محتويات
الخنزير
يؤكد الكثيرون على أنَّ الخنزير يعيش على الأوساخ، كما أنه يأكل ويشرب ويتناول روثه، لذا فإنَّ تناول لحمه من الأمور غير الصحية نهائيًا، وبيئته كافية للعيش والتكاثر البيئي والطفيليات والفيروسات بسهولة تامة، وهكذا فإنَّ الإنسان يكون معرضًا للإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض من خلال هذا الحيوان، ولعل أبرز الأمراض التي يُمكن أن تصيب الإنسان هي إنفلونزا الخنزير التي شاع انتشارها في العصور الحالية، ومما لا شكَّ فيه أنَّ كثيرًا من المسلمين يطرحون تساؤلاتٍ مختلفةً عن سبب تحريم لحم الخنزير في الديانة الإسلامية، ولمعرفة تلك الأسباب مفصلةً إليكم هذا المقال[١].
أسباب تحريم لحم الخنزير
لم يرد في الشريعة الإسلامية تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير سوى أنَّه رجس، والرجس مصطلح يُطلق على ما هو قبيح في الشريعة الإسلامية، وكما تنظر الشريعة فإنَّ وجود ذلك المصطلح في القرآن الكريم تعليل كافٍ على ضرورة تجنب تناول هذا النوع من اللحوم، ومع ذلك يُوجد تعليل عام شامل يُحرِّم تناول لحم الخنزير، أي إنَّ كل ما حرمه الله عز وجل هو خبيث، والخبائث في الدين الإسلامي هي سبب فساد حياة الإنسان في الصحة أو المال أو الأخلاق، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ المسلمين في عهد النبي لم يكونوا على معرفة بتفاصيل خبث الخنزير، وسبب تحريمه التفصيلي حتى ظهرت الكثير من الاكتشافات الحديثة التي اكتشفت لحم الخنزير، والأمراض الموجودة فيه، كما بيَّنت احتواءه على جراثيم ضارة، ومن ذلك أنَّ الخنزير تتولد من لحمه الذي يأكله البشر دودة خطيرة تُوجد بذرتها في لحم الخنزير، مما يؤدي لعيشها في أمعاء الإنسان بطريقة غير قابلة للعلاج بالأدوية التي تطرد ديدان الأمعاء، وقد تعيش تلك الدودة الخنزيرية في عضلات الإنسان بطريقة يعجز الطب حتى يومنا عن تخليص الإنسان منها بعد الإصابة بها، وهي من المخاطر التي تُهدد حياة الإنسان، كما يُطلق عليها اسم تريشين، وفي إطار تلك الأبحاث والدراسات ظهرت حكمة تحريم لحم الخنزير في الديانة الإسلامية واضحةً[٢].
بالإضافة لذلك جاء في موسوعة لاروس الفرنسية أنَّ الدودة الخبيثة تنتقل إلى الإنسان وتستقر في قلبه، ثمَّ تعيش في عضلاته خاصةً في منطقة الصدر، والجنب، والحنجرة، والعين، والحجاب الحاجز، كما تعيش أجنتها وتحتفظ بالحيوية في الجسم لسنوات عديدة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّه لا يُمكن الوقوف عند هذا السبب في تعليم حرمة تناول لحم الخنزير، بل يُمكن للعلماء والباحثين الذين اكتشفوا تلك الآفة اكتشاف آفة أو مجموعة من الآفات الأخرى المستقبلية التي لم يتوصل لها أحد حتى يومنا الحاضر[٢].
من الجدير ذكره أنَّ الإسلام يرفض رأي أي شخص يزعم تربية الخنازير الأهلية في العصر الحاضر بطرق فنية مختلفة، مثل: المراعي والمبيت والمأوى التي تقضي على تلك الجرثومة، أي إنَّ نص الشريعة الإسلامية في التحريم مطلق وغير معلل، ويُمكن أن يكون للحم الخنزير مضار أخرى غير المكتشفة، والعلم دائمًا بتطور مستمر، وينبغي أيضًا ملاحظة أمر معين أنه إذا أمكن تربية الخنازير بطريقة فنية تُزيل تلك الآفة في وقت أو مكان أو أمكنة مختلفة من المراكز الحضارية العالمية، فإنَّ ذلك غير ممكن ومستحيل في جميع أنحاء العالم، وحكم الشريعة الإسلامية سيكون صالحًا وواقعًا لجميع البشر في جميع الأماكن، فالتحريم شامل وعام[٢].
