من أول شهيدة بالإسلام؟

من أول شهيدة بالإسلام؟

من هي أول شهيدة بالإسلام؟

تعدُّ سمية بنت خياط أوَّل شهيدة في الإسلام، فقد ثبتت على دينها وموقفها أمام تعذيب أبي جهل لها حتى استشهدت، كما تعرَّض الرسول صلى الله عليه وسلَّم للتعذيب والإيذاء من الكفار هو وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وهذا الابتلاء للمؤمنين من السنن الإلهية التي يميِّز بها الله سبحانه وتعالى بين المؤمن الحقيقي الصادق من الكاذب، ومما لا شكَّ فيه أنَّ التعذيب والإيذاء للمؤمنين في مكة لم يكن فقط للرجال من دون النساء، بل كانت النساء المسلمات أيضًا يتعرَّضن للأذى والعذاب بسبب دخولهنَّ في الإسلام، ومن هؤلاء النسوة سمية بنت خياط، وفاطمة بنت الخطاب، ولبيبة جارية بني المؤمل، وزنيرة الرومية، والنهدية وابنتها، وأم عبيس، وحمامة أم بلال، وغيرهن من النساء المسلمات اللواتي تعرَّضن للأذى[١].


نسب سمية بنت خياط وإسلامها

سمية بنت خياط رضي الله عنها هي أم عمار بن ياسر رضي الله عنهما، وهي امرأة عظيمة وصاحبة دين وإيمان قوي بالله سبحانه وتعالى وبالإسلام، أسلمت سمية بنت خياط في مكة وكانت سابع من دخل في الإسلام، ممّا أدى إلى تعرُّضها للعذاب الشديد والأليم من الكفار حتى تتخلى عن إسلامها ولكنها لم تتراجع، أما عن طريقة إسلامها فقبل ظهور الإسلام بفترة وجيزة جاء ياسر بن عامر رضي الله من اليمن إلى مكة ليقيم فيها، فتحالف مع أبي حذيفة، وتزوَّج سمية بنت خياط التي كانت أَمَةً لأبي حذيفة، وعندما أنجبت سمية ابنها عمار أعتقها أبو حذيفة، وبعد ذلك بعث الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام، فدخل ياسر وعمار وسمية وأسلموا جميعًا، كما ذُكر سابقًا أنّ سمية رضي الله عنها هي سابع الذين دخلوا في الإسلام[٢].


قصة تعذيب المشركين لآل ياسر

أسلم ياسر بن مالك العنسي وزوجته سمية بنت خياط وابنهما عمار في بدايات الإسلام الأولى، وعندما أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة تم اكتشاف أمرهم، وكان لهم النصيب الأكبر من التعذيب الذي لحق بالمسلمين آنذاك، وقد تولى أمر تعذيبهم أبو جهل سيد بني مخزوم، وكان تعذيبه لهم أشد من أي تعذيب آخر حدث في مكة، فأبو جهل هو المعروف بالغلظة والشدة، حتى أنَّه لم يراعي سنَّ الأبوين الكبير، وكما ذُكر في الروايات أنَّه كان يجعلهم يلبسون دروعًا من الحديد، ثم يصهرون بها تحت حرارة الشمس العالية جدًّا والحارقة، فلم يحتمل الشيخان الكبيران هذا العذاب الأليم فماتا شهيدين، وهما أول شهيدين في الإسلام رضي الله عنهما[٣].


من أول شهيد في الإسلام من الرجال؟

إنَّ أول من استشهد من الرجال في الإسلام هو الحارث بن أبي هالة، وقد ذكر ابن الكلبي وابن حزم أنَّه أول الذين قتلوا في سبيل الله سبحانه وتعالى، وكان ذلك تحت الركن اليماني، فعندما أمر الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن عن الدين الإسلامي قام إلى المسجد الحرام وقال: (قولو لا إله إلا الله تفلحوا)[٤]، فقام المشركون يريدون أذيته، ووصل الصراخ إلى أهل بيته، فجاء الحارث بن أبي هالة حتى يرد الأذى عن الرسول فاجتمعوا عليه وقتلوه، وكان أول شهيد في الإسلام[٥].

  1. "سُمَيّة أول شهيد في الإسلام"، إسلام ويب، 15/5/2016، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
  2. "سمية بنت خياط .. أول شهيدة في الإسلام"، قصة الإسلام، 29/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني (22/1/2017)، "تعذيب آل ياسر بمكة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن ربيعة بن عباد الديلي، الصفحة أو الرقم:16023، صحيح لغيره.
  5. الحافظ بن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 406. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :