كيف تعرف لحم الخنزير

كيف تعرف لحم الخنزير

لحم الخنزير

لحم الخنزير هو اللّحم الأحمر الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم لا سيما في دول شرق آسيا، لكنّ تناولها محرّم في الدّين الإسلاميّ واليهوديّ؛ لهذا يعد لحم الخنزير غير شرعي في العديد من البلدان الإسلاميّة، وغالبًا ما يؤكل دون معالجة، لكنّ منتجات لحم الخنزير المقدّدة (المحفوظة) شائعة أيضًا، وتشمل لحم الخنزير المدخّن، ولحم الخنزير المقدّد والنّقانق، وكونه غني بالبروتين والعديد من الفيتامينات والمعادن، ويمكن أن يكون إضافة جيّدة إلى النّظام الغذائيّ، وقد يحسّن أداء التّمارين ويعزّز نموّ العضلات ومعالجتها، ومن غير المرجّح أنّ استهلاك لحم الخنزير باعتدال يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب[١].

من ناحية أخرى يجب تجنّب استهلاك لحم الخنزير غير المطبوخ أو المطبوخ؛ لأنّ لحم الخنزير المغليّ قد يحتوي على موادّ مسرطنة، وقد يحتوي لحم الخنزير غير المطبوخ جيّدًا أو الخام على طفيليّات، مثل الدّودة الشّريطيّة التي يتراوح طولها بين 2 إلى 3 أمتار، ومع أنّ هذه العدوى نادرة للغاية في البلدان المتقدّمة، إلّا أنّها مقلقة جدًّا في إفريقيا، وآسيا، وأمريكا الوسطى والجنوبيّة، وقد يسبّب لحم الخنزير داء المشعرات، الذي تُسبّبه الدّيدان المستديرة الطّفيليّة، كما قد يتسبّب لحم الخنزير غير المطبوخ بالإصابة في داء المقوسات، الذي قد لا تكون أعراضه ظاهرة إلّا على الأجنّة أو لمن يُعانون من نقص المناعة، ورغم أنّه ليس طعامًا صحّيًّا، إلّا أنّ البعض يستهلكه باعتدال لأنّه جزء مقبول ضمن النّظام الغذائيّ الصّحّيّ[١].


كيف تعرف لحم الخنزير؟

غالبًا ما يُشاع أن بعض النّاس يكونون ضحيّة احتيال الباعة، الذين يظهر تلاعبهم في بيع لحم الخنازير بدلًا من لحم البقر، وهذا يُثير قلق النّاس بالإضافة إلى قلق التّجّار، وفي الواقع تُوجد اختلافات واضحة ومن السّهل اكتشافها للتّمييز بين لحم البقر ولحم الخنزير، وهي[٢]:

  • اللّون: يتميّز لحم الخنزير بلونه الشّاحب أكثر من لون لحم البقر؛ إذا يقترب لون لحم الخنزير من لون لحم الدّجاج، لكن لا يمكن اعتماد هذا الاختلاف؛ لأن لون لحم الخنزير قد يكون مموّهًا بدم البقر، فضلًا عن ذلك توجد أجزاء معيّنة من لحم الخنزير تتشابه إلى حدٍّ كبير مع لحم البقر؛ لذا من الصّعب جدًّا التّفريق بينهما.
  • الألياف: يحتوي اللّحم البقريّ على ألياف تبدو صلبة ومرئيّة بوضوح، بينما تبدو ألياف لحم الخنزير باهتة وضعيفة للغاية، ويصبح هذا الاختلاف واضحًا أكثر عند تمدّد اللّحمين.
  • الدّهون: يختلف دهن لحم البقر عن دهن لحم الخنزير في مستوى مرونته؛ لأنّ لحم الخنزير يمتلك قوامًا دهنيًّا أكثر مرونة، بينما تكون دهون البقر أكثر صلابة وتماسكًا، كما أنّ دهون لحم الخنزير تكون رطبة جدًّا، ويصعب إزالتها عن اللّحم، بينما تكون دهون الأبقار قليلة وليفيّة أكثر، لكن يجب الحذر عند مقارنة الكلى معًا؛ لأنّ مظهر دهون لحم كلى الخنزير يتشابه تقريبًا مع دهون البقر.
  • الملمس: ملمس لحوم البقر له مادّة أكثر صلابة من لحم الخنزير الذي يكون طريًّا وسهل التّمدّد، ونسيج لحم الخنزير مطّاطيّ للغاية، في حين أنّ لحم البقر يبدو صلبًا ومن الصّعب جدًّا تمدّده.
  • الرّائحة: لحم الخنزير له رائحة مميّزة خاصّة به، كما أنّ رائحة لحوم البقر مميّزة أيضًا، لكن لسوء الحظّ تتطلّب القدرة على تمييز الرّائحتين ممارسة متكرّرة لأنّ الاختلاف ليس كبيرًا جدًّا.


حكم أكل لحم الخنزير في الإسلام، وحكم من تناوله عالمًا بتحريمه

وردَ نهيٌ صريح في القرآن الكريم عن تحريم أكل الخنزير؛ لقوله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) [البقرة: 173]، وورد في الأحاديث الصّحيحة تحريمه كذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام)، وقد أجمع الأئمة على تحريم سائر أجزاء الخنزير، ولم يفرّقوا بينها في الحكم؛ لأنّهم فهموا النّصوص حسب قواعد اللّغة فهمًا مستنيرًا، مثلًا جاء في قول فخر الدّين الرّازي: (أجمعت الأمّة الإسلاميّة على أنّ الخنزير بجميع أجزائه محرّم، وإنما ذكر الله سبحانه وتعالى اللّحم لأنّ معظم الانتفاع يتعلّق به)، وقال ابن حزم: (لا يحلّ أكل شيء من الخنزير لا لحمه، ولا شحمه، ولا جلده، ولا عصبه، ولا غضروفه، ولا حشوته، ولا مخّه، ولا عظمه، ولا رأسه، ولا أطرافه، ولا لبنه، ولا شعره الذّكر والأنثى الصّغير والكبير سواء)[٣].

من أكل لحم الخنزير متعمّدًا غير مكره عليه، وهو يعلم أنّ محرّم ويعتقد بتحريمه، فهو مسلم عاصٍ وآثم، وتلزمه التّوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ لحم الخنزير محرّم؛ لقوله تبارك وتعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) [المائدة: 3]، وسمّاه الله رجسًا في قوله تعالى: (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) [الأنعام: 145]، والرّجس تعني النّجس، وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يضرِب به المثل في قبح بعض الذّنوب والمعاصي، فقال: (من لعب بالنّردشير فكأنّما غمس يده في لحم خنزير ودمه)، وقال ابن حجر الهيثميّ أنّ سبب تحريم الخنزير نجاسته، وانطباعه على الأخلاق الذّميمة، فالواجب على من أكل لحم الخنزير أن يتوب إلى الله عزّ وجلّ، ومن تابَ تابَ الله عليه[٤].


المراجع

  1. ^ أ ب Atli Arnarson, PhD (29-3-2019), "Pork 101: Nutrition Facts and Health Effects"، healthline, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  2. aisyaalfisya, "How to distinguish between Beef and Pork"، steemit, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  3. خالد بن سعود البليهد، "حكم أكل عظم الخنزير"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.
  4. "حكم أكل لحم الخنزير ممن يعلم أنه محرم"، islamweb، 14-1-2008، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :