء في حال عدم حفظه لنصّه، ويشرع الدعاء بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة، أو بعد صلاة النوافل كالسنن الرواتب بعد صلاة الظهر أو المغرب أو العشاء، ولا بأس أن يدعو ربه بدعاء الاستخارة دون صلاة، وهذا يعني عدم وجود وقت معين تحدد فيه أفضلية أداء هذه الصلاة، بل يدعو كل عبد في الوقت الذي يحتاج فيه لأداء هذه الصلاة لاستخارة ربه -جل وعلا-[٢].
ما هي دلالات قبول الاستخارة؟
قد يستند المسلم على علامات ودلالات يعرف بها نتيجة استخارته بعد أداء صلاة الاستخارة، وفيما يأتي ذكر لعلاماتها الثلاث التي إن وجد أي منها استدل العبد بها على الإقدام على ما يريد أو التوقف عنه[٣][٤]:
- انشراح الصدر.
- الرؤيا الصالحة.
- تيسر الأمر الذي استخار العبد فيه ربه.
فإن صلَّى المسلم ودعا ربه ثم استخاره وفعل ما كان ينوي فعله يسّره الله له إن كان خيرًا وصَرَفَهُ عنه إن كان شرًّا، مع التنويه إلى
أنه لا تلزم رؤية المنام لمجرد أداء الاستخارة لتحديد الإقدام على التصرف أو عدمه بناءً على الرؤيا المنتظرة فقد لا يرى المسلم الرؤيا أساسًا؛ وعليه ينبغي على العبد تفريغ الخواطر جميعها من قلبه؛ لئلا يميل إلى أمرٍ ما ثم يفعل ما استهوته نفسه سواء شُرح صدره له أم لم يشرح؛ وليعلم أن الأمر فيه خير حتى مع عدم انشراح نفسه له ما دام أنه أدّى الاستخارة، كما أن الاستخارة لا تمنع الأخذ بمشورة ذي الرأي السليم، فمن الحزم للمسلم العاقل ألا يقدم على العمل إلا بمشورةٍ سديدةٍ، فيجمع بين استخارة ربه -جل وعلا- واستشارة من يعرفون بالحكمة، لتحقيق الامتثال الأكمل للسنة.
معلومات عن صلاة الاستخارة
فيما يأتي ذكر لمعلومات متنوعةً بشأن صلاة الاستخارة[٥]:
- كان إذا همَّ أهلُ الجاهلية بأمر ما لجؤوا إلى الاستقسام بالأزلام بإحضار ثلاثة أحجار مكتوب على الأول افعل والثاني لا تفعل أما الثالث فهو خالٍ من الكتابة، فإنْ سُحب الحجر الأول أقدم على ما يريد وإنْ خَرَج له الثاني توقف في أمره، وما إن خرج له الثالث فيُعيد استقسامَه مرَّةً أخرى، فأكرم الله أمةَ الإسلام بالاستخارة الشرعيَّة ليستقسمٌ المسلم بربه، ويطلب مِنه الهداية لما يريد إن كان خيرًا.
- تكون الاستخارة في الأمورِ التي أباحها الله تعالى كالسفَر والبيْع والشراء وغيرها من الأمور المشروعة، أما فعل الخير من واجبات شرعية فلا يُستخار بشأنه وكذلك المحرَّمات.
- تصلى الاستخارة بأي من سور القرآن إذ لم يخصَّها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بسُور معينة، ولم يرد دليل على استحباب قراءة سورتي الكافرون والإخلاص فيها.
من حياتكِ لكِ
إليكِ سيدتي فيما يأتي توضيح دقيق حول خطوات أداء صلاة الاستخارة[٥]:
- صلي ركعتين بنيّة الاستخارة، وإن كانتا ركعتي نافلة ونوَيت الاستخارةَ بهما أجْزأ ذلك كأن تصلَّي ركعتين بنيَّة سُنَّةٍ راتبةٍ وتنَوَي بهما الاستخارة والراتبة.
- التزمي بلفظ دُّعاء الاستخارة الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم - دون زيادة أو نقصان لحديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يعلِّمنا الاستخارةَ كما يعلِّمنا السُّورةَ منَ القرآنِ يقولُ إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليرْكع رَكعتينِ من غيرِ الفريضةِ ثمَّ ليقل اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعلمِكَ وأستقدرُكَ بقدرتِكَ وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدرُ ولا أقدرُ وتعلمُ ولا أعلمُ وأنتَ علَّامُ الغيوبِ اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ هذا الأمرَ فيسمِّيهِ ما كانَ من شيءٍ خيرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري أو خيرًا لي في عاجلِ أمري وآجلِهِ فاقدرْهُ لي ويسِّرْهُ لي وبارِك لي فيهِ وإن كنتَ تعلمُ يقولُ مثلَ ما قالَ في المرَّةِ الأولى وإن كانَ شَرًّا لي فاصرفْهُ عنِّي واصرِفني عنْهُ واقدُر ليَ الخيرَ حيثُما كانَ ثمَّ رضِّني بِهِ) [صحيح ابن ماجه |خلاصة حكم المحدث: صحيح ]، لأن هذا هو الأكمل والأفضل.
- ادعي دعاء الاستخارة بعد التشهُّد قبل السلام وهذا هو الأفضل، علمًا أنه يجوز الدعاء به بعد السّلام أيضًا.
- استخيري إن كنت أنتِ صاحبة الشأن لقولِ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث السابق: (إذا هَمَّ أحدُكم)، فلا تستخيري عن غيركِ بالنيابة عن أحد.
- أجلي الصلاة لوقت لاحق إن كنت حائضًا، وإن لم يحتمل الأمر التأجيلَ اكتفتْي بدعاء الاستخارة دون صلاة.
- لا تُكرِّري صلاة الاستخارة فالأحاديث الواردة في تَكْرارها ضعيفة.
المراجع
- ↑ "أهمية صلاة الاستخارة"، islamqa، 11-6-2008، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أوقات صلاة الاستخارة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "ثلاث علامات للاستخارة"، islamweb، 16-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل (3-9-2007)، "سنة الاستخارة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "صلاة الاستخارة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2020. بتصرّف.