تعرفي على حقوق الزوجة التي لديها أطفال بعد الطلاق

تعرفي على حقوق الزوجة التي لديها أطفال بعد الطلاق

حقوق المرأة المطلقة في الإسلام

كفلت الشريعة الإسلاميّة حقوق المرأة كاملةً، وحدّدت واجبات وحقوق كلّ من الزوج والزوجة في حال الزواج، ولكن من الممكن يحدث أحيانًا الطلاق بين الزوجين، وقد كفل الإسلام حقوق المرأة المُطلقة أيضًا كاملةً، فلا يجوز التعدّي على حقوقها أو تجاهلها التي فصّلها القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة، فإذا كانت المرأة المُطلقة رجعيّةً أي يحقّ للزوج إرجاعها دون عقد جديد، فحكمها حكم الزوجة، ولها حقوقها أيضًا، وفيما يأتي أهمها[١]:

  • حق النفقة والسكن: فللمُطلقة حق كلٍّ من النفقة والسكن من مال زوجها لحين انفصال عقدة النكاح بينهما إذا لم تكن حاملًا، أمّا إذا كانت حاملًا فتكون نفقتها لحين وضع حملها، أمّا دليل ذلك ما ورد في قوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]، وقوله تعالى أيضًا {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق: 6].
  • حق الصداق أو المهر: إذ يحق للمرأة المُطلقة أن تأخذ مهرها كاملًا كما في العقد تمامًا إذا حصل الطلاق بعد الدخول، ولا يحلّ لزوجها أخذ شيء منها إطلاقًا إلّا برضاها، ودليل ذلك ما ورد في قوله تعالى :{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 20]، أمّا إذا حصل الطلاق قبل الدخول فيحق لها نصف المهر فقط، لقوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} [البقرة: 237].
  • حق الإرث: فالمرأة المُطلّقة الرجعيّة ترث زوجها إذا مات أثناء عدّتها كغيرها من الزوجات، ولها نصيبها من الإرث كما فرضه الله سبحانه وتعالى وكأنّها زوجته، ويُحرّم الإنقاص منه أو المساواة عليه إلّا برضاها.
  • حق المتعة: والمُتعة هي المال الذي يُفضّل دفعه من قِبل الزوج لزوجته المُطلقة قبل الدخول زيادةً على المهر جبرًا لخاطرها والأثر النفسي الذي قد يلحقها بسبب الطلاق، ويُعدّ هذا الحق من محاسن الدين الإسلامي، وقد ورد في قوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 241].
  • حق الحضانة: فللمرأة المطلقة حق حضانة أطفالها حتى تبلغ أعمارهم سبع سنين إذا لم تتزوج، ولا يحق لزوجها أخذ طفلها منها، وقد ورد في قوله تعالى: {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} [البقرة:233].
  • الحقوق الماليّة في ذمة الزوج: وهي الحقوق التي تكون لها في ذمّة زوجها، كالديون والقروض والعقار، ولا يحق لزوجها إنكار هذا الحق، أو أخذه منها إلّا برضاها.


تعرّفي على حقوق الزوجة التي لديها أطفال بعد الطلاق

لقد كفلت الشريعة الإسلاميّة حقوق المرأة المطلقة كاملةً، خاصةً إذا كان لديها أطفال بعد الطلاق؛ إذ يكون لها حق دفع النفقة وتوفير السكن المُناسب لها ولأطفالها، وتكون نفقتها خلال فترة العدّة إذا كان طلاقها رجعيًّا فقط، أمّا إذا كان بائنًا أو خلعًا فلا تُوجد لها نفقة أثناء العدّة أبدًا إلّا إذا كانت المُطلقة حاملًا بطفله، أمّا بالنسبة لحقّ النفقة والمسكن للأطفال فيجب توفيره من قِبل الوالد حتى يُصبح أطفاله قادرين على كسب المال وحدهم وإعالة أنفسهم دون الحاجة لشخص آخر يصرف عليهم ويؤمن لهم المسكن، والجدير بالذكر أنّ لأطفاله عليه حقّ تعليمهم أيضًا ورعايتهم والاهتمام بهم وتأمين احاجياتهم، بالإضافة لحق المتعة حسب استطاعة الزوج، وحق المهر كما ذُكر سابقًا[٢].


