الزواج
تكاثر الجنس البشري من أهم الأمور التي وُجد الإنسان لأجلها، فالله عز وجل خلق الإنسان لعمارة الأرض، ولكي تُعمر هذه الأرض يجب أن يكون عدد البشر فيها كبيرًا جدًا وموزعًا في كل أنحاء الأرض ليؤدي كل شخص وظيفته الطبيعية، ولأن التكاثر لا يكون إلا بالتزاوج والالتقاء الجنسي بين الذكر والأنثى، كان لا بد من تهذيب هذه العلاقة بين بني الإنسان لكي لا تكون كالعلاقات الحيوانية، فأوجد الله الزواج، وعلى الرغم من اختلاف الأنماط والطرق في الزواج إلا أن الرسالات والكتب السماوية كلها جاءت لتنص على الزواج وتبين أحكامه.
لأن الإنسان بطبيعته كائن متقلب فإن الظروف والأحداث قد تأخذه في القادم من أيامه إلى التغير، ربما للأفضل أو للأسوء، وربما يصل به الأمر إلى أنه يُصبح غير قادر على إتمام الحياة مع الزوجة التي اختارها، ربما لغياب التفاهم أو لغياب الحب أو لظهور أمور كانت خافيةً في البداية، أو لأسباب كثيرة، ومن أجل هذا شُرع الطلاق ليكون انفصالًا بين الزوجين بالتراضي بينهما ودون ضياع الحقوق ولا حتى ظلم الأولاد[١].
الحكمة من عدة المطلقة
فيما يأتي الحكمة من وجود العدة للمطلقة[٢]:
- تعظيم الزواج في نظر كل من الزوج والزوجة، وبيان أنه عقد لا ينتهي بسهولة، وفي حال كان الطلاق رجعيًا تفتح العدة المجال للزوج أن يرد زوجته إلى عصمته.
- التأكد من براءة الرحم من أي حمل، ففي حال لم تكن هناك عدة ربما تزوجت الزوجة وتداخلت الأنساب في حال كان هناك حمل سابق في بطنها لم تعلم عنه.
- بيان أثر ترك الزوج وتعظيم دوره في حياة الزوجة، إذ إنها في العدة لا يُمكنها التزين أو التطيب أو الحديث مع الرجال أبدًا.
- اعطاء الأهل فرصةً لفهم الموضوع من كلا الطرفين والتدخل في حال كان هناك مجال للصلح.
عدة المطلقة
بعد حدوث الطلاق يُفرض على المرأة ما يسمى بالعِدَّة، وهي فترة زمنية تقضيها المرأة في بيت الزوجية غالبًا، ولا يجوز لها الخروج والتعطر أو التزين أو الحديث مع الرجال أو الالتقاء بهم، حتى أنَّ بعض الآراء المتشددة ترى أنه لا يجوز خروجها من البيت إلا للضرورة القصوى، وعدة المرأة المطلقة ثلاثة قروء أي ثلاث حيضات ما يُعادل ثلاثة أشهر، أما المرأة المطلقة الحامل فإن عدتها أن تضع حملها، أما المرأة غير المدخول بها فليس لها عدة، وقد شرع الله عز وجل العدة للمطلقة وللأرملة أيضًا، وهذه الأمور يُقِرُّها الله عز وجل على عباده لحكمة بالغة، قد يُظهرها في نصوص صريحة، وقد يجعلها خفيةً عنهم لا يعلمها إلا هو[٣].
جهل الإنسان بالحِكَم الإلهية
في كثير من الأحيان تكون الحِكمة غائبةً عن إدراك الإنسان، فقد يظن الشخص أنه في الوقت الحالي يمكن التأكد من براءة الرحم، وبالتالي فإنه حسب ظنه الحكمة الأهم من العدة ذهبت، وبالتالي يمكن أن تتطلق الزوجة دون أن تعتد، ولكن هنا الحكم ثابت في القرآن، ولا يمكن تجاوزه من أجل ظنون وتخمينات للعلماء وحتى لأصحاب الاختصاص.
المراجع
- ↑ "الطلاق في الإسلام "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 06-04-2019.
- ↑ "الحكمة من العدة ثلاث قروء "، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 06-04-2019.
- ↑ "عدةعدة المرأة المطلقة "، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 06-04-2019.