الحكمة من عدة المرأة المتوفى زوجها

الزواج

الزواج سنة من سنن الله عز وجل على الأرض، وهو من أهم الأمور التي أوصت بها الشرائع السماوية على اختلافها، فما دام المشرع لهذه الرسالات السماوية هو الله عز وجل، لن يكون الاختلاف موجودًا في الأصول طالما أن هذه الشرائع لم تتعرض لتحريف جذري، ولأن الزواج هو الراحة والسكينة للزوج والزوجة، وهو من أسمى العلاقات أيضًا، على كل منهما أن يُقدِّر الآخر ويعطيه حقه في حضوره وفي غيابه، سواءً كان هذا الزواج مكللًا بالنجاح وشاء له الله أن يدوم للأبد، أو أن تأتي مشيئة لله بانتهاء هذا الزواج إما بطلاق وإما بوفاة أحد الزوجين.


العِدَّة

العدة هي المدة الزمنية التي تقضيها الزوجة بعد طلاقها أو بعد وفاة زوجها، وقد حدد القرآن الكريم هذه المدة بشكل واضح وصريح، إذ جعل للزوجة المطلقة عدةً مدتها ثلاث حيضات إذا كانت من ذوات الحيض، وإن لم تكن فعدتها ثلاثة أشهر، أما المطلقة غير المدخول بها فلا عدة لها.

عدة الزوجة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام، وقد حيَّر هذا الأمر الكثيرين، ومهما كانت التفسيرات والتعليلات، فالأمر الإلهي له حكمة قد ترد واضحةً في نص صريح في القرآن الكريم أو ترد على لسان النبي بوحي من الله عز وجل، أو قد تبقى مبهمةً ويجتهد فيها العلماء، ولكن الأهم هو أن يدرك المؤمن أن غياب إدراكه للحكمه أو جهله بها لا يعني التهاون بالأمر أو تجاهله أو إسقاط الحُكم في حال سقطت الحكمة الظنية التي لم يرد فيها نص قرآني صريح[١].


الحكمة من عدة المرأة المتوفى زوجها

كما ذكرنا فإن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها تصل إلى أربعة أشهر وعشرة أيام، ولم يأتِ في القرآن الكريم توضيح صريح لسبب تحديد المدة، ولم يرد عن النبي أيضًا أحاديث صحيحة توضح الأمر، ولكن اجتهاد العلماء جاء ببعض الحِكم أهمها ما يأتي:

  • الوفاء لذكرى الزوج، ففي هذه المدة الزمنية الطويلة وفاء لذكرى الميت، فالزوجة التي يموت عنها زوجها ليست كالمطلقة، فهو توفي عنها دون أن يكون هناك أي خلاف أو نزاع او شقاق، ولهذا فإن فترة العدة تكون بمثابة حفظ لذكراه وإعطاء نفسها فرصةً لتتقبل الأمر ولكي لا ترتبط بأي رجل آخر قبل أن تكون جاهزةً نفسيًا وجسديًا لهذا.
  • التحقق من عدم وجود حمل، ففي القديم لم يكن الطب قد تطور لتكتشف السيدة بسهولة وجود الحمل من عدمه، فالنطفة تحتاج إلى أربعين يومًا، والعلقة تحتاج إلى أربعين يوم والمضغة أربعين أيضًا، ورأى العلماء أن الأيام العشرة هي التي تُنفخ فيها الروح، والله تعالى أعلم، كما أن هذه المدة تُعد نصف فترة الحمل، وهي كافية حتى تظهر على المرأة أعراض الحمل الخارجية والداخلية أيضًا.

في حال بطلان أو غياب حكمة ما مما اجتهد فيه العلماء لا يعني هذا بطلان الحكم، فعلى سبيل المثال التطور في الطب الحديث مكَّن الزوجة المعتدة من معرفة إذا ما كانت حاملًا أم لا من أول يوم، وعلى الرغم من هذا فإن حكم العدة المقررة لا يسقط لأن الحكمة لن تأتي بنص واضح وصريح[٢][٣].


المرجع

  1. "العدة وبيان الحكمة منها "، الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 04-04-2019.
  2. "الحكمة من جعل عدة المتوى عنها زوجها أربعة اشهر وعشرة "، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 04-04-2019.
  3. "الحكمة من اختلاف عدة الطلاق عن عدة الوفاة "، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 04-04-2019.

فيديو ذو صلة :