تحديات قد تواجهينها مع أبنائكِ بعد الطلاق

قد يتبادر لذهن الزوجين أنّ الطلاق هو الحل الأفضل للحصول على حياة جديدة وورديّة، ولكن ماذا لو كان يُوجد أطفال من هذا الزواج، قد يكون الأمر صعبًا كثيرًا على الاطفال، وقد يُسبب لهم العديد من المشاكل الصحيّة والنفسيّة بسبب فكرة الانفصال، مما يؤدي إلى التأثير على تحصيلهم الدراسي وحياتهم بأكملها، وبالتأكيد سوف يؤثر على علاقة الطفل بوالديه خاصةً إذا لم يكن الوالدان متفاهمين ومُتصالحين للخروج من هذه العلاقة بودٍّ حتى لا تؤثر على نفسيّة الأطفال، وبما أنّ الحضانة للأم، فقد تُوجد العديد من التحديات التي قد تواجهها مع أطفالها بعد الطلاق، وفيما يأتي أهمهما[٣]:

  • نمو الأطفال بعيدًا عن أحد الوالدين؛ فالحضانة عادةً للأم، وقد يتفق أحد الوالدين على تربية الأطفال، ليكون الطرف الآخر بعيدًا جسديًّا وعاطفيًّا عن أطفاله، وغالبًا ما ينتهي الطلاق بالضغينة والمشاكل، وبالتالي قد يؤثر ذلك على الأطفال، فيُمكن أن ينتقل الأطفال للعيش في مدينة أخرى للبعد عن هذا الطرف الآخر من الوالدين، أو قد تكون المشاهدات محدودةً، وقد تبدأ الأم بلوم الوالد أمام أطفالها، وبالتالي ينتقل الحقد والضغينة للأطفال أيضًا، ولكن الأب غائب ولا يُوجد أحد يُبرر رأيه في القصة، مما يؤدي لمشاكل تجاهه.
  • اكتئاب الطفل؛ فقد يتعرّض طفلكِ للاكتئاب من المشاكل والأحداث السيئة التي قد تحدث أمامه، وقد يتحوّل هذا الاكتئاب لغضب شديد تجاه أحد الوالدين، وتحميله مسؤوليّة ما يحدث معه، وقد تواجهين أيضًا العديد من المشاكل في حال تزوجتِ مُجددًا لعدم قدرته على تقبّل الزوج الجديد.
  • فقدان الأطفال احترامهم للزواج؛ فالأطفال يهمهم من منظومة الزواج كاملةً زواج والديهم، ولكن عندما ينتهي هذا الزواج بالطلاق، فإنّهم يشعرون وكأنّ الزواج في جميع حالاته قد ينتهي في النهاية بالطلاق، لذلك أنتِ مضطرة للتعامل مع أطفالكِ ومحاولة تخفيف هذه العقدة في حياتهم، لتقبلهم على الأقل زواج أحد والديهم.


من حياتكِ لكِ

تُقدّم لكِ حياتكِ بعض النصائح التي يُمكنكِ اتّباعها لمساعدة طفلكِ على تخطّي مشاكل وتحديّات الطلاق؛ فقد يكون المتأذي الأكبر من الطلاق هو الطفل، ويأتي هنا دوركِ في المحاولة لمعالجته وتقليل أثر الصدمة عليه، ويكون ذلك من خلال عرضه على خبراء الأسرة الذين يهتمون بأفكاره ومشاعره وما يحصل معه بطريقة آمنة وعن طريق طرح الأسئلة عليه للوصول في النهايّة للحلول المُناسبة، وبناء خطة مُناسبة من أجل تطوير مهارة الأبوة المشتركة[٣].


المراجع

  1. د. محمود عبدالعزيز يوسف (2-10-2016)، "حقوق المرأة المطلقة في الشريعة الإسلامية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.
  2. "حقوق الزوجة والطفل بعد الطلاق", islamweb,16-8-2011، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Ava Smith (28-8-2018), "The Child-Parent Relationship After High-Conflict Divorce"، divorcemag, Retrieved 10-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :