حقوق المرأة بعد الطلاق

حقوق المرأة بعد الطلاق

الطلاق وأسبابه

الطلاق هو الحل الذي يلجأ إليه الزوجان في حال شعور كلٍ منهما أن الأمور بينهما لا تسير على ما يرام، وأن الحياة المشتركة بينهما باتت مستحيلة، فتصبح الحياة كلها نوبات قتال وتصالح، ولا يعقل أن تستمر الحياة بهذا الشكل طوال العمر، فيلجآن إلى الطلاق لإنهاء كل هذه النزاعات والخلاف القائم والمتعب لكل الأطراف[١]، وللطلاق الكثير من الأسباب، ومن أهمها[١]:

  • الغش والخيانة، فكون أحد الزوجين على علاقات خارج الزواج تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي لنشوب الخلاف الذي قد ينجم عنه بعد ذلك الطلاق، ويمكن اعتبار الخيانة الزوجية أحد أبرز الأسباب المؤدية للطلاق.
  • غياب التوافق المالي، فاختلاف عادات الإنفاق بين الزوجين من الأمور التي تزيد النزاع بينهما خاصةً في حال كان أحد الزوجين مسرفًا، والآخر موفرًا، أو في حال امتلاك أحدهما المال أكثر من الآخر، جميعها أمورٌ تتسبب في نشوب خلافات تؤدي بالنهاية إلى حدوث الطلاق.
  • غياب التواصل بين الزوجين، فالتواصل هو أساس الزواج الناجح والقوي، والصراخ والجدال العقيم، وعدم التحدث بما فيه الكفاية على مدار اليوم وإبداء الانتقادات والتعليقات السيئة كلها أمور تشعل فتيل المشكلات الكبيرة التي قد تقود الزوجين إلى الطلاق.
  • الجدل العقيم طوال الوقت، والذي بدوره يجعل كلا الزوجين يتناقشان بالطريقة نفسها ويقدمان الحجج نفسها ويستمر كثير من الجدل دون أي حل للمشكلات المطروحةِ، وينتهي بهم الأمر إلى الطلاق.
  • التوقعات غير الواقعية، ففي حال توقع الكثير من الطرف الآخر فإن هذا يشعره بالضغط، وسيشعر الأول بالإحباط أيضًا، لعدم تحقق توقعاته بالآخر.


ما هو حكم الطلاق في الإسلام؟

الطلاق في الاصطلاح الشرعي هو حلٌ لرابطة الزواج، وإنهاء العلاقة الزوجية، وقد جاء لفظ الطلاق بمشتقاته في القرآن الكريم أربع عشرة مرة في مواضعٍ مختلفةٍ[٢]، وحكم الطلاق في الإسلام مباح ومشروعٌ وقد ورد هذا في القرآن الكريم وفي السنة الشريفة، قال الله تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]، وقال عز وجل في موضع آخر: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾ [البقرة: 236].


أما الطلاق في السنة النبوية فقد وردت قصة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه طلق زوجته في فترة الحيض، وكان ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما سأل النبي عن هذا كان رده (مُرْهُ فليُراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلَّق قبل أن يمس، فتلك العِدَّة التي أمر الله أن تُطلَّق لها النساء) [رواه البخاري/ خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد أجمع علماء الإسلام على جواز الطلاق استنادًا إلى ما ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، ويرى العلماء أن الحكمة من جواز الطلاق تتمثل بأن بقاء الزواج قائمٌ رغم الخلافات الكثيرة فيه مفسدة محضة، كما يوجد ضرر بإلزام الزوج بالنفقة والسكن في حال بقي الزوجان معًا، وفي استمرار حبس للمرأة مع سوء العشرة وخصومة دائمة بين الزوجين دون أي فائدة، ولذلك فالحل الأفضل هو الطلاق والله تعالى أعلم.


ما هي حقوق المرأة بعد الطلاق؟

على الرغم من أن الطلاق أمر صعب ويشق على النفس، إلا أنه في حال كان الحل الأخير والوحيد فلا بد منه، وعليكِ أن تعلمي عزيزتي أن لكِ حقوقًا منحكِ إياها الإسلام بعد الطلاق، وعليكِ أن تحصلي عليها لتضمني سير حياتكِ بشكل جيدٍ بعد الانفصال، ومن أبرز هذه الحقوق نذكر ما يأتي[٣]:

  • مؤخر المهر، وهو مبلغ المال الذي يبقى للزوجة في ذمة الزوج، إذ إنه يدفع المقدم من المهر عند عقد القران، وما تبقى في ذمته يطلق عليه المؤخر، وفي حال وقوع الطلاق يُلزم الرجل بدفعه للزوجة بالشرع والقانون.
  • النفقة والكسوة والمسكن، وهذه الأمور يلتزم بها الزوج لزوجته في حال كان الطلاق رجعيًّا، ولكن في حال كان الطلاق بائنًا فلا يلتزم الزوج بسكن أو نفقة، إلا في حال كانت الزوجة حاملًا.
  • المتعة، وهي مبلغ من المال يدفعه الرجل لزوجته المطلقة، سواء أكان هذا الطلاق طلاقًا رجعيًّا أو طلاق بائنًا، وهو موضع خلاف بين الفقهاء، في ما إذا كان هذا المبلغ من المال مستحبًّا أو واجبًا.
  • نفقة الأولاد، وهي واجبة على الأب لأولاده الذكور والإناث، من حيث توفير المصروف والمسكن والكسوة، إلى أن يبلغ الذكور سن القدرة على كسب المال بأنفسهم، والإناث إلى أن يتزوجن.

وقد أجمع العلماء على أن الزوجة في حال طلبت من زوجها الطلاق بإرادتها دون وجود سبب حقيقي وواضح للطلاقِ، فيمكن هنا أن يطلب منها أن تفتدي نفسها وتتنازل عن حقوقها مقابل أن يطلقها.


ما هي عدة المرأة المطلّقة؟

مدة العدة للمرأة المطلقة ثلاث حيضات في حال كانت الزوجة تحيض، أو ثلاثة أشهر في حال كانت قد يئست من الحيض، وفي حال كانت حاملًا فإن العدة تكون بوضع الحمل، ويبدأ العد لهذه الفترة من وقت وقوع الطلاق، والطلاق يثبت ببينة، أو بإقرار الزوج بأنه طلقها في اليوم الفلاني والساعة الفلانية، لأنه الأعلم بهذا الأمر، وفي حال أخفى هذا فهو آثمٌ ويجب عليه التوبة إلى الله عز وجل، فلا يجوز له أبدًا أن يحبسها حبسًا طويلًا، وعليه أن ينفق عليها في العدة[٤].


ما هي شروط صحة طلاق المرأة؟

تتلخص شروط وقوع الطلاق بما يأتي[٥]:

  • أن يكون بين الزوج والزوجة عقد زواجٍ صحيحٍ.
  • العقل والوعي، فيجب أن يخرج لفظ الطلاق من زوج عاقلٍ وبالغٍ، وفي حال كان صبيًا وغير واع لذلك يتكفل وليه، وكذلك الأمر بالنسبة للسكران فهو محل خلاف، فبعض الفقهاء جاء بأن طلاقه يقع، والبعض الآخر لا يراه مقبولًا.
  • القصد والاختيار، أي أن يختار الزوج الطلاق بمحض إرادته دون أن يُجبر عليه من أي شخص آخر.
  • تعيين المطلقة والإشارة لها بالاسم أو بالصفة عند الطلاق.
  • صيغة الطلاق تكون بلفظٍ معبرٍ ويمكن في بعض الأحيان الاستعاضة عن ذلك بالكتابة أو الإشارة، ولكن أهم الشروط في اللفظ تكون بالقطع وفهم المعنى، ففي حال لُقّن مثلًا رجل أجنبي باللفظ وهو لا يفهم معناه ولا يعنيه، لا يقع الطلاق، كما يمكن استخدام كلمات لها الدلالة نفسها مثل سرحتكِ بدلًا من طلقتكِ.
  • الطلاق المحرم وهو الطلاق الذي يقع دون أي مصلحة أو خيرٍ مرجوٍ منه، ويؤدي إلى هدم مصلحة الأسرة والمجتمع.


من حياتكِ لكِ

عليكِ أن تعلمي أن الطلاق ليس نهاية المطاف، فصحيح أنه أنهى مرحلةً من حياتكِ، لكن عليك أن تتخطي هذا وأن لا تسمحي لهذه العقبة أن تُنهي حياتكِ كاملةً، حتى لو كانت صعبةً ومتعبةً، وإليكِ هذه النصائح لتساعدكِ على التعافي والنسيان وتخطي أزمة الطلاق[٦]:

  • لا تبقي وحيدة، إذ يجب أن تشاركي مشاعركِ مع الآخرين، سواء الأصدقاء المقربين أو العائلة، لأن العزلة يمكن أن تسبب توترًا وألمًا نفسيًّا أكبر.
  • اعتني بنفسكِ عاطفيًّا وجسديًّا، من خلال قضاء وقتٍ جيدٍ في ممارسة الرياضة، واعتني بنوعية الطعام التي تتناولينه، وحاولي تجنب اتخاذ القرارات المهمة في هذه المرحلة.
  • تجنبي الصراعات مع زوجكِ السابق، ففي حال شعرتِ أن النقاش بدأ يأخذ شكل القتال انسحبي بهدوء.
  • خصصي بعض الوقت لاكتشاف الأمور التي تهمكِ والتي تدخل السعادة إلى قلبك، تعرفي على هواياتكِ ومواهبكِ واعملي على تنفيذها، مارسي أنشطة محببة، وتعرفي على أصدقاءَ جدد.
  • فكري بإيجابية، قد لا تكون الأمور فعلًا على ما يرام، ولكن من الأفضل أن تتوقعي الأفضل دائمًا، وحاولي التعرف على أشخاص يمكن أن يساعدوكِ في ذلك.
  • تأكدي أن تذكري أطفالكِ دائمًا بأن الطلاق الحاصل ليس ذنبهم، وأنهم ليسوا السبب وراء حدوثه كي لا يؤذيهم الشعور الدائم بتأنيب الضمير.
  • حافظي على الاستقرار والروتين لأطفالكِ، وحاولي أن تجعلي روتين أطفالكِ اليومي والأسبوعي مألوفًا ومستقرًا قدر الإمكان.


المراجع

  1. ^ أ ب "10 Most Common Reasons for Divorce", marriage, Retrieved 16-6-2020. Edited.
  2. "الطلاق وأحكامه في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2020. بتصرّف.
  3. "ما هي حقوق الزوجة التي تطلب الطلاق، مع وجود أولاد؟."، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2020. بتصرّف.
  4. "متى تبدأ عدة المطلقة ومتى تنتهي"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2020. بتصرّف.
  5. "شروط صحة الطلاق من حيث المطلِق والمطلقة والصيغة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2020. بتصرّف.
  6. "Coping With Separation And Divorce", mhanational, Retrieved 16-06-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :