محتويات
الكفار والمشركون
في القرآن الكريم وفي السنة النبوية كثيرًا ما يتردد مصطلحا الكفار والمشركين، والخلط وارد لدى الجميع في الاعتقاد بأن كلا المصطلحين يدل على نفس الفئة، ولكن هذا الأمر فيه الخطأ الكثير، فالكافر غير المشرك، والمشرك غير الكافر، ومع أن كليهما خارجان من ملة التوحيد لله عز وجل، إلا أن الفرق في المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي واضح وجلي ومرتبط بجذور الاعتقاد وأساسها[١][٢].
الكفر
الكفر في اللغة يعني الإنكار أو الجحود أو التغطية، وفي الاصطلاح يُقصد بالكفر إنكار وجود الله عز وجل أو أي من أركان ودعائم الإيمان الستة الأساسية مجتمعة، وهي الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وملائكته ورسله جميعها وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ويكون الكفر بأي فعل أو قول يصدر عن الإنسان يدل على إنكاره لأي من هذه الأركان الستة، مما يُخرجه من ملة الإسلام، كأن يُلحد وينكر وجود الله عز وجل، أو يُنكر الملائكة أو يُنكر أيًّا من الرسل، فكل هذا من أشكال الكفر.
الشرك
الشرك مصطلح يدل على الشراكة والاشتراك بين أكثر من شخص في أمر واحد، فحين يُقال أشرِِكْ فلانًا في القضية، أي أدخله معك في القضية واجعله يشاركك فيها، أما الشرك في الاصطلاح فيعني الإشراك في العبادة والاعتقاد مع الله عز وجل، أي أن يجعل الإنسان إلى جانب الله عز وجل إلهًا آخر يعبده ويقدسه ويتوجه له بالدعاء أو بالصلاة أو بأي شكل من أشكال العبادة، والشرك قد يكون بالفعل الصريح والواضح، أو يكون الشرك باللفظ، وكلا الحالتين تخضعان لحكم الشرك[٣].
الفرق بين الكفر والشرك
الفرق قد يبدو جليًا وواضحًا بين الكفر والشرك بعد التعريفات التي أوردناها في البداية لكل مصطلح على حدة، إذ إن مصطلح الكفر أعم وأشمل من مصلح الشرك، فالكفر يدل على أن هذا الشخص لا يؤمن أصلًا بوجود الله عز وجل أو لا يؤمن بأركان الإيمان مثل الملحدين، إذ ينكرون وجود خالق وإله لهذا الكون، ويقولون إن الكون مخلوق صدفة.
أما الشرك فيتمثل بإيمان يشوبه التشويش والجمع في النية عند العبادة، كأن يذبح الشخص الأضحية لوجه الله ومن أجل إرضاء أحد الأولياء الصالحين، أو أن يُشرك في الحلفان مثلًا أحد الأشخاص الذين عرفوا بالتقوى أو أحد الصحابة وحتى أحد الأنبياء فكل هذا فيه شرك بالله سواءً في الفعل أو بالقول[٣].
أهل الكتاب بين الشرك والكفر
الشريعة الإسلامية تعاملت مع الكفار بحذر فلم تُجز أبدًا أكل ذبائحهم أو حتى الزواج من نسائهم، أما أهل الكتاب والذين يوضعون تحت تصنيف المشركين، فالنصارى يرون أن عيسى ابن الله، واليهود يرون أن عازر كذلك، فقد أجازت الشريعة الإسلامية الزواج من بناتهم أو الأكل من ذبائحهم وفي هذا دليل على أن هناك أملًا أن هذا المشرك على الرغم من إشراكه إلا أنه يعبد إلهًا واحدًا ويمكن أن يهدي الله قلبه ليتوقف عن الإشراك ويوحده[١][٢].
المراجع
- ^ أ ب "الفرق بين الكفر والشرك"، الامام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 15-03-2019.
- ^ أ ب "هل هناك فرق بين الكفر والشرك"، اسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 15-03-2019.
- ^ أ ب "الفرق بين الكفر والشرك"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 15-03-2019.