جواز تناول لحم الخنزير
يُحرّم الشرع الإسلامي تناول لحم الخنزير إلا في حالة من الأحوال، وهي الضرورة التي تتوقف فيها حياة الإنسان على تناول ذلك اللحم، أي يُمكن تناوله إذا عانى الإنسان من جوع شديد، وخشي على نفسه الهلاك، كما يُمكن تناوله إن لم يجد طعامًا سواه وفقًا لما جاء في قواعد الشريعة الإسلامية التي تُعطي أولويةً لحياة الإنسان في مثل تلك الحالات[٣].
حكم تناول الجيلاتين
إذا علم الإنسان أنَّ مصدر الجيلاتين الموجود في الأدوية التي يتناولها حيواني غير مذكى وفقًا لما جاء في الشريعة الإسلامية أو أنَّ مصدره عظم أو جلد الخنزير فإنَّ ذلك يعني أنه نجس ويحرم تناوله، ولكن إذا انحصر العلاج على تناول ذلك الدواء، ولم يكن له أي بديل طاهر يُمكن تناوله، ولكن نجاسته تظل باقيةً، بينما إذا كان مصدر الجيلاتين نباتيً أو حيوانيً يُمكن تناوله إذا لم يكن من أصل نجس أو خبيث وفقًا لما جاء في الشرع الإسلامي أيضًا[٤].
أبحاث علمية عن لحم الخنزير
بيَّنت الدراسات والأبحاث العلمية مجموعةً من الأمور المتعلقة بالخنزير ولحمه، وأكدَّت على توافق الأبحاث العلمية مع ما جاء في تحريمه من نصوص القرآن الكريم، ومن تلك الأبحاث ما يأتي[٥]:
- الخنزير حيوان سبعي له أنياب تأكل الجيف والفئران بعكس الأنعام التي لا يُوجد لديها أنياب، ولا تتغذى نهائيًا على العشب والكلأ.
- انعدام وجوج إنزيمي Xanthin oxidase وUricase في بلازما الخنزير، كما تقل نسبة وجوده في الكليتين، مما يؤدي لاحتفاظه بنسبة عالية من حمض البوليد في الأنسجة، وهو يتخلص من حوالي 2 % من ذلك الحمض، ويخزن الجزء الباقي في جسده بعكس الأنعام التي تتخلص من حمض البوليك بنسب كبيرة بسبب وجود Xanthin oxidase في بلازما الأبقار التي تكسر حمض البوليك إلى النتوين، وهكذا فإنه يُفرز الحمض في بول الأبقار بنسب عالية، ويكون لحمه طاهرًا ولذيذًا، كما يُوجد في بلازما الأغنام Uricase التي تُكسر حمض البلويك، وتتخلص منه من خلال الكليتين، لذا فإنَّ لحم الأغنام طاهر وطيب أيضًا.
- كثرة حمض البوليك في دم الخنزير ولحمه من الأدلة الواضحة على نجاسته، لذا وُصف في القرآن الكريم بأنه رجس.
- كمية إنزيم اليويكاز الموجودة في كلى الأبقار حوالي ستة أضعاف الموجودة في كلى الخنازير.
- احتواء الخنزير على 50 % من الدهنيات، كما أنَّ حوالي 38 % من تلك الدهون مشبعة، ولا يستطيع جسم الإنسان هضمها، بينما يحتوي لحم البقر على 6 % من الدهون، وهي سهلة الهضم، وكذلك يحتوي لحم الأغنام على 17 % من الدهون سهلة الهضم، ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذا الأمر من الأدلة الواضحة على الضرر الذي يُصيب الإنسان عند تناول لحم الخنزير.
المراجع
- ↑ "ما هو سبب تحريم لحم الخنزير وشحومها؟"، مصراوي، 13-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "العلة في تحريم أكل لحم الخنزير"، إسلام ويب، 19-8-2001، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هو سبب تحريم لحم الخنزير ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 10-9-2005، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هو سبب تحريم لحم الخنزير بدلائله الشرعية ؟"، مركز الإشعاع الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ أ.د.حنفى محمود مدبولى، "eajaz"، الهيئة العالمية للكتاب والسنة، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.