متى يكون سجود التلاوة؟
سجدة التلاوة سنة ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي مستحبة في الراجح من أقوال أهل العلم، ولا إثم على تاركها، وسجود التلاوة مشروع في الصلاة وخارجها، سواء أكانت الصلاة سريةً أو جهريةً، إلا إذا قرأ الإمام في الصلاة السرية وأراد السجود للتلاوة فيُخشى الالتباس على المصلين لعدم سماعهم القراءة، وهذه الأحكام هي لمن قرأ آيةً فيها سجود، أما لو كان مستمعًا فيسجد إذا سجد القارئ، ولسجود التلاوة فضل عظيم، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قرأَ ابْنُ آدمَ السَّجْدَةَ فسجدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبكي، يقولُ: يا ويْلهُ أُمِرَ ابْنُ آدمَ بِالسُّجُودِ فسجدَ، فَلهُ الجنةُ، وأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ فَلِي النارُ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويقول في سجوده الدعاء الذي كان يقوله الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (سجدَ وجهي للَّذي خلقَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوَّتِهِ فتبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ) [تحفة المحتاج| خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن][١].
ما هي شروط سجود التلاوة للمرأة؟
تختلف أحكام سجود التلاوة عن أحكام سجود الصلاة، وقد انقسم العلماء في شرط الطهارة لسجود التلاوة قسمين: منهم من أوجب الطهارة لصحة سجود التلاوة، ومنهم من لم يشترط الطهارة لصحة السجدة[٢]، أما عن شروط سجود المرأة للتلاوة ففي الصحيح من أقوال أهل العلم أن تغطية المرأة رأسها في سجود التلاوة غير واجبة، لأن سجود التلاوة ليس صلاةً وإنما هو ذكر لله تعالى وخضوع له وذل بين يديه، وبعض أهل العلم أوجب فيه الطهارة واللباس الشرعي وستر العورة للخروج من الخلاف، ولو سجدت المرأة بغير وضوء فسجودها صحيح ولا يلزمها إعادته، لأنها قد تعرض لها آية سجدة أثناء قراءتها للقرآن الكريم من حفظها، ويستوي في ذلك الرجال والنساء، فقد ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن الوضوء ليس شرطًا لصحة سجود التلاوة[٣].
من حياتكِ لكِ
في سجود التلاوة يسن لكِ الدعاء ببعض الأدعية المأثورة، منها قولك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، اللهم اكتب لي بها أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود[٤]، أما عن كيفيتها فهي قسمين:
- سجود تلاوة أثناء الصلاة: فإذا مررتِ بآية سجدة وأنت أثناء قراءتك في الصلاة، فإنك تكبرين إذا نزلت للسجود وتكبرين عند الرفع منه، ولا تختلف كيفية سجودك للتلاوة عن باقي سجدات الصلاة[٤].
- سجود خارج الصلاة: وفي ذلك قولان، بعض أهل العلم قالوا بالتكبير عند السجود وعند القيام منه وذلك قياسًا على سجدة الصلاة، ولأنه سجود منفرد، والقول الآخر أن التكبير عند السجود فقط واختاره ابن باز وابن عثيمين وذلك لعدم ورود دليل على وجوب التكبير عند القيام من سجدة التلاوة، وفي الحالتين فليس عليكِ السلام من سجدة التلاوة وهذا ما عليه أغلب أهل العلم لعدم وجود دليل منقول في ذلك[٢].
المراجع
- ↑ "ملخص أحكام سجود (التلاوة - الشكر - السهو)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "صفة أداء سَجْدة التِّلاوة خارجَ الصَّلاة"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "تغطية الرأس للمرأة عند سجود التلاوة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "الكيفية الصحيحة لسجود التلاوة "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2020. بتصرّف.