من الذي جمع الناس في صلاة التراويح

صلاة التراويح

مع كل إطلالة لشهر رمضان المبارك يتبادل المسلمون التهاني بحلوله والدعوات بقدومه، مستعدين نفسيًّا وروحانيًّا لعبادة والقيام وكل الطاعات المرتبطة به دون سائر الشهور، وفي مقدمة تلك القُرُبات صلاة التراويح وما يقترن بها من تلاوة وتدبر للقرآن الكريم، واجتماع للمؤمنين -على اختلاف طبقاتهم أعمارًا وأقدارًا- ‏طوال لياليه المباركة في رحاب المساجد العامرة بذكر الله تعالى، وصلاة التراويح في مفهومها هي صلاة قيام الليل الخاصة بشهر رمضان وتؤدى بعد صلاة العشاء، أما حكمها فهي سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي جمع كلمة ترويحة وهي المرة الواحدة من الاستراحة وسبب التسمية جاء من أنهم كانوا أولًا يطيلون السجود والركوع ويستريحون بين كل تسليمتين أي بعد كل أربع ركعات.[١]


أول من جمع الناس لصلاة التراويح

روى جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: (صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ. قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ». قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الرَّابِعَةُ لَمْ يَقُمْ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ جَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ وَالنَّاسَ فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلاَحُ)[صحيح أبي داوود: صحيح].


وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم التراويح ثلاث ليال فقط وتركها مخافة أن تفرض وهي سنة مؤكدة، وبقي الناس يصلونها فرادى أو في جماعات صغيرة داخل المسجد حتى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ففكر في جمع الناس في صلاة التراويح فعن عبد الرحمن بن عبدٍ القارئ قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر رضي الله عنه: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارء واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم إلى أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل -يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله) [صحيح بخاري: صحيح].


وقد خشي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن تفرض على الأمة فتركها فلما انتفى السبب بموته صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي رأى عمر بن الخطاب أن جمع الناس في التراويح ورءاها بدعة حسنة بل أنه لم يفعل شيئًا سوى أنه عاد إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياها.[٢]


فضل صلاة التراويح

لصلاة التراويح فضل كبير وعظيم أجر، وذلك يعود لعدة أسباب منها:[٣]

  • إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع هديه، والعباد مأمورون بالامتثال لكل ما جاء في السنة النبوية الشريفة.
  • الصلاة في هذا الوقت تعد من قيام الليل أي من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، وقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على قيام رمضان لما فيه من فضل، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) [تخريج المسند: إسناده صحيح].
  • وقت صلاة التراويح يشمل الثلث الأخير من الليل وهو من أفضل أوقات استجابة الدعاء، إذ قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر.
  • فضل صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان يتعاظم عن باقي أيام الشهر، ففيها ليلة القدر التي تعادل ألف شهر والتي يغفر فيها للمسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

أما عن كيفية أداء صلاة التراويح فإنها تصلى ركعتان ركعتيان، ومن الأفضل أن تكون إحدى عشرة ركعة، ولا حرج في الزيادة على ذلك ويقرأ فيها ما تيسر من القرآن، والأفضل ختمه كله فيها، وهذه الكيفية تؤدى بها صلاة التراويح للرجال والنساء على السواء.[٤]

المراجع

  1. "صلاة التراويح..كبف نصليها وما فضلها؟"، روتانا، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
  2. "لماذا لم يجمع أبو بكر الناس على صلاة التراويح ، وجمعهم عمر رضي الله عنهما؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
  3. "فضل صلاة التراويح في رمضان"، أخبارك، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.
  4. "كيفية صلاة التراويح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :