الأم
كرَّم الدين الإسلاميّ الأم، ورفع من مكانتها، فدور الأم في المجتمع لا يقل أبدًا عن دور غيرها، بل هي الأساس الذي يعتمد صلاح المجتمع على صلاحه، وذلك لأنَّ المسؤولية التي تحملها الأم على عاتقها غير محصورة فقط بإنجاب الأطفال، وإنَّما دورها أعظم من ذلك بكثير، فهي المربية والمسؤولة والمراقبة، وهي مصدر الحب والحنان، فيمكن تشبيه الأم بأنَّها هي البيت الذي يلم شمل العائلة، ويحفظ ترابطها وتماسكها، ومن الجدير بالذكر ورود الكثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبويَّة التي دعت إلى احترام الأم والحرص على نيل مرضاتها، وحذرت كذلك من غضبها لما له من آثار سلبيَّة على الفرد في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وفي هذا المقال حديث عن تكريم الأم في القرآن الكريم.[١]
تكريم الأم في القرآن
نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حاملًا معه أعظم رسالة عرفتها البشريَّة، وهي رسالة الإسلام السمحة، وممّا لا شك فيه أنّ ورود ذكر الأم في القرآن الكريم بحدّ ذاته هو تكريم ورفعة لها، فقد قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]، وفي الآية الكريمة إشارة واضحة إلى معاناة الأم في الحمل والولادة، وفي قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان: 14] قد ذكر الله سبحانه وتعالى الضعف الذي ينال الأم في سبيل إنجاب الأطفال، والمسؤولية الكبيرة التي تحملها على عاتقها في سبيل تنشئتهم بصحة سليمة، ومن الجدير بالذكر أنَّ علاقة الأم بأطفالها علاقة نبيلة لا مثيل لها في الصدق والحب، فلا يوجد من يحب الأبناء ويعطف عليهم بعاطفة أقوى من عاطفة الأم، ولذلك كان لا بد من فرض طاعتها تعويضًا لها عن كل ما مرّت به من تعب طوال حياتها، وممّا لا شك فيه أنَّ الإسلام قدّم الأم على الأب لأهمية دورها، كما قدّسها حتى أنَّه جعل له حقًّا في ميراث أبنائها إن ماتوا في حياتها، كما أنَّ القرآن الكريم ذكر الكثير من قصص الأمهات اللواتي أفنين أعمارهنّ في سبيل تربية أبنائهنّ على طاعة الله سبحانه وتعالى مثل أم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وأم سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام مريم العذراء، وفي كل ذلك دليل على أهمية مكانة الأم في الإسلام، كما أنَّه تكريم لها جراء ما تعانيه في سبيل تنشئة الجيل القادم على أسس الخير والصلاح.[٢]
أهمية الأم في المجتمع
إنَّ الأم هي صاحبة الفضل في غرس مفاهيم الأخلاق الحسنة، ومبادئ القيم الحميدة في أبنائها، كما أنَّه موكول إليها مهمة بناء أسس العقيدة الإسلاميَّة السليمة داخلهم، فبفضل الأم الواعية ينشأ جيل سليم متماسك وقادر على تولّي زمام الأمور، وبتربيتها الصحيحة يكون قادرًا على تحقيق تقدُّم المجتمع ونهضته، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ الدين الإسلاميّ هو أول من جاء بمبادئ احترام الأم، ورفع قيمتها، وهو من جعل رضاها من رضا الله سبحانه وتعالى، فمن حرص على نيل رضا والديه رضي الله عز وجل عنه، ولذلك يجب أن يحرص الفرد على طاعة والديه طالما لم يأمراه بمعصية، وأن يتجنّب غضبهما لما فيه من شر له في حياته ومماته.[٣]
المراجع
- ↑ " مكانة الأم في الإسلام بين "القرآن والسنة" "، الوفد، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأم في الإسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "5 من أهم أدوار الأم في حياة الأبناء"، دليل التعليم، